انخفاض درجة حرارة الجسم هو حالةٌ طبيّةٌ إسعافيّةٌ تحدث عندما يفقد جسدك الحرارةَ بشكلٍ أسرع من إنتاجها، مما يؤدّي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم إلى درجةٍ خطيرة. تكون حرارة الجسم الطبيعيّة حوالي 37 درجةً مئويّة، ويحدث انخفاض درجة حرارة الجسم عندما تصبح درجة الحرارة دون 35 درجةً مئويّة.
عندما تنخفض حرارة الجسم فإنّ قلبك وجهازك العصبيّ وأعضاءك الأخرى لا تعمل بشكلٍ طبيعيّ. وإذا تُرك الأمر دون علاج فسوف يؤدّي ذلك في النهاية إلى فشلٍ كاملٍ في القلب والجهاز التنفسيّ وبالتالي إلى الموت.

ما الذي يسبّب انخفاض درجة حرارة الجسم؟
هناك عدّة أسبابٍ تتضمّن مايلي:

1- التعرّض للبرد:
عندما يختلّ التوازن بين إنتاج الجسم للحرارة وفقدانه لها لصالح الفقدان لفترةٍ مطوّلة، يمكن أن يحدث انخفاض الحرارة. يحدث عادةً انخفاض درجة حرارة الجسم الطارئ بعد التعرّض لحرارةٍ منخفضةٍ دون وجود تدفئةٍ كافية، أي ملابس جافّةً للحماية من البرد. رغم ذلك، فإنّ الظروف الأكثر دفئاً أيضاً قد تؤدّي كذلك إلى انخفاض درجة حرارة الجسم، و هذا يعتمد على عمر الشخص وكتلة وشحوم الجسم والصحّة العامّة ومدى طول فترة التعرّض للبرد.

و من الأسباب الأخرى التي تزيد من خطر التعرّض لانخفاض الحرارة:

2- بعض الحالات الطبيّة مثل الداء السكريّ وأمراض الغدّة الدرقيّة.
3- بعض الأدوية.
4- الإصابات كالرضوض الشديدة.
5- استعمال المخدّرات أو الكحول.

كيف يتسبّب البرد بانخفاض درجة حرارة الجسم؟

عند التعرّض لدرجة حرارةٍ منخفضةٍ فإنّ الجسم يفقد الحرارة عن طريق الجلد بنسبةٍ تصل إلى 90% والباقي عن طريق الزفير من الرئتين. يحدث فقدان الحرارة عبر الجلد بشكلٍ أساسيّ عبر الإشعاع وتزداد سرعة هذا الفقدان عند التعرّض للرياح أو الرطوبة. إذا كان سبب التعرّض للبرد هو الانغماس في الماء البارد فإنّ فقدان الحرارة يحدث أسرع ب25 مرةً مما لو تمّ التعرّض للحرارة ذاتها في الهواء.
يعمل الوطاء hypothalamus، وهو مركز التحكم بالحرارة في الدماغ، على رفع حرارة الجسم عبر تفعيل الآليّات المسؤولة عن تدفئة وتبريد الجسم.

عند التعرّض لدرجات الحرارة المنخفضة، يحدث الارتعاش كاستجابةٍ وقائيّةٍ لإنتاج الحرارة من خلال نشاط العضلات. يعدُّ أيضاً تقبّض الأوعية الدموية آليّةً أخرى للحفاظ على الحرارة بحيث تتقبّض الأوعية بشكلٍ مؤقت.
يقوم القلب والكبد عادةً بإنتاج معظم حرارة الجسم، ولكن عند انخفاض حرارة الجسد المركزيّة، فإنّ هذه الأعضاء تُنتج حرارةً أقل مما يعني بطريقة ما تخفيض نشاطها مما يحافظ على الحرارة ويحمي الدماغ. إنّ حرارة الجسم المنخفضة قد تسبِّب إبطاء نشاط الدماغ والتنفّس ومعدّل ضربات القلب.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم؟

الأشخاص المعرضون بشكلٍ كبيرٍ لخطر الإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم :

- كبار السن والأطفال الصغار والأطفال دون تدفئةٍ أو ثيابٍ أو طعامٍ كافٍ.
- الأشخاص المصابون باضطراباتٍ نفسيّة.
- الأشخاص الذين يمضون الكثير من الوقت في العراء.
- الأشخاص في الطقس البارد ممَّن يعانون من اضطراب المحاكمة العقلية للأمور وذلك بفعل الكحول أو المخدّرات.

ما هي أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم؟

تتضمّن الأعراض لدى البالغين ما يلي:

- الارتعاش: وهو علامةٌ جيّدةٌ إذ يدلُّ الارتعاش على أنَّ النظام المسؤول عن تنظيم الحرارة في الجسم لا يزال يعمل.
- تنفّس سطحيّ بطيء.
- تخليطٌ ذهنيٌّ وفقدانٌ في الذاكرة.
- الاحساس بالنعاس والإرهاق.
- حديثٌ مغمغمٌ وغير واضح.
- فقدان التوازن وتخبط الأيدي وتعثر الخطوات
- نبضٌ بطيءٌ وضعيف.
- في حالة انخفاض الحرارة الشديد، قد يفقد الشخص وعيه دون دلالاتٍ واضحة على التنفّس أو النبض.
بالنسبة للأطفال:
- يصبح الجلد بارداً ذو لون أحمر فاتح.
- انخفاض الطاقة خلاف المعتاد.

كيف يتمّ تشخيص انخفاض درجة الحرارة؟
إنّ تمييز الأعراض هو الخطوة الأولى في التشخيص. هناك ميزان حرارةٍ خاص متواجدٌ في غرف الإسعاف في المشافي يمكنه التقاط حرارة الجسم المركزيّة المنخفضة وتأكيد التشخيص.

كيف يتمّ علاج انخفاض درجة حرارة الجسم؟

إنّ انخفاض درجة حرارة الجسم يعتبر حالةً إسعافيّةً مهدّدةً للحياة وتتطلب عنايةً طبيةً فوريّةً، وإن لم تتوفر العناية الطبية الفورية يمكن القيام بالإجراءات التالية:

- إزالة أي ملابس رطبة.
- حماية المصاب من الرياح ومن فقدان المزيد من الحرارة وذلك بالاستعانة بالملابس الجافّة والأغطية.
- نقل المصاب بلطف الى مكانٍ دافئٍ وجافٍ بأسرع ما يمكن.
- البدء بتدفئة المصاب بالمزيد من الثياب والأغطية.
- تسجيل درجة حرارة المصاب عند توفر ميزانٍ للحرارة.
- تقديم سوائل ساخنةً مع تجنّب الكحول والكافئين لأنها تزيد من سرعة فقدان الحرارة. لا تقم بتقديم السوائل لشخص غير واعٍ.

إذا كان الشخص المصاب غير واعٍ أو ليس لديه نبضٌ أو دلالاتٌ على التنفس، قم بالاتصال بالإسعاف فوراً. يجب إجراء الإنعاش القلبيّ الرئويّ فوراً في هذه الحالة مع مراعاة ترقّب النبض لمدة دقيقةٍ كاملةٍ قبل البدء بالإنعاش إذ أنّ نبض القلب قد يكون بطيئاً جدّاً ويجب عدم البدء بالإنعاش القلبيّ الرئويّ في حالة تواجد أي نبض. يجب متابعة الإنعاش القلبيّ الرئويّ في غياب علامات التنفّس والنبض لغاية وصول الإسعاف أو وصول المصاب إلى المستشفى.

في حال انخفاض درجة حرارة الجسم الشديد فإنّ العلاج في المستشفى ضروريّ لإعادة رفع الحرارة المركزيّة. قد يتضمن علاج انخفاض درجة الحرارة سوائل وريديّةً وأوكسجيناً مدفّأً و مرطّباً وعملية غسْل الصِّفاق (أي غسل جوف البطن) وغير ذلك من الوسائل. من المضاعفات التي قد تحدث خلال التعافي: الالتهاب الرئوي واضطرابات نظم القلب والرجفان البطيني وتوقّف القلب أو حتى الموت.
لذلك سارع إلى طلب المساعدة الطبيّة فوراً لدى إصابة أي أحد بانخفاض درجة حرارة الجسم. اتصل برقم الإسعاف في سوريا 110 عند الحاجة.

المصادر:
هنا
هنا