سناء وهبة .. عازفة سورية في أستوديوهات ديزني
الموسيقا >>>> موسيقا
تنحدر سناء من أصول موسيقية؛ إذ كان والدها "حسن وهبة" -الذي كان ابن عازف وشاعر قديم "يوسف وهبة"- يعزف القانون والكمان والعود، وله مشاركات عديدة في مجالات مختلفة، ونتيجة لهذا بدأت رحلتها في التاسعة من العمر، لتدخل المعهد العالي للموسيقا في دمشق في السابعة عشر. مرت بعدها بمراحل عديدة شملت عزفها في فرقة السمفونية الوطنية السورية، وتدريسها في المعهد العالي للموسيقا في دمشق ومعهد فريد الأطرش في السويداء، لتصبح عضوة في فرقة London Syrian Ensemble في لندن حاليًّا، وكان لنا معها اللقاء الآتي:
- كيف بدأت تعلم الموسيقا، ولماذا اخترت آلة القانون؟!
بدأتُ في التاسعة من عمري بعدما سُحرت بعزف المرحوم (محمد ديب قشاش) على آلة القانون في إحدى سهرات العائلة الموسيقية، فأصررت على والدي بعدها أن يشتري لي قانونًا.
أمَّا الدراسة الأكاديمية فبدأتُها في السابعة عشر في المعهد العالي للموسيقا في دمشق على يد الخبيرة الأذربيجانية (ألميرا أوخاندوفا) بالترافق مع آلة الكونترباص مع الأستاذ المرحوم (جهاد سكر)، وتخرجت عازفة للقانون والكونترباص.
- وأي الآلتين تفضلين؟
لا أفضّل واحدة دون الأخرى؛ فالقانون أدخلني عوالم الموسيقا العربية الساحرة، والكونترباص كان مفتاحي إلى عوالم مجهولة مبهرة استمتعت بها.
- ما هو أول حفل شاركت به، وهل شعرت بالخوف عند صعودك على خشبة المسرح؟
شاركت في حفلات كثيرة؛ ولكن أول حفل رسمي على خشبة المسرح كان في السنة الأولى من المعهد على مسرح كلية الفنون الجميلة. رهبة المسرح موجودة بالطبع؛ فهي أمر طبيعي ناجم عن الشعور بالمسؤولية تجاه العمل الموسيقي والرغبة في إنجاحه، وهذا الشعور يجب أن يكون موجودًا لدى أي عازف دون أن يتحول إلى خوف، إضافة إلى أن شعوري بالفخر كوني وصلت مستوى يسمح لي بالمشاركة في هذا النوع من الحفلات غلب الخوف تمامًا.
- ما هو أكثر عمل من أعمالك السابقة أحببت الوجود فيه؟
كل الأعمال التي شاركت فيها مهمة بالنسبة لي، فقد أضافت لمستها الخاصة إلى مخزوني الموسيقي وخبرتي، خاصة الحفلات التي أُقيمت خارج القطر؛ فقد سعت هذه الحفلات في أغلب الأحيان إلى دمج حضارة البلدَين وثقافتَيهما.
- والآن إلى عملك العظيم؛ كيف أُتيحت لك الفرصة لدخول عالم ديزني، وكيف استقبلت خبر كونك عازفة القانون في "علاء الدين"؟
التقيتُ عازفة بيانو إنكليزية عندما كنتُ في إحدى البروفات، وسمعتْ عزفي فأُعجبَت به، ولحسن حظي؛ سُئلتْ هذه السيدة عن عازف قانون لتسجيل سولويات (العزف المنفرد) القانون في فيلم علاء الدين، فرشَّحت اسمي على الفور!
وبعد أن رُشّحت لتسجيل الموسيقا، تواصل القائمون على العمل معي وطلبوا فيديو من عزفي، وبعد أن أعجبوا بالعزف حددوا موعد أيام تسجيل الموسيقا.
أما استقبالي للخبر، فقد كان شعورًا رائعًا، وفرحةً غامرةً ملأتني، فمن الجميل جدًّا أن تشارك في عمل خالد يشاهده الأطفال جيلًا بعد جيل فتدخل التاريخ معه.
- حسنًا؛ حدّثينا عن زيارتك الأولى إلى الأستوديو.
لم تكن المرة الأولى التي أدخل أستوديو فيها، ولكن كانت بالطبع المرة الأولى التي أدخل فيها أستوديو بهذه الأهمية؛ فهو مختص في تسجيل موسيقا أعمال ديزني وهوليوود.
كنت أشعر أنني فوق الغيوم وأنا في أهم أستوديوهات لندن؛ أعزف أهم سولويات علاء الدين!
- وكيف وجدت إدخال آلة شرقية إلى ديزني؟
في الحقيقة؛ لم تكن هذه أول مرة تدخل فيها آلة شرقية إلى أعمال ديزني؛ إذ إن صناع الأفلام يحرصون دائمًا على إدخال موسيقا من ثقافات مختلفة؛ خاصةً إذا كانت تخدم جو الفيلم العام.
- وهل كان لكونك عازفة سورية شرقية أي دور -سلبي أو أيجابي- في النجاح؟
أفلام ديزني ناجحة دائمًا، وأنا كان لي دوري في إنجاح القسم الخاص بي؛ فالموزع الموسيقي لم يكن لديه فكرة واضحة عن القانون والموسيقا الشرقية، وعندما سمعني أعزف للمرة الأولى بُهر بالعزف، وعبَّر عن إعجابه الشديد، فطلبت منه أن أعزف ما كتبه ولكن بروح عربية شرقية، وبعد سماعه ذلك فكر قليلًا، ثم أعلن أنه سيغير التوزيع ليمنح القانون مساحة أكبر في العزف؛ إذ وجد أن مكانه هنا تمامًا!
- صفي لنا شعورك عند سماعك عزفك أول مرة في العرض الأول premier للفيلم.
كان شعورًا مذهلًا؛ شعرتُ كأنني في حلم سعيد جدًّا، وازدادت فرحتي عندما أثنى أصدقائي الموسيقيون على عملي وشجعوني.
- هل واجهت أية صعوبات في العمل؟
لا في الحقيقة لم أجد صعوبات أبدًا؛ فضغط العمل كان يفرحني ولم يؤثر تأثيرًا سلبيًّا أبدًا!
- هل تعدّين تجربة إدخال هذه الآلة ناجحة، وهل سنرى بصمة لآلة القانون في الأعمال الأجنبية مستقبلًا؟
الموسيقا دائمة التطور متقبّلة لكل جديد؛ فإذا كان التغيير مدروسًا ستكون مشاركة هذه آلات جميلة جدًّا.
- ما هي مشاريعك التالية لعلاء الدين؟
أدرس حاليًّا مشاركتي في عمل مسرحي سيعرض في مدينة شكسبير Stratford City على المسرح الأثري التي أُقيمت عليه مسرحيات شكسبير، وسيكون عزفًا حيًّا مع العرض المسرحي.