سيمفونية أيرويكا لبيتهوفن، من أفضل مقطوعات العالم
الموسيقا >>>> موسيقا
قامت مجلة (ب.ب.سي) للموسيقا باستفتاءِ 151 قائدِ أوركسترا يعملون حول العالم؛ لتشكيل قائمةٍ تضمّ أفضلَ عشرينَ سمفونية.
احتلت الإيرويكا؛ وهي سيمفونيةُ بيتهوفن الثّالثة المركزَ الأول، وتبِعها في المركز الثاني سيمفونيتهُ التّاسعة "الكورال".
جاءت سيمفونيّةُ موتزارت الأخيرة رقم ٤1 والمعروفةُ باسم "Jupiter" أي كوكب المشتري بالعربيّة في المركز الثّالث. في حين احتلّ مالر المركزينِ التّاليين من خلال السّيمفونية التّاسعة والسّيمفونية الثّانية بشكلٍ منفصل.
والأمر الّذي يدعو للدّهشة هو حصولُ السّيمفونيّة الخامسةِ لبيتهوفن المعروفةِ ببدايتها "دا دا دا داااا" على المركز الحادي عشر.
وقد صرّحَ أوليفر كوندي Oliver Condy محرّرُ المجلّة، أنّه من غيرِ المفاجئِ هيمنةُ بيتهوفن على القائمة، حيث قال "ألّف بيتهوفن السيمفونيةَ الثالثةَ منذ أكثرَ من مئتي عامٍ مضت، وبحسب التّصويت فإنّه لمْ يتمَّ التعديلُ والتحسينُ عليها خلالَ هذه السنوات، ويُعتبر هذا أمراً استثنائيّاً يدلّ على عبقريّة بيتهوفن المطلقة!".
"يحبّ قادةُ الأوركسترا توزيعَ هذه المقطوعة والقيامَ بعرضها؛ لأنّها تقوم بالتّعبير عن نفسها. كما أنّها تحوي على الكثير والكثير من الأحداث. بالإضافة إلى أنّنا نشعرُ بالمقدمة وكأنّها لكمةٌ صادمةٌ في الوجه!".
يقول عنها قائد الأوركسترا البريطاني جوناثن نوت؛ المدير الموسيقيّ لأوركسترا سيمفونية توكيو للمجلة
"إنّها سيمفونيةٌ كاسرةٌ للحدود"؛ فهي على حدّ تعبيره "لا تتكلّم عن تمجيد الله بل عنّا نحن البشر وتُعَبّر عن معاناتنا وتحدياتنا وانتصاراتنا".
و تابع أوليفر قائلاً: "لاحقاً؛ أصبح المؤلفون مشغولي البال بمصاعب الحياة ومآسيها، لكنّني لا أرى هذا في بيتهوفن ومقطوعاته، حيث تُشعِرنا ألحانُه بالمتعة والقوة فقط من خلال كوننا على قيد الحياة".
لقد كان من المفروض أنْ تُسمّى الإيرويكا المؤلّفةُ عام 1803 (بونابارت) تعبيراً عن الاحتفاء بنابليون وجميعِ ما ناضل لأجله، ولكنّ بيتهوفن تجنّب ذلك عندما وصل إلى مسامعه أنّ نابليون قد أعلن نفسه إمبراطوراً، مستنكراً تحوّله إلى طاغية، وقد محا اسمه بقوّةٍ شديدةٍ عن المخطوطة الموسيقيّة مُخلّفاً حفرةً فارغة فيها.
قال هان نا تشانغ؛ رئيسُ قادة سيمفونية تروندهايم "لقد بشّرت السيمفونيةُ الثّالثة بعصرٍ جديدٍ للسيمفونية". "لطالما وجد بيتهوفن ألحانَه الّتي تجعلنا نرى حقيقتَه"، "الطريقةُ التي يَحُلّ بها بيتهوفن جميعَ تلك العناصر من ألحانٍ ومواضيعَ بتفاصيلها المملّة وبنفس الوقت المحافظةِ على تطوّرٍ محسوسٍ للرّسالة العاطفية، بالنّسبة لي إنّه لا يهزم".
طُلب من كلّ قائد أوركسترا أنْ يختارَ السّيمفونياتِ الثلاثَ المفضّلةَ لديه بغضّ النّظر عن التّرتيب، قبل أنْ تُغربِل المجلةُ هذه الخيارات على شكل قائمةِ العشرين الأفضل. من بين قادة الأوركسترا المشاركين كان سايمون راتل وكانت خياراته كالتّالي (سيمفونية بيتهوفن الثالثة، سيمفونية بركنر الثامنة، سيمفونية ماهلر داس لايد فون دير ايردي). قائد الأوركسترا الثاني كان مارين ألسوب وخياراته (سيمفونية باربر الأولى، سيمفونية براهمز الثالثة، سيمفونية ماهلر الثانية). والقائد الثالث هو ساكاري أورامو وخياراته (سيمفونية بتهوفن الثالثة، سيمفونية ماهلر الثالثة، سيمفونية سبيليوس الخامسة).
من أحدث الأعمال الموجودةِ على القائمة هي سيمفونية شوستاكوفيتش الخامسة التي احتلّت المركز السابع عشر، وقد كُتِبت عام ١٩٣٧ في وقتٍ كان المؤلف يمرّ فيه بأزماتٍ شخصيةٍ كبيرة بعد الاستنكار الجماهيري للأوبرا التي ألّفها والتي حملت عنوان "ليدي مكبث من متسنسك Lady Macbeth Of Mtsensk".
يقول كوندي إنّ اختفاءَ السيمفونيات في هذا الوقت يعود إلى ما هو رائجٌ حالياً؛ "المؤلّفون في هذه الأيّام لا يرغبون بكتابة سيمفونيات، فهم غالباً يؤلفون مقطوعاتٍ أوركسترالية قصيرة ذاتَ عناوين".
قال كوندي أنّه كان يتوقع أنّ السيمفونيةَ التاسعة الّتي تتضمّنُ نشيدَ الوحدة الأوروبية (قصيدةٌ للسعادة) ستكون في المرتبة الأولى، "هناك الكثير من الإحساس بالسّعادة الحقيقية والأخوّة والوحدة وهذا يعتبر شيئاً مثيرأ للاهتمام".
تضمّنت القائمة ثلاثة سيمفونيات لـ مالر، وهي السمفونيات الثانية والثالثة والتاسعة وتملك التاسعة حركةً نهائيةً جميلةً وبطيئة.
احتلّت سيمفونية موتزارت رقم ٤١ المركزَ الثالث، واحتلت السيمفونية الـ٤٠ الأكثرُ شهرةً المركز الخامس عشر، "لست متأكداً لماذا لا يجدها المؤلّفون بنفس مستوى الجاذبية"؛ بحسب تعبير كوندي "لكن لا نستطيع أنْ ننسى أنّنا نتكلّم عن أشخاصٍ يعرفون السيمفونيات من الدّاخل إلى الخارج، فهم يغوصون عميقاً داخل العمل في هيكليته وخاماته وتزامنه".
للاستماع للمقطوعة:
المصدر: