البيضة أم الدجاجة؛ أيهما وُجِد أولًا؟
الفيزياء والفلك >>>> فلسفة الفيزياء والكونيات
جميع الدجاجات فقست يومًا ما من البيض، وكلّ البيض وضعته الدجاجات. هذه الحقيقة ليست سرًا. كل الأشياء تعتمد على ما هو موجود سابقًا. تبدأ الحيرة عندما نتبع هذا المنطق إلى أقصى حد ممكن.
من أين أتت الدجاجة الأولى؟ من بيضة. حسنًا، من أين أتت تلك البيضة؟ من دجاجةٍ طبعًا. ولكن من أين جاءت هذه الدجاجة؟ من بيضة. وهذه البيضة؟ من دجاجة. وهكذا دواليك، حتى نشعر بالملل ونقرر الانغماس في وجبةٍ دسمة ضاربين بعرض الحائط أفكارنا الفلسفية العميقة وحميتنا الغذائية.
اعتمادًا على نظريتين أساسيتين من أقوى نظريات الفيزياء الحديثة هما: ميكانيكا الكم والنسبية العامة، تكشف ورقة نُشرت في مجلّة نيتشر المرموقة أن الجواب هو: كلاهما، أو أيّ منهما.
على الرغم من أن الإجابة قد تكون مفاجئةً للدجاج، لكن علماء الفيزياء الكمومية يألفون مفهومًا يُسمّى مفهوم "تراكب الحالة"، أي إنّ أيّ جسمٍ أو شيءٍ قبل اختباره يمكن أن يتخذ عددًا من الحالات المحتملة في آن واحد. تبعًا للفيزياء الكلاسيكية مثلًا يمكن للإلكترون أن يوجد في حالة واحدة من الحالتين: إما أن يدور إلى الأعلى وإما الى الأسفل، أما بالنسبة إلى مبادئ فيزياء الكم، يمكن للإلكترون أن يكون في الحالتين معًا بوقتٍ واحد!
يمكن أن ينطبق هذا على الدوران الكمومي للإلكترون Spin، أو استقطاب الفوتون، أو حالة كائن ما، مثل الدجاج في تجربتنا الفكرية هذه.
عادةً يجري الزمن تبعًا لتوقيت الدجاج بالسرعة نفسها في أي مكان، فإذا نظرت الدجاجة لساعتها هنا سيكون الزمن نفسه لو كانت هناك. لا تأثير للمكان في الوقت. لكن الأمور تصبح أكثر درامية عندما تدخل نظرية النسبيّة العامة على الخط المباشر مع تجربة الدجاج، وهي نظرية أينشتاين التي تقول إن الأجسام الكثيفة مثل الثقوب السوداء تشوّه المكان والزمان.
لذا؛ إذا كان لديك جسمٌ فائق الكثافة كالثقب الأسود مثلًا بالقرب من دجاجاتك، فسوف يتباطأ الوقت؛ ما يعني أن البيضة قد جاءت أولًا.
ومع ذلك، تخيل المؤلفون ثقبًا أسودَ في حالة تراكب داخل قن الدجاج: في حالةٍ بالقرب من الدجاج، وفي الحالة الثانية بالقرب من البيض، وهو موجودٌ في الحالتين بآن واحد.
بعبارة أخرى هناك حالتان مُحتملتان موجودتان في الوقت ذاته: في إحداهما تتباطأ ساعة الدجاج، وفي الأخرى تتباطأ ساعة البيضة.
المصدر:
هنا