الحمل عند المرأة المصابة بالسكري؛ ما المخاطر المحتملة؟!
الطب >>>> مقالات طبية
وبذلك تُعدُّ مجموعة النساء المصابات بالداء السكري-النمط الأول (السكري المُعتمد على الأنسولين) هي المجموعة الأكبر من بين مجموعات الحوامل المصابات بالأمراض المزمنة، وتحسنت في العقود الأخيرة النتائج المرتبطة بصحة الأم والجنين ويعود ذلك على نحو رئيسي إلى ضبط مستويات الغلوكوز في الدم عبر المراقبة الذاتية المنتظمة، إضافة إلى العلاج الفعَال بالأنسولين واتباع نمط حياة صحي من خلال الالتزام بتنظيم الحمية الغذائية وممارسة أنشطة فيزيائية. وعلى الرغم من ذلك لا يزال تواتر الاختلاطات عند الأم المصابة وجنينها بمستوى مرتفع، وسنتناول هذه الاختلاطات بشيء من التفصيل.
الاختلاطات عند الحامل:
نقص سكر الدم (Hypoglycemia):
يُعدُّ شائعًا في الحمول السكرية، وخاصَّةً نقص السكر الليلي، إذ إنَّ ازديادَ حاجة الجسم إلى الأنسولين والضبط الصارم لمستوى سكر الدم يزيدان من ميل الجسم إلى التعرض لنوبات نقص سكر نتيجة تناول جرعة أنسولين عالية.
الحُماض الكيتوني السكري (Diabetic Ketoacidosis):
إذ يؤدي نقص تراكيز الغلوكوز داخل الخلايا الناجم عن حاجة إلى الإنسولين إلى استفادة الجسم من مخازن الطاقة، إذ تُستقلَب الحموض الدسمة إلى كيتون يمكن استخدامه مصدرَ طاقة مباشرًا للدماغ والقلب، ويقود تراكم الكيتونات اللاحقة في الدم إلى انخفاض درجة الحموضة (ph)، ومن ثمَّ تطوير حماض كيتوني.
اعتلال الشبكية (Retinopathy).
اعتلال الكلية (Nephropathy):
يزداد الحِمل الكلوي زيادة طبيعية في أثناء الحمل، وعند إصابة الحامل بالسكري يرتفع خطر تطوير ما قبل إرجاج**، ويؤدي اجتماع السببين إلى ميل الحامل السكرية للإصابة بأذية كلوية.
ويُعدُّ ارتفاع ضغط الدم والنزف بعد الولادة أكثرَ مشاهدةً لدى الحوامل السكريات.
وترتفع نسبة المراضة والوفيات عند الحوامل المصابات بالسكري، إذ ترتفع عندهن نسبة الإصابة بما قبل الإرجاج بـ (12.7%)، والولادة بعملية قيصرية بـ (44.3%)، والوفيات بـ (0.6%) مقارنةً بالنساء الأُخريات.
الاختلاطات الجنينية:
يُعدُّ ولدان الأمهات السكريات أكثر عرضة لتطوير نتائج صحية سلبية من غيرهم من حديثي الولادة، ويتضمن ذلك الإصابة باضطرابات استقلابية ودموية وعسرة تنفسية واضطرابات قلبية واعتلالات عصبية، ويعود ذلك إلى الاختناق أو الرض المُحدث في أثناء الولادة.
وتُعدُّ العرطلة الجنينية*** أكثر اختلاطات الحمول السكرية تواردًا، وتتأثر شدتها أساسًا بمستوى سكر الدم عند الأم.
ويُعَدُّ نقص سكر الدم عند حديث ولادة لأم سكرية الاضطرابَ الاستقلابيَّ الرئيسي الذي يجب السيطرة عليه فور الولادة، ويزيد كلٌّ من السكري-نمط 2 لدى الأم -قبل الحمل- وبدانةِ الأم خطورةَ حدوث العيوب الولادية والوفيات حول الولادة أيضًا. وإنَّ زيادة نسبة حدوث ارتفاع سكر الدم عند الأم في البلدان النامية -المترافق مع نقص العناية بالأم والوليد- يزيد من عبء الاختلاطات عند حديثي الولادة في تلك البلدان.
التدبير:
قبل الحمل:
يبدأ التدبير الناجح قبل حدوث الحمل، إذ يجب ضبط السكر ضبطًا دقيقًا عند المريضات المصابات بالسكري قبل الحمل، والمحافظة عليه مضبوطًا في خلال مدة الحمل.
ويمكن أن تخضع المرأة قبل الحمل لفحص شبكية العين أيضًا، وإجراء تخطيط قلب، وتحاليل لبروتين البول وتصفية الكرياتينين.
في أثناء الحمل:
يجب أن تكون الحمية الغذائية صحية وحسب توصيات الطبيب، ويُعدُّ الأنسولين العلاجَ المفضل للسكري في خلال الحمل نظرًا إلى عدم كفاية البيانات المتعلقة بسلامة العلاجات غير الأنسولينية. ويُستعمَل الميتفورمين (metformin) والغليبوريد (glyburide) أيضًا.
وتتطلب فيزيولوجيا الحمل معايرةً منتظمة للأنسولين، وذلك لمعرفة التغيرات المستمرة في الحاجة إلى الأنسولين، ففي الثلث الأول غالبًا تنقص الجرعة اليومية من الأنسولين، أمَّا في الثلث الثاني فتتطلب الزيادةُ السريعةُ في مقاومة الأنسولين زيادةً أسبوعية في جرعة الأنسولين المعطاة لتحقيق ضبط سكري جيد.
ونظرًا إلى كون المعالجة بالأنسولين معقدة في أثناء الحمل؛ يمكن أن تُحوَّل المرأة الحامل إلى المراكز المتخصصة.
وفي الختام، فإن الاستشارة الطبية المكثفة قبل حدوث الحمل وفي خلاله تخفضُ من احتمالية حدوث المضاعفات، إضافة إلى الضبط المحكم للسكر؛ إذ يجب أن يشجع الطبيب المريضات على الحفاظ على مستويات السكر المطلوبة في الدم، وعلى خفض الخضاب السكري إلى الحدود المطلوبة، إضافة إلى المراقبة الوثيقة للسكر.
وبالطبع، تؤثر تصرفات كلٍّ من العائلة والأصدقاء والكادر الطبي(الأطباء والممرضات) وسلوكهم في المرأة الحامل، ويجب أن يكون الهدف هو دعم المرأة الحامل وتشجيعها، للحفاظ على صحتها وصحة طفلها.
الحاشية:
*الأديبونكتين: ببتيد تفرزه الخلايا الشحمية، يُعدُّ نقصه عاملًا أساسيًّا في الأمراض المرتبطة بالسُّمنة كالسكري (نمط 2) والأمراض القلبية الوعائية.
**ما قبل الإرجاج: هو اختلاط يحدث في أثناء الحمل يتمثل بارتفاع ضغط الدم وعلامات أذية أعضاء أخرى، غالبًا الكبد والكلية. يبدأ عادةً بعد الأسبوع الحملي (20)، ويحدث عند النساء ذوات ضغط الدم الطبيعي قبل الحمل.
***العرطلة الجنينية: يُستخدَم هذا المصطلح لوصف حديث ولادة يَزِن أكثر من المعدل الطبيعي عند الولادة، وتشخّص العرطلة عندما يكون وزنه عند الولادة أكثر 4000 غ (8 باوند).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا
مصادر الحاشية:
1- هنا
2- هنا