كواكب قد تحوي على الحياة ضمن مجموعتنا الشمسية
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
وكان قد اظهر بحث سابق بان هذا القمر مغطى بالجليد المائي وقد يحوي على محيط من الماء السائل أسفل سطحه المتجمد ، ما يزيد من احتمالية أن يكون اوروبا مأوى للحياة .
وفي السنوات الأخيرة تم اكتشاف عدد مهم من الكواكب التي تدور حول نجوم بعيدة ( 1780 كوكب حتى آخر إحصاء ) ما جعل البحث عن حياة خارج الأرض يتركز على تلك الكواكب الموجودة في الأنظمة الشمسية الأخرى . لكن تلك الكواكب بعيدة جدا حيث من المرجح أن يستغرق زمن وصولنا حتى إلى اقرب كوكب منها لآلاف السنوات .
لكن الإعلان عن القمر اوروبا يعتبر احد الوجهات ضمن نظامنا الشمسي التي يمكن زيارتها ( عن طريق مسابر آلية لا تحوي رواد فضاء ) وكل ذلك يمكن أن يتم خلال فترة حياتنا وربما تفضي عن إيجاد الحياة .
وهنا سوف نذكر أفضل رهاناتنا المتعلقة بإيجاد الحياة :
1 – القمر اوروبا : عدد من المهام الفضائية والتي من ضمنها التحليق الذي جرى عام 1995 بواسطة المسبار الآلي ( جاليلو ) كان فد زودنا ببيانات عن القمر اوروبا والتي قادت العلماء لبعض الاستنتاجات المهمة ، فسطحه مكون من الجليد المائي لكنه مصقول بشكل مذهل ، مع وجود عدد من الشقوق وعدد قليل جدا من الفوهات ، ما طرح فرضية أن ذلك الجليد حدث ضمن فترة زمنية متأخرة نسبيا ويستمر بإعادة التشكل مع مرور الوقت ، ما ادى الى محي أي تأثيرات محتملة عن ارتطام الكويكبات به .
وإضافة لذلك فان تحليلات الشقوق المظلمة والتي تتقاطع في سطح الجليد أظهرت بان تلك الشقوق تتحرك بشكل تدريجي . وربما يكون ذلك دليل على نشاط تكتوني او ثوران بركاني تحتها وان صح هذا فان ذلك النشاط باستطاعته إنتاج الحرارة الكافية لتشكيل محيط من المياه السائلة أسفل طبقة الجليد .
والفرضيات المترابطة المتعلقة بالنشاط البركاني والماء السائل حثت بعض العلماء على التكهن بان القمر اوروبا قد يكون مأوى للحياة ، وربما على غرار الأنظمة البيئية على كوكب الأرض والتي ظهرت في أعماق البحار والمحيطات بالقرب من فجوات المياه الساخنة والتي أدت لازدهار الحياة البيئية حولها بالرغم من انعدام ضوء الشمس .
والسنة الماضية أشارت بيانات تلسكوب هابل الفضائي إلى وجود بعض البقع، والتي تبين أنها عبارة عن نوافير ضخمة من الماء المنبثق من خلال فجوات صغيرة في السطح الجليدي للقمر اوروبا . وفي حال قامت ناسا فعلا بإرسال مسبار فضائي نحو القمر في عام 2020 كما هو مخطط له فان ذلك المسبار باستطاعته التحليق بالقرب من تلك النوافير وجمع عينات تفيد في البحث عن أي دليل للحياة خارج كوكبنا .
2 – انسيلادوس : وهو احد أقمار زحل الصغيرة جدا ، حيث إن قطره لا يشكل سوى أربعة بالمئة من قطر الأرض أي بعرض اريزونا تقريبا . لكن في السنوات الأخيرة أصبح العلماء مقتنعين بان ذلك القمر الصغير من المرجح أن يأوي حياة كما هو الحال في قمر اوروبا ، والى حد كبير لنفس السبب فقد ظهر بأنه يحتوي على محيط من الماء السائل تحت طبقته الجليدية ، وفي عام 2008 اكتشف مسبار ناسا ( كاسيني - هيجنز ) أعمدة من بخار الماء اللاذع تنبعث من القطب الجنوبي للقمر ، وأثبتت تحليلات أعمدة البخار تلك على وجود جزيئات عضوية كالكربون والنتروجين والأكسجين ، والتي تعتبر جوهرية لوجود الحياة . وبدلا من طبقة سميكة من الجليد كالتي توجد في قمر اوروبا ، فان قمر انسيلادوس يمتلك طبقة رقيقة من الجليد مختلطة مع القشرة الخارجية له ، وسرعة انبعاثات تلك الأعمدة من البخار تزيد عن 650 ميل بالساعة ، ما يشير بقوة إلى وجود محيط من الماء السائل في القطب الجنوبي للقمر ، والذي يعزى ربما للحرارة الناتجة عن النشاط الإشعاعي الطبيعي ، وجنبا إلى جنب مع الصخور والجليد والبخار كل ذلك قاد العلماء لافتراض وجود دورة مديدة الأجل من المياه ، حيث إن البخار يندفع نحو الأعلى ومن ثم يسقط نحو الأسفل باتجاه سطح القمر ويتكاثف إلى سائل ويتوزع عميقا داخل قشرة القمر ومن ثم يندفع مجددا نحو السطح على مدى مئات آلاف السنوات . ما يعني بشكل افتراضي توزع وانتشار الجزيئات العضوية مع مرور الزمن ، وما يجعل وجود حياة ميكروبية على ذلك القمر الصغير ذات احتمالية كبيرة .
ويخطط مسبار ( كاسيني - هيجنز)لاجتياز القمر عدة مرات خلال عام 2015 ، لكن لا يوجد خطط في الوقت الراهن لإرسال مسبار فضائي تخصصي ليحط على سطحه او يجمع عينات من أعمدة بخار الماء لإثبات وجود الحياة عليه .
3 - المريخ : بسبب القرب النسبي لذلك الكوكب ، فنحن نعرف أكثر عنه مقارنة بأي وجهة أخرى من ما سبق ، والكثير من المعلومات التي وجدناها كانت مشجعة ، فالبيانات المأخوذة بواسطة مسبار ( Curiosity rover) ومسابر آلية أخرى زودتنا بأدلة على وجود تدفق لماء سائل وبحيرات من المياه العذبة على سطحه ، والكوكب يمتلك قمم جليدية دائمة على كل من قطبيه والتي على الأرجح تتكون من الماء المتجمد ، بالإضافة إلى أن تربته تحتوي على نسبة ماء تقدر بواحد إلى ثلاثة بالمئة من كتلته على الرغم من أنها محاطة بمعادن أخرى وبالتالي يتعذر الوصول إليها ، وهنالك أدلة أخرى على وجود آثار لمكونات عضوية ضمن قشرة الكوكب .
ورغم كل ما سبق فان الشيء الوحيد الذي لم نجده إلى الآن هو دليل غير قابل للجدل عن وجود الحياة ، لا في الوقت الحالي ولا في ما مضى ، وكل المزاعم السابقة حول مستحاثات ميكروبية وجدت في أحجار نيزكية كانت قد نشئت عن كوكب المريخ تم دحضها واثبات بطلانها ، وكل عينات الأتربة والصخور التي قامت مسابرنا الفضائية بتحليلها فشلت في تزويدنا بإشارة واضحة عن وجود أي صيغة من صيغ الحياة ، ومن ناحية أخرى فانه من غير المرجح وجود حياة على المريخ وذلك بسبب غلافه الجوي الرقيق للغاية ، حيث أن ليس باستطاعته حماية الكوكب من الإشعاعات الفضائية ، بالإضافة للبرودة الشديدة فمتوسط درجة الحرارة على سطحه تبلغ (-82) فهرنهايت ، ما يمنع تشكل الماء السائل على سطح الكوكب في الوقت الحالي .
هل تعتقد بان البشرية ستنجح باكتشاف حياة ما على احدى هذه الوجهات ؟ وما هي الوجهة الاكثر امكانية برايك وما هو سبب اختيارك .
المصادر:
هنا
مصدر الصورة: هنا