أكياس الشاي قد تملأ أكوابكم بالبلاستيك!
الغذاء والتغذية >>>> معلومة سريـعـة
أصبحت الجزيئات البلاستيكية المايكروية Micorplastics والنانوية Nanoplastics** واسعة الانتشار في البيئة المحيطة بنا وفي الأغذية التي نستهلكها، ويترافق ازديادها مع تضخم القلق من تأثيراتها البيئية والصحية. وفي حين تشجع بعض الحملات التوعوية على تقليل استخدام المواد البلاستيكية، تُقدِم بعض الشركات المصنِّعة للأغذية على استخدام الأغلفة البلاستيكية بدلًا من الأغلفة الورقية التقليدية؛ وهو ما اتبعته بعض الشركات المنتجة لأكياس الشاي، مما أصبح مصدر قلق إضافي بعد أن كانت الأنظار متجهةً دومًا نحو المياه المعبأة مصدرًا أساسيًا لارتشاح مكونات البلاستيك الكيميائية إلى الجسم.
لكن تلك الأغلفة البلاستيكية قد تكون سببًا جديدًا لارتشاح مليارات الجزيئات البلاستيكية الصغيرة والدقيقة إلى داخل مشروباتنا، ومن ثم إلى أجسامنا! وللتحقق من تأثير ذلك، عمد فريقٌ من الباحثين في جامعة McGill في كندا إلى تتبع كمياتِ تلك الجزيئات المتحررة من أكياس الشاي؛ فتبين لهم أن نقع كيس شاي بلاستيكي واحدٍ في ماءٍ درجة حرارته 95 سْ قد أدى إلى تحرُّر 11.6 مليار جزيء بلاستيك مايكرويّ و3.1 مليار جزيء نانويّ في الكوب الواحد، وتطابق تركيب الجزيئات المتحررة مع تركيب أكياس الشاي المدروسة، والتي كانت مصنوعةً من النايلون والبولي إيثيلين تيريفثالات Polyethylene terephthalate (PETE). وقد كانت المفاجأة في أن كمية الجزيئات المتحررة من أكياس الشاي كانت أعلى بآلاف الأضعاف من تلك المرصودة في أطعمة أخرى.
تابع الباحثون تجربتهم بإجراء اختبار مصغَّرٍ لتحديد سمية تلك الجزيئات بعد تعرض براغيث الماء لتراكيز مختلفة منها، وعلى الرغم من أن البراغيث لم تمت، لكن الجزيئات البلاستيكية تلك قد سببت اضطراباتٍ بدنية وسلوكية وتطورية ثبت ارتباطها بالجرعة المدروسة لدى البراغيث. وعلى الرغم من أن تلك الدراسات لا تكفي لإعطاء فكرةٍ واضحةٍ عن تأثيراتها في جسم الإنسان، لكن مساوئ الجزيئات البلاستيكية معروفة ومؤكدة سواء انتهى بها المطاف في كوب الشاي الخاص بك أو في مكان آخر من البيئة.
ويُذكر أن جزيئات البلاستيك الصغيرة تنتشر في الكثير من الأطعمة الواسعة الاستهلاك مثل الملح البحري والأسماك المعلبة والعسل والدجاج، وتعد خطرًا على الصحة العامة نظرًا لأنها قد تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية التي قد تُخل بأداء الهرمونات وتسبب ردود فعل مناعية أو تشجع على الإصابة بالسرطان.
**الجزيئات البلاستيكية المايكروية Microplastics والنانوية Nanoplastics: هي شظايا بلاستيكية شديدة الصغر لا تُرى غالبًا بالعين المجردة، وتوجد بكميات كبيرة في المياه والأطعمة البحرية وحتى في فضلات الإنسان، وتكون أبعاد الجزيئات المايكروية أقل من 150 ميكرومتر، أما الجزيئات النانوية فتتراوح أبعادها بين 100 و1000 نانومتر؛ علمًا أن كل 1000 نانومتر تساوي 1 ميكرومتر.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا