صودا الخَبز والارتجاع الحمضي
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
يُعرف داء GERD أو Gastroesophageal Reflux Disease بأنه ذلك الشعور بإحساسٍ حارق في الصدر يحدث عند بعض الناس بعد تناول الطعام، إذ يشعر البعض بطعم حامضٍ في أفواههم مما يسبب عدم الراحة، ويرجع ذلك إلى ارتجاع الحمض المعدي إلى المريء. وتشير بعض الدراسات إلى وجود أكثر من 15 مليون شخص يعانون من هذه المشكلة يوميًا.
ويُذكر أن أي شخصٍ يعاني من ارتجاع حمض المعدة أكثر من مرتين أسبوعيًا يجب أن يلجأ إلى المعالجة الطبية، إذ يمكن أن تكون الحالة مزمنة وتتطلب علاجًا خاصًا.
أما إذا كان الارتجاع الحمضي عرَضيًا، فيمكن عندها التعامل معه ببعض الوسائل المتوفرة في المنازل بغرض تخفيف الأعراض، ومن تلك المواد صودا الخَبز أو ما يُعرف بـ Baking soda أو بيكربونات الصوديوم.
ما هي صودا الخَبز؟
هي ملح يتألف من شوارد الصوديوم Na والكربونات CO3 والهيدروجين H، ويكون إما بشكل بلوراتٍ بيضاء صلبة أو مسحوق ناعم أو حبوب أو كبسولات.
تستخدم صودا الخَبز أو بيكربونات الصوديوم عاملًا رافعًا في صناعة المخبوزات والكعكات، كذلك تدخل في صناعة معاجين الأسنان إذ تعد عامل تنظيف طبيعي.
تمتلك صودا الخَبز استخداماتٍ طبية، إذ تجعل بيكربونات الصوديوم البولَ أكثر قلويةً لدى الأشخاص الذين يعانون من إنتانات المسالك البولية، لكن استخدامها لهذا الغرض يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب نظرًا لما يمكن أن ينتج عن ذلك الاستخدام من تأثيراتٍ عكسية.
من جهةٍ أخرى، يستخدم بعض الأشخاص صودا الخَبز كمادةٍ مضادةٍ لحموضة المعدة ومقاومةٍ للارتجاع الحمضي، كذلك تدخل في بعض المنتجات والأدوية الموصوفة للارتجاع الحمضي أو تستخدم مع الـ Omeprazole المستخدم لوقاية المعدة.
صودا الخَبز وحرقة المعدة:
تمتلك صودا الخَبز أو بيكربونات الصوديوم رقم pH قلوي، مما يجعلها وسيلةً سريعةً للوقاية من حرقة المعدة وتهدئتها، إذ يمكن لها أن تعدل حموضة المعدة الزائدة التي تسبب تلك الأعراض المزعجة. لكنها ليست إلا علاجًا مؤقتًا للارتجاع الحمضي، وتنصح الجمعية الكندية للأبحاث المعوية Canadian Society of Intestinal Research باستعمال بيكربونات الصوديوم المتوفرة في الصيدلية على شكل أقراصٍ أو مسحوقٍ فوّار في حال وصف الطبيب ذلك، ويجب الحرص على عدم استخدامها دون مراجعة الطبيب لأن استخدامها طويلًا قد يسبب ظهور بعض المشكلات نتيجة ارتفاع قلوية الجسم، كذلك يُمنع استخدامها من قِبل الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم الست سنوات دون وصفة طبية.
التأثيرات الجانبية والتداخل مع الأمراض والحالات الصحية:
تتضمن الأعراض الجانبية التي قد تظهر عند استخدام بيكربونات الصوديوم تشكُّل الغازات وانتفاخ البطن واضطراب المعدة وازدياد العطش، ويجب الاتصال بالطبيب في حال ظهور هذه الأعراض والتوقف عن تناولها مباشرةً.
ويمنع على بعض الأشخاص استهلاك بيكربونات الصوديوم لمقاومة الارتجاع الحمضي، وذلك في حال معاناتهم من إحدى الحالات التالية:
القلاء؛ أي ارتفاع pH الجسم عن الحدود الطبيعية، والتهاب الزائدة الدودية، والوذمة، وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلية والكبد، وفي حالات الحمل والتسمم الحملي Preeclampsia.
وتعد المعاناة من خلل التوازن بين الماء والصوديوم وفشل القلب الاحتقاني أهم الحالات التي تتعارض مع استهلاك بيكربونات الصوديوم.
كذلك يمكن لبيكربونات الصوديوم أن تتداخل مع بعض الأدوية وامتصاصها من قِبل الجسم نتيجة التأثير في مستوى حموضة المعدة وجعله غير مناسب لعمل المركبات الدوائية والاستفادة منها، ويُنصح في هذه الحالات ترك فاصلٍ مناسب لا يقل عن ساعتين بين استخدام بيكربونات الصوديوم وموعد تناول الأدوية الأخرى.
ويبلغ عدد الأدوية التي يُعرف عنها تداخلها مع بيكربونات الصوديوم 141 دواءً، يمكن إيجاد قائمةٍ مفصَّلةٍ بأسمائها في الرابط الآتي:
هنا;
الوقاية من حموضة المعدة باتباع أسلوب الحياة الصحيح:
تؤثر عدة عوامل وسلوكيات حياتية في ارتجاع الحمض المعدي، وأهمها زيادة الوزن، إذ يساعد الحفاظ على وزن صحي على خفض الضغط على المعدة ومنع الحمض من الاندفاع لأعلى المريء.
كذلك من المفيد معرفة الأطعمة المحفزة وتجنبها، وأكثرها شيوعًا الكحول، والشوكولا، والثوم، والبصل، والكافيين، والأطعمة المقلية، والأطعمة الغنية بالدهون.
كذلك ينصح بتجنب الكميات الكبيرة من الطعام والامتناع عن تناوله بسرعة إذ يصعِّب تنناول الوجبات الكبيرة إغلاق العضلة العاصرة المريئية السفلى التي تعد صمامًا يفصل بين المريء والمعدة ويمنع الحمض من الارتجاع.
يمكن أيضًا للجلوس على نحو مستقيم ورفع الرأس في أثناء النوم والابتعاد عن الألبسة الضيقة وغير المريحة والإقلاع عن التدخين أن يسهم في تقليل احتمال حدوث الارتجاع المعدي.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا