في كل لحظة يقظة، يجول في العقل البشري عديد من الحالات الذهنية، كالعاطفة (الحب، الخوف..)، والمشاعر (السعادة، الحزن والغضب..)، والأفكار.
كثيرًا ما قد نسمع أنفسنا نقول: "أنا غاضب بسبب شخص ما"، "هذه الرحلة إلى البحيرة جعلتني أشعر بالراحة"، "أنا مكتئب لأنني لم أحصل على الوظيفة".
ولكنْ ما التفسير الكامن وراء تلك العبارات التي تتردد في ذهننا دائمًا؟
نشعر دائمًا كأن هناك شخصًا ما في داخلنا حدد الشعور الذي سنشعره تلقائيًّا دون أن نسأل أنفسنا إذا كان تفسيرنا للحدث صحيحًا، فإن توقفنا قليلًا لنحلل العملية سنجد أن هناك موقفًا خارجيًّا حدث، وإذا ربطناه مع استجابتنا الشعورية سنجد أن هناك جسرًا بينهما.

ما الذي يؤثر في المشاعر؟
إن الذي يُولّد فينا الشعور والاستجابة التي نتصرف عن طريقها غالبًا ليس موقف الشخص الآخر أو كلماته أو تصرفاته، بل كيف ندرك هذا الموقف أو هذا التصرف أو نفهمه، إنها الطريقة التي نرى بها شيئًا ما أو شخصًا ما وماذا نفكر حياله هو ما يؤثر حقيقة في شعورنا، وإن أفكارنا ومعتقداتنا عن حدث ما هي التي تؤثر تأثيرًا رئيسًا في شعورنا.

كيف تؤثر أفكارنا في مشاعرنا؟
لنجرب المثال الآتي؛ افترض أنك ذهبت إلى حفلة ما، وقدّمك صديقك إلى أحدهم، وفي حين كنت تتحدث إليه لاحظت بأنه لا ينظر إليك على نحو مباشر وغالبًا ينظر حول الغرفة.
أولًا: كيف ستشعر إن فكرت "إنّ هذا الشخص وقح للغاية! إنه حتى لا ينظر إلي في حين أتحدث إليه!".
ثانيًا: ماذا إن فكرت "لا بدّ من إنه يفكر أنني شخص قبيح وممل، لا أحد يريد التحدث إلي!".
ثالثًا: ولو فكرت "لا بدّ بأنه ينتظر قدوم أحد الأصدقاء، قد يكون متوترًا قليلًا".
غالبًا أنك أدركت أنك شعرت بثلاثة مشاعر مختلفة بوصفها نتيجة لثلاث أفكار مختلفة.
في كثير من الأحيان نكون غير مدركين لأفكارنا ومعتقداتنا لأنها تلقائية للغاية وتحدث بسرعة كبيرة. ولكنْ في الحقيقة هي من تتحكم  بالطريقة التي نشعر بها.

عندما تبدأ بمحاولة التمييز بين المشاعر والأفكار فقد ترتبك أو تخلط بينهما كثيرًا، وقد تكون اعتدت الحديث عن المشاعر والأفكار بوصفها جزءًا واحدًا من التجربة ذاتها، ولكنْ سيكون من المفيد أكثر لو فصلتهم وتذكرت أن المشاعر ليست أفكارًا. 

أحد الصفات التي وجد أنها مشتركة بين مصابي الاكتئاب هي الميل إلى الخلط بين الأفكار والمشاعر.
قد تسمع أحدًا ما يقول:

• "أشعر أنني فاشل".
• "أشعر أنني سمين".
• "أشعر أنني غير مُقدر".
• "أشعر أنها لا تحبني".

يوجد هنا مسألتان:
الأولى أن تغيير الأفكار أكثر سهولة من تغيير المشاعر، وفي الحقيقة أن تغيير أفكارنا سوف يغير كيف نشعر.
المسألة الثانية هي الخلط بين الأفكار والمشاعر، فالاعتقاد بأن أفكارنا هي مشاعر في حين نكون في الواقع بعيدين إلى حد ما عن المشاعر.
لنحاول الآن الفصل بين الأفكار والمشاعر: "أشعر بأنني فاشل"، هي فكرة ليست شعورًا؛ إذ إن المشاعر تكون مثل: الفرح، والحزن، والغضب، والانزعاج، والبهجة، والقلق، والوحدة.
عندما شخص ما "يشعر بالفشل" فهو غالبًا يعني شيئًا مثل "أشعر بالحزن" أو "أشعر بالغضب"، هذه المشاعر مرتبطة مع الأفكار التي تفسر الأحداث في حياتنا.

ما الأفكار؟
تتألف الأفكار من مجموع الإدراكات العقلية، هي: آراؤنا، ووجهات النظر، والأحكام، والمعتقدات عن أنفسنا والعالم من حولنا.
تتولد الأفكار على نحو تلقائي  هنا إذ غالبًا ما نكون غير مدركين بماذا أو كيف نفكر. 
إن كنت تشعر بالضيق، فإن السبب غالبًا ما يكون أنك تفكر بأفكار سلبية خاصة أدت إلى الشعور بالضيق.
والآن، إذا كنت تريد أخذ الطريقة التي تشعر بها إلى الأفضل، فإن عليك أن تبدأ بالإدراك أكثر لما تفكر فيه وتغيير أفكارك. هنا

ربما عليك البدء أولًا بتحليل أفكارك لتكتشف فيما إذا كنت تسير في طريق أحد أساليب التفكير الضارة   هنا
وحالما تصبح مدركًا لأسلوب تفكيرك عارفًا لكل ما يجول في عالم ذهنك، لن يكون من الصعب وضع أفكارك في الطريق الذي تريده.

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا