جزيئات نانوية لتمييز حدود النسيج الورمي
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء حيوية
قد تستخدم جزيئات نانوية nanoparticles مصنوعة من الذهب مستقبلاً في الكشف عن الحد الفاصل بين الأورام والنسج الطبيعية، وبذلك تسمح لأطباء الجراحة بأن يقوموا بتحديد أفضل للنسج الواجب إزالتها والنسج التي يمكن إبقاؤها.
تحرّى الباحث جيرمي دوكزينسكي Jeremy Duczynski من جامعة أستراليا الغربية- قسم الكيمياء الحيوية، فيما إذا كانت هذه الجزيئات النانوية تفيد كعامل فعّال للتباين البصري لتقدير حجم وشكل حدود الورم أثناء الجراحة.
إنّ التصوير المقطعي للترابط البصري (optical coherence tomography (OCT)) تقنية تصوير عالية الميز، لكن من محدودياتها عدم قدرتها على التمييز بين بعض أنماط الأنسجة الطبيعية والورمية. وهناك تقنيات تصوير أخرى تستخدم صباغاً يتم إعطاؤه للمريض ليساعد في التمييز بين مختلف أنماط الأنسجة، ولكن حتى الآن لا يوجد ما يشابه هذا الصباغ من أجل تقنية التصوير المقطعي.
أشار دوكزينسكي أن التصوير المقطعي للترابط البصري مشابه للأمواج فوق الصوتية، لكنه يستخدم الضوء عوضاً عن الأمواج الصوتية في الكشف.
وأضاف أن المشكلة في كيفية تبعثر وامتصاص الضوء من قبل النسج الورمية الذي يُشابه إلى حدّ كبير ما يحدث في النسج الطبيعية. وهذا ما دعا للبحث عن عوامل مختلفة لتزيد من التباين بين صورة النسج الطبيعية والورمية.
أجرى معظم الباحثين اختباراتِهم على أجزاء نانوية ذهبية كعوامل تباين لكن المشكلة تكمن في أن هذه الأجزاء تمتص الضوء بشكل قوي مما يؤدي لظهور مساحات سوداء على الصورة نتيجة وجود الذهب، إضافة إلى ظهور الفراغات كالتجويف الصدري داكنة أيضاً وهذا يؤدي إلى تشخيص خاطئ لحدود الورم.
الأجزاء النانوية المصنوعة من الذهب والسيليكا تعطي تبايناً أكبر:
استخدم دوكزينسكي في بحثه أجزاء نانوية من السيليكا مغطاة بقشرة من الذهب وسماها "silica-gold core-shell nanoparticles".
لُوحِظ من التجارب أنه باختلاف أبعاد كل من لبّ السيليكا أو القشرة الذهبية تختلف نسبة تبعثر الجزيئات بين النسج الطبيعية والورمية. وهذا ما يجعل من الممكن استخدامها كعوامل تباين للتصوير المقطعي للترابط البصري OCT لأن الاختبار يتطلب تبعثراً عالياً للضوء للحصول على صورة جيدة التباين.
احتاج دوكزينسكي أن يُطوِّر جزيئات نانوية بإضافة أكسيد الحديد إلى الذهب، وذلك لصعوبة تغليف أجزاء السيليكا بالذهب. ولاحظ أن هذه الجزيئات تُبَعثِر الضوء مما يعني إمكانية استخدامها كعامل تباين آخر في التصوير المقطعي للترابط البصري. ونظراً لخواص التمغنُط لأكسيد الحديد يمكن الاستفادة منها في طرق تصوير أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
المصدر:
هنا