العضة المفتوحة – Open Bite
الطب >>>> طب الأسنان
تحدثنا في مقالٍ سابق عن حالات سوء الإطباق عمومًا، وفي هذا المقال سنتحدث عن حالة تندرج تحت حالات سوء الإطباق، وهي العضة المفتوحة.
ما العضة المفتوحة؟
تُعرف العضة المفتوحة بأنها شكل من أشكال سوء الإطباق التي تتجلى بعدمِ حدوث تماس بين الأسنان العلوية والسفلية؛ عندما يكون الفك السفلي بوضعية الإطباق الاعتيادي المركزي، وبالتالي غياب التغطية القاطعية الطبيعية.
تسبب العضة المفتوحة مشكلات في النطق، والمضغ، واضطرابات نفسية، ومع نمو الطفل وتقدم مرحلة التطور الإطباقي يتناقص معدل حدوث العضة الأمامية المفتوحة؛ إذ تميل مثل هذه الشذوذات إلى التحسن العفوي في مرحلة الإطباق المختلط، وتتميز العضة المفتوحة بأشكال ثلاثة سريرية وهي:
- العضة المفتوحة السنية.
- العضة المفتوحة الهيكلية.
- العضة المفتوحة المركبة (الهيكلية والسنية).
الانتشار:
تختلف نسبة حدوث العضة المفتوحة الأمامية بين مختلف الأعراق البشرية، وتبعًا للمرحلة العمرية، أو درجة تطور الإطباق السني، فهي تعد حالة شائعةً لدى الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشر، ووفقًا لدراسةٍ في الولايات المتحدة فهي أكثر انتشارًا بين الأمريكيين من الأصول الإفريقية بنسبة 6.6% مقارنةً مع الأمريكيين من أصول أوروبية شمالية بنسبة 2.9%، ولاتينية بنسبة 2.1%.
الأسباب:
تعود أسباب حدوثها إلى عوامل عديدة، تُقسم إلى عوامل وراثية وعوامل بيئية، نلخصها في الآتي:
1.العوامل الوراثية؛ إذ أكدت الدراسات أن أنماط النمو الهيكلي تتأسس عند الفرد منذ مرحلة مبكرة وتظل على حالها طيلة سنوات النمو الفعال، لذلك يمكن التأكد من وجود العضة المفتوحة الهيكلية منذ بداية مرحلة الإطباق المختلط، وهناك مؤشرات سيفالومترية عديدة تسمح بتأكيد التشخيص وهي:
- انحدار في المستوى الحنكي، وزيادة في طول القسم السفلي من الوجه.
- البزوغ الزائد للأسنان الخلفية العلوية.
- دوران خلفي للفك السفلي.
- البزوغ الزائد للقواطع.
2. العوامل البيئية:
- عدم التوازن بين اللسان ومجموعة العضلات حول الفموية:
ويكون هذا بسبب عادات ضارة، كدفع اللسان، أو عادة مصِّ الأصابع، أو حالات تشريحية خاصة مثل ضخامة اللسان؛ إذ يسبب هذا حصول العضة المفتوحة عن طريق التأثير بطريقة مؤذية على نمو المركب السنخي في المنطقة الأمامية، وإعاقة البزوغ الطبيعي للقواطع، وبوجود ضغط زائد من اللسان أو الأصابع على هذه الأسنان يحدث لها ميلان شفوي زائد ؛ إذ يجب الانتباه إلى أطفالنا الصغار وخصوصًا أن عادة مصِّ الأصابع قد تستمر إلى عمر الأربع أو الخمس سنوات، فالتباين في شدة هذه العادة واستمراريتها ستؤدي إلى سوء الإطباق بدرجات متفاوتة؛ إذ إن مصَّ الإبهام المستمر يؤدي إلى تطبيق قوى شاذة على القطاع الأمامي من الفك العلوي.
ويجب أن ننوه هنا إلى أن تفادي المرضى لهذه العادات السيئة في وقتٍ مبكر أدى إلى زوال وتراجع العضة المفتوحة تلقائياً لدى 80% منهم.
- التنفس الفموي:
يساهم بواسطة آليات متعددة مختلفة في حدوث العضة الأمامية المفتوحة، يتخذ اللسان في هذه الحالة مع الفك السفلي وضعية اعتيادية منخفضة مسببًا بذلك البزوغ الزائد للأسنان الجانبية، فتنشأ العضة المفتوحة الأمامية السنية.
- الرضوض الوجهية:
إن الرضوض المؤثرة على اللقمة الفكية أو الالتصاق المفصلي قد يؤدي إلى اضطراب النمو العمودي للفك السفلي، ويترافق هذا الانحراف سريريًّا بالعضة المفتوحة، أما الرضوض المُطبقة على القواطع فقد تكون سببًا لتأخر نمو وبزوغ هذه الأسنان؛ بسبب تعرضها للالتصاق السنخي السني، ومن ثم نشوء العضة الأمامية المفتوحة.
- الأمراض التنكسية أو الاستحالية Degenerative Diseases للمفصل الفكي الصدغي:
يمكن أن تؤدي إلى نشوء عضة مفتوحة أمامية حادة، وخصوصًا عند المرضى الكبار.
- الامتصاص المجهول Idiopathic Resorption:
المُسبب لعظم اللقمة الفكية والتهاب المفصل الرئياني اليفعي؛ إذ إن هاتان الحالتان المرضيتان تؤديان في غالب الأحيان إلى نشوء العضة الأمامية المفتوحة التي تتناسب شدتها مع درجة الامتصاص الذي يصيب عظم اللقمة الفكية.
العلاج:
وبالانتقال إلى العلاج فإن التقويم المُبكر ينصح به دائمًا للحالات التقويمية كافة؛ تجنبًا لتعقيدات العلاج في المستقبل، ويفضل في حالة العضة المفتوحة الأمامية أن يُعالج في مرحلة الأسنان المختلطة؛ لتسهيل العلاج وتجنبًا للجراحة.
وعمومًا يمكننا تصنيف تقنيات العلاج إلى التوعية بالعادات السيئة، وأجهزة تقويم الأسنان، والجراحة، ومن الممكن في بعض الحالات أن يترافق العلاج بالأجهزة التقويمية مع العمل الجراحي، وذلك تبعًا لسوء الحالة وشدتها، ويُعدّ العمل الجراحي آخر الخيارات العلاجية.
المصادر:
1- هنا
2- Nagan P, et al. (1997). Open Bite: A Review of Etiology and Management. American Academy of Pediatric Dentistry, 19(2), 91-98.
3- هنا
4- هنا
5- تقويم الأسنان السريري، الجزء الأول، تأليف الأستاذ الدكتور مروان موقع، الطبعة الأولى 2010 دار القلم، حلب - سوريا.