تأثير التكنولوجيا على التعلم والذاكرة.
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
حفظ المعلومات على الأجهزة الحاسوبية يغير من طريقة تخزين أدمغتنا للمعلومات، جاعلاً تعلّم شيء جديد أكثر سهولة، وفقاً للباحثين من جامعة كاليفورنيا- سانتا كروز، كما أن تخزين بعض المعلومات يجعلنا بوضعية أفضل لتذكر معلومات أخرى.
لم يكن تدوين المعلومات والمهام مستحدثاً لدى اختراع الأجهزة الحاسوبيّة، فقد اعتاد الأشخاص على عمل لائحة بالمشتريات المطلوبة أو تسجيل المهام على لوح خاص لنفس الغرض، ولكن مافعلته التكنولوجيا كان ثورة في هذا المجال، تبعاً لحجم المعلومات المخزنة وسهولة استعادتها.
وفي دراسة أُجريت للبحث في هذه الظاهرة، طُلب من 20 تلميذ حفظ لائحتين منفصلتين بملفين مختلفين على الحاسوب، وتتكون كل من اللائحتين من 10 أسماء شائعة. ثم طلب من نصف المتطوعين تخزين الملف الأول على الحاسوب قبل الانتقال للملف الثاني، بينما أَغلق النصف الآخر منهم الملف الأول من دون القيام بتخزينه، وبعد انتهاء المهلة المحددة، استطاع الطلاب الذين قاموا بتخزين الملف الأول تذكر كلمات أكثر من الملف الثاني، والتفسير هو أنّ التلاميذ الذين قاموا بتخزين الملف الأول لم يشعروا بالقلق حيال تذكر الأسماء الواردة ضِمنَه، مما ساعد بتحرير إدراكهم وزاد من قدرتهم على تعلّم الكلمات الجديدة المتضمنة في الملف الأول.
لوحظ أيضاً انخفاض التأثير على القدرة الإدراكيّة (الذاكرة) لدى الطلاب عند التقليل من عدد الكلمات في الملف الأول، حيث كان استخدام هذه القدرة أقل في المحاولة لتذكر الكلمات وذلك بغض النظر عن تخزين هذا الملف أم لا. كما لوحظ أن هذا التأثير لم يتوقف عندما كان الطلاب غير واثقين من إتمام عملية التخزين على الحاسوب بنجاح، بل بقوا يسخرون جزءاً من ذاكرتهم لحفظ كلمات الملف الأول.
رغم أن هذه الدراسة أجريت لاختبار قدرة الناس على الحفظ فقط، لكن يعتقد الباحثون أن هذه العمليّة قد تعزز من قدراتنا الذهنية أيضاً، فكلما استعنّا بمصادر خارجية لتخزين المعلومات أكثر، كلما استطعنا استخدام أدمغتنا لأداء وظائف أخرى أكثر أهمية.
هذه النتائج تطرح سؤالاً فيما كان التطور التكنولوجي يسبب ضعف ذاكرتنا و تراجع قدراتنا الإدراكية أو يساهم في تقوية تلك الوظائف من خلال إعضائنا فرصة لتركيز قدراتنا على أشياء أخرى. شاركونا آراءكم فهي تهمنا..
المصادر:
هنا
هنا