خلايا الجلد السليمة، هل يمكن أن تُحدّد منشأ السرطان؟
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم المورثات والوراثة
يقول الدكتور بيتر كامبل :“Peter Campbell"يمكننا الآن باستخدام هذه التّقنية أن نتمعّنَ أكثرَ في الخطواتِ الأولى التي تتّبعها الخليّة عندَ تحوّلها إلى خلية سرطانيّة" ويضيف: "تعطي الطّفرات الأولى المرتبطة بالسّرطان الخلايا المجاورة تحفيزاً باتجاه تحوّلها إلى سرطانيّة مقارنةً بمجاوراتها من الخلايا الطبيعيّة، و تتنامى هذه الخلايا مضاعِفَةً من عدد الخلايا التي تنتظر الطّفرةَ التّالية لتدفعَ بها أكثرَ باتجاه التّحوّل إلى خلايا سرطانيّة. حتّى أنّه يمكننا أن نرى أيضاً بعض الخلايا في الجلد الطبيعيّ التّي قد اتخذت خطوتين أو ثلاث تجاه التحوّل إلى خلايا سرطانيّة، ولكن، ما عددُ الخطواتِ التي تحتاجها الخلية كي تتحولَ إلى خليّةِ سرطانيّةِ بشكلِ كامل؟ قد يكون خمسة أو ربما عشرة، لا نعلم بعد".
أظهرتِ الطّفراتُ التي تمّت مراقبتُها الأنماطَ المرتبطةَ مع أكثرِ أنواعِ سرطان الجلد شيوعاً وقابليةً للعلاج و الذي يرتبط بالتّعرضِ إلى الشّمس والمعروف بـ (سرطان الخلايا الحُرشفيّة) أكثر من الأنماط المرتبطة بالورم الميلانينيّ (نوع نادر من أنواع سرطان الجلد وهو أخطرها وقد يكون قاتلاً أحياناً).
يوضّح الدكتور Iñigo Martincorena:"على الرَّغم من أنّ نسبةَ الطفراتِ التي تمّت مراقبتها كانت مرتفعة، إلّا أنّه يكاد يكون من المؤكد أنّ أياً من هذه النّسائل قد تطوّرت إلى سرطانِ جلدِ"، ثمّ يضيف قائلاً:" بسبب كون سرطانات الجلد شائعةٌ جداً بين النّاس، فمن المنطقي أنّ يكون الأفرادُ حاملين لعددٍ كبيرٍ من الطّفرات. إنّ ما نقوم بمراقبته هنا هو (خفايا/كواليس الطّفرات) وليس فقط ما ظهر منها على شكل سرطان".
ما هي عيّنات الدّارسة؟
أُخِذَت عيّناتُ الجلد المُستخدمة في هذه الدّراسة من أربعةِ مرضى تتراوحُ أعمارُهم بين الـ 55 والـ 73 والذين كانوا يخضعون لعمليةٍ روتينيةٍ لإزالةِ الجلدِ الزائدِ من الجّفن الذي يؤدي إلى حجب الرؤية. وُجِدَ أنّ الطّفراتِ قد تراكمتِ خلال حياة كلّ شخصٍ منهم في كلّ مرةٍ كان يتعرّضُ فيها الجّفنُ إلى أشعّةِ الشّمس. استنتج الباحثون أنّه في كلّ مرةٍ تتعرّضُ فيها خليةٌ جلديّةٌ إلى أشعّة الشّمسِ، فإنّها تقوم بمراكمةِ طفرةٍ جديدةٍ في جينومها في كلّ يومٍ تقريباً كمعدّلٍ وسطيّ.
هل يمكن الحدّ من خطر سرطان الجلد؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة به؟
يقولُ الدكتور فيل جونس Phil Jones من جامعة كامبريدج: "تتراكم هذه الأنواع من الطّفرات مع الزّمن، وفي كلّ مرّة نتعرّضُ فيها إلى أشّعة الشّمس، فإنّنا نقع في خطر إضافة طفراتٍ جديدةٍ إليها". ويضيفُ: " نحن بحاجةٍ إلى حمايةِ بشرتنا من خلال استخدام المستحضراتِ الواقية من أشعّة الشّمس، و تجنّبِ التّعرضِ المُباشر لأشعّة الشّمس في فترة منتصف النّهار، و تغطية ما هو معرّضٌ من بشرتنا للشٌمس ما أمكن. إنّ هذه الاحتياطات ضرورية في أيّة مرحلة من العمر، ولكن على وجه الخصوص عند الأطفال ـ الذين هم في ذروة مرحلة تكوّن جلدٍ جديدٍ ـ إضافةً إلى كبار السّن الذين قد راكموا مسبقاً مجموعةً من الطفراتِ".
الخلاصة:
تُظهرُ النتائجُ إمكانيّةَ استخدامِ نسيجٍ سليمٍ للوصول إلى فهمٍ أفضلَ لمنشأ السّرطان، ففي دراسةٍ سابقةٍ تمّ فيها تحليلُ عيناتِ دمٍ لأشخاص غير مصابين بالسّرطان، وُجِدَ أنّ عدد الطّفراتِ كان أقلّ و أنّ نسبةً قليلةً فقط من الأشخاص يحملون طفراتٍ مسبّبةٍ للسرطان في خلاياهم الدّموية، بينما الجلد يحمل عدداً أكبر من هذه الطفرات التي قد تتطور الى سرطان. يعكف العلماء اليوم على متابعة هذا العمل بالاعتماد على عددٍ أكبر من العينات ونسجٍ أكثرِ تنوّعاً ليتمكنوا من فهم الآلية التي تتحوّل بها الخلايا الطبيعيّة إلى أخرى سرطانيّة.
المصدر: هنا
البحث الأصلي: هنا