الأمراض المُعدِية؛ هل ستكون كابوس رحلتك في الطائرة؟
الطب >>>> مقالات طبية
1- الاتصال المباشر وغير المباشر: يكون الاتصال المباشر بالتماس الجسدي، والاتصال غير المباشر بلمس مفرزات المصاب.
2- الهواء: وذلك عن طريق تنفّس القطيرات الموجودة بقرب المصاب والحاوية على العضويات الممرضة، ويمثّل ما سبق أخطر طرائق الانتقال.
3- الماء والطعام الملوّثان بالعضويات.
4- عبر ناقل (حيوانات وحشرات): لدغ الحشرات الحاضنة للعضويات الممرضة.
تُعدّ بيئة حجرات الطائرة مغلقةً في أثناء الرحلة؛ مما يعرّض الركاب لانخفاض الضغط وانخفاض الأكسجين والرطوبة الجافة، ولكن يُتحكَّم بهذه البيئة بواسطة نظام يضبط الضغط والحرارة والرطوبة والتهوية وفلترة الهواء، فمن المفترض أن يكون الهواء عقيمًا عند الارتفاعات النموذجية للرحلة، ويتأمّن الهواء من المحركات؛ إذ يُسخَّن ويُضغَط ثم يُبرَّد ليدخل الحجرات.
كذلك إنّ نمط الدوران في الطائرات التجارية يتّبع الحركةَ من جانب إلى جانب مع دخوله من الأعلى ليدور عبر الحجرة ويخرج من أرضيتها (انتقال طولاني)، إضافة إلى دور أجهزة الفلترة بتنقية الهواء من العديد من العوامل الملوَّثة بالعضويات (معظمها وليس جميعها؛ إذ تختلف باختلاف نوع الطائرة والشركات). علمًا أنّ معظم الطائرات التجارية تغيّر هواء الحجرات من 10 إلى 15 مرات في الساعة، وذلك يختلف بحسب نوع الطائرة.
يكمن خطر العدوى في البيئة المغلقة في الكثافة العالية لعدد الركاب في الحجرة وطول زمن التعرض. وتقترح بيانات بعض الدراسات أنّ مجال انتقال الأمراض -فيما يخص الأمراض المنقولة بالهواء- من راكب مصاب إلى راكب سليم هو وجود الراكب السليم على مدى صفين من الراكب المصاب في الحجرة نفسها في رحلة تستغرق أكثر من 8 ساعات، مع وجود استثناءات في هذه العلاقة؛ فقد لوحظ تفشي حالة من المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS) على الرغم من من وجود الركاب على بعد سبعة صفوف من مصدر العدوى، أما الاستثناء الآخر فهو تفشّي عدوى من الإنفلونزا في رحلة استغرقت 4 ساعات فقط.
يتأثّر خطر العدوى بعاملين هما تهوية الحجرة ومقدار قرب الركاب من مصدر العدوى، ويتناقص تركيز أو عدد العضويات الممرضة في الهواء عند عمل نظام الفلترة جيّدًا؛ إذ يزيل كل تغيير واحد لهواء الحجرة 63% من العوامل الممرضة المعلّقة في الهواء، ولذلك؛ يزداد خطر العدوى بقلّة كفاءة نظام الفلترة. علمًا أنّ تقنية HEPA هي المُستخدَمة في معظم الطائرات.
ومن أكثر الأمراض المنقولة عبر الطائرات والتي تشكّل خطر الأوبئة خصوصًا عند السفر إلى البلدان المتوطنة فيها: السل، والإنفلونزا، وSARS، والحصبة، والروبيلا، والتهاب السحايا بالنيسريات السحائية، والإيبولا، والأمراض المنقولة بلدغ البعوض؛ وهي الملاريا وحمى الضنك والحمى الصفراء وغيرها.
إنّ الراكب يحمل خطر العدوى إذا كان لديه حمّى أعلى من 38 درجة مترافقة مع واحد أو أكثر من الأعراض الآتية: طفح جلدي، أو صعوبة في التنفس، أو سعال مستمر، أو انخفاض درجة الوعي، أو إسهال مستمر، أو إقياء مستمر (عندما يُنفَى أنّ السبب هو دوار السفر)، أو صداع، أو صلابة في الرقبة، أو حالة عامة سيئة، أو في حال كان لديه حمى مستمرة أكثر من 48 ساعة، أو كانت لديه أعراض أحد الأمراض المذكورة سابقًا.
إذًا؛ ما العمل؟!
يمكنك حماية نفسك من العدوى في أثناء سفرك وعند وصولك إلى وجهتك باتخاذك بعض الخطوات، فمعظم الأمراض التي تُنقَل في أثناء السفر تكون حالات خفيفة وفي حالات نادرة تكون شديدة، ونذكر من التدابير:
- من المهم أخذ اللقاح المناسب عند السفر إلى منطقة أو دولة معينة ضد الأمراض المتوطّنة فيها، ومن الضروري استشارة المختصين قبل السفر بـ4 إلى 6 أسابيع لمعرفة اللقاحات المطلوبة سواءً أكانت جديدة أم "تحديثًا" للقاحات مأخوذة سابقًا.
- فيما يخص لدغ الحشرات؛ استخدم بحذر طاردًا للحشرات -مثل DEET أو بيكاردين- عند تجوالك في الخارج في المناطق المشبوهة بوجود الحشرات، واستخدم شبكة ضد البعوض عند النوم، وارتدِ سترة ذا أكمام طويلة وبنطال، واحرص على نومك ووجودك في أماكن مزوّدة بنوافذ ضد الحشرات، وتجنّب وضع العطر.
- فيما يخص الماء والطعام؛ ابتعد عن الأطعمة المطبوخة الباردة كأطعمة الباعة الجوّالين، ولا تأكل الفواكه غير المغسولة بالماء، وتجنّب الخضار النيئة ومنتجات الألبان غير المبسترة كالجبنة والحليب، واستخدم الأقنية المُعبَّأة والمختومة -أي تأكّد من عدم إعادة تعبئتها- كالمياه المعدنية والعصائر، وتأكد من استهلاك المياه المغليّة خاصة عند شرب الشاي أو القهوة.
- إنّ نظافة اليدين الجيدة من أهم عوامل الوقاية، وتُعدّ المعقمات والمطهّرات الحاوية على كحول وسيلةً جيدة جدًّا لتنظيف اليدين، أو يمكنك التنظيف بالماء والصابون. وباختصار؛ اجعل تنظيف اليدين جزءًا من روتين السفر الخاص بك.
- أجّل رحلتك إذا كنت مريضًا حتى زوال الأعراض، والأفضل الشفاء التام.
- استخدم قناعًا للوجه (أفضلها القناع من الطراز N-95) للوقاية من عدوى الأمراض التنفسية كالإنفلونزا سواءً أكان المصاب أنت أم الذي يجلس بجانبك؛ إذ أجرت إحدى الدراسات محاكاةً لحالة تفشّي إنفلونزا، وقد أكدت النتائج دورَ القناع بخفض خطر العدوى بدرجة كبيرة.
المصادر:
1-هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا
5-هنا