متلازمة الرداء الأبيض؛ بين المخاطر وضرورة العلاج
الطب >>>> متلازمات طبية
بحسب توصيات جمعية القلب الأمريكية، يعرّف الضغط الشرياني الطبيعي بقراءات ضغط انقباضي أخفض من 120mmHg، وقراءات ضغط انبساطي أخفض من 80mmHg. في حين يكون مرتفعًا إن تراوحت قيمة الضغط الانقباضي ما بين 120-129 mmHg وبقي الضغط الانبساطي دون 80 mmHg، ويُشخص ارتفاع الضغط الشرياني عندما يكون الضغط الانقباضي 130mmHg أو أكثر، والانبساطي 80 mmHg أو أكثر شرط أن تُسجل تلك القراءات مرتين -على الأقل- أو أكثر، ويُقاس باستخدام أجهزة الضغط اليدوية أو الإلكترونية في المنزل أو في عيادة الطبيب.
إذًا، ماذا نعني بمتلازمة الرداء الأبيض؟
عندما تكون قراءات ضغط الدم الشرياني أعلى من معدلاتها الطبيعية، وعندما تُقاس في عيادة الطبيب، ولكنها تعود إلى مستوياتها الطبيعية، وعندما تُقاس في المنزل أو باستخدام جهاز قياس ضغط الدم المتنقل -الذي يراقب ضغط الدم على مدار الساعة (ABPM)-؛ فهذه الظاهرة تُدعى بمتلازمة الرداء الأبيض، أو مثلما تُسمِّيها جمعية القلب الأمريكية (ارتفاع التوتر الشرياني المرتبط بالرداء الأبيض) white coat hypertension.
في حين إذا كانت قراءات الضغط ضمن المعدلات الطبيعية في عيادة الطبيب ولكنها ترتفع عندما تُقاس في المنزل أو باستخدام جهاز مراقبة الضغط المتنقل؛ حينئذٍ يُسمَّى (ارتفاع ضغط الدم المقنّع) Masked hypertension.
التشخيص :
وفقًا لجمعية القلب الأمريكية؛ يُشخَّص ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالرداء الأبيض على أنه قراءة ضغط في عيادة الطبيب أعلى من -أو يساوي- mmHg 130/85، وأقل من 160/100 mmHg، ومع وجود قراءة ضغط منزلية أقل من mmHg 130/80، في حين تعرِّفه التوصيات الأوروبية بأنه أعلى أو يساوي 140/90 mmHg.
الانتشار:
تبلغ نسبة المرضى المصابين بمتلازمة المعطف الأبيض قرابة 23%، وتختلف هذه النسبة باختلاف الجنس؛ إذ إن النساء عرضة أكثر لهذا النمط من ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالرجال، ويختلف انتشارها أيضًا باختلاف الأعراق والمناطق الجغرافية؛ فهي أقل انتشارًا في أفريقيا والولايات المتحدة مقارنة بالدول الأخرى.
ولقد لُوحِظ أن المسنين والنساء الحوامل والنساء اللواتي يعانين السمنة المفرطة معرضون أكثر من غيرهم لمتلازمة الرداء الأبيض.
والجدير بالذكر أن هذه المتلازمة ليست قصرًا على البالغين، فيمكن أن تحدث لدى الأطفال، ولكن تأثيرها على المدى الطويل في هذه الفئة العمرية لا يزال قيد الدراسة.
مخاطر متلازمة الرداء الأبيض وتبعاتها:
ولا يزال هذا النمط من ارتفاع ضغط الدم مثيرًا للجدل الطبي، ولا يزال البحث قائمًا للكشف عن مخاطر هذا النوع من ارتفاع الضغط الشرياني والوصول إلى أفضل التوصيات عن كيفية المراقبة والعلاج، ونذكر من التبِعَات الصحية لهذه المتلازمة:
1-احتمالية الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني المزمن.
2-تصلب الشريان الأبهر الذي يغذي جميع أجهزة جسم الإنسان Aotric stiffness.
3- أذيّة كلويّة، قد تنتهي بالفشل الكلوي.
4-زيادة خطر التعرض للسكتات الدماغية.
5- قصور عضلة القلب.
6- الموت القلبي المفاجئ Sudden cardiac death.
العلاج:
يبدأ العلاج الفعَّال بالتشخيص الصحيح؛ إذ تنصُّ التوصيات الأوروبية أن يبدأ العلاج بتعديل سلوكيات الحياة، وذلك باتباع حمية غذائية سليمة وممارسة الرياضة، مع ضرورة المتابعة السنوية لضغط الدم، ووظائف الأعضاء الحيوية.
وفي حال وجود عوامل خطورة أخرى تؤثر في سلامة القلب والشرايين، مثل داء السكري، وارتفاع الكوليسترول، أو في الأشخاص المسنين، فيمكن أن يصف الطبيب دواء علاجيًّا خافضًا لضغط الدم.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا