في الخامس من شهر نيسان (أبريل) عام 2019؛ توفي Sydney Brenner سيدني برينر. وهو الحائز جائزة نوبل؛ إذ أسفرت دراساته عن دودة Caenorhabditis elegans الشفافة عن اكتشافات عميقة التأثير في علم الوراثة وعلم الأحياء التطوري. اكتشف برينر الخطوات الأساسية في كيفية استخدام الحمض النووي DNA لصنع البروتينات التي تدخل في بناء الكائن الحي. فقد وجد أن تسلسل ثلاثة أسس من الحمض النووي DNA ترمِِّز الأحماض الأمينية التي تُشكِِّل البروتينات، واكتشف أن جزيئات RNA تنقل تلك المعلومات إلى الجسيمات الريبية، وحدَّد الآليات الخلوية التي تصطنع البروتين.
حقق Brenner برينر إنجازًا كبيرًا آخرَ في علم الأحياء؛ وهو: توصيف الدودة الشفافة C.elegans وتطويرها لكونها أنموذجًا حيوانيًّا مثاليًّا، وهي الَّتي تُستخدم حاليًّا في المختبرات في جميع أنحاء العالم، وأدَّت أبحاثه المبكرة عن C.elegans ودراساته -في السنوات التي تلت ذلك- إلى الفوز بجائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء عام 2002 مع اثنين من زملائه John Sulston و Howard Robert Horvitz جون سولستون وهورد روبرت هورفيتز. وكتبت لجنة نوبل أنَّ بحث برينر عن الدودة ساعدَ على تحديد المورثات الرئيسة التي تنظِِّم نمو الأعضاء وموت الخلايا المبرمج، وسلَّط الضوء على العوامل المُسبِّبة للعديد من الأمراض.
وُلِد Brenner برينر لأبوين من اليهود المهاجرين في جنوب أفريقيا، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلم، فقد دخل كلية الطب في جوهانسبرغ عندما كان في الخامسة عشرة، وجذبته أبحاث علم الوراثة وهو لا يزال في عمر مبكرة، والتقى عام 1953 فرانكس كريك والتحق فورًا بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة ليعمل معه.
وبحسب ما ورد في النعي المنشور في صحيفة الغارديان؛ فقد تشارك برينر وكريك المكتبَ نفسه مدة 20 عامًا حيث لم يتوقفا عن الكلام والضحك والعمل على الأفكار التي جرَّباها في المختبر مع مساعِدَتهما ليسلي برانت التي لا يمكن الاستغناء عنها.
استمرBrenner برينر -الذي عُرف أيضًا بالجهبذ العملي- بالعمل حتى عامه التسعين، وبعد زواجٍ استمرَّ ستين عامًا توفيت زوجته ماي تاركةً ثلاثة أطفال منه وابنها الذي ربَّاه.

المصدر: هنا