علماء ناسا: يُمكننا استيطان القمر بحلول العام 2022 وبتكلفة10 مليارات دولار فقط!
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
وعلى الرغم من روعة فكرة السكن على القمر، إلّا أن الهدف ليس القمر بحد ذاته، إذّ أنّ الدروس التي سنتعلّمها والتقنيات التي سنطورها في بناء قاعدة بشريّة على سطح القمر ستُشكّل في نهاية المطاف مفتاح استيطان المريخ بالإضافة لكواكب أخرى.
يقول كريس مكاي Chris McKay عالم الفلك البيولوجي في ناسا:”إهتماماتي لا تنصب على القمر، فالقمر بالنسبة لي مجرّد كرة خرسانية بليدة، لكننا في الواقع لن نتمكّن من إنشاء قاعدة بحثية على سطح المريخ قبل أن نتمكّن من كيفية فعل ذلك على سطح القمر أولاً”.
يُذكر أنَّ ورشة عمل أُقيمت في آب أغسطس 2014 ضمّت بعضًا من ألمع الباحثين في مجال الفضاء و رجال الأعمال لاكتشاف وتطوير طرائق رخيصة لاستعمار القمر، وأُصدرت نتائجه ضمن مجموعة من المقالات في مجلة New Space.
في عام 1972 هبط البشر لآخر مرة على سطح القمر وبعدها توقّفت الرحلات المأهولة إلى هناك، والسبب ببساطة هو التكلفة الباهظة لهذه الرحلات، فمُهمّات أبولو الفضائية التي مكّنت الإنسان لأول مرة من أن يطأ بقدمه سطح القمر، كلّفت ما يقارب الـ 150 مليار دولار وفقًا لمعايير وقتنا الحالي، وبالتالي فإنَّ ناسا وبميزانيتها العامة لسنة 2016 التي لا تتجاوز الـ 19.3 مليار دولار، فإنها لم تتمكّن من وضع استيطان القمر على قائمتها إلى جانب المرّيخ. لكن وبفضل التكنولوجيا الجديدة فإن هذا الوضع على وشك التغيير، وتكمن الفكرة في أن بعض التقنيات الحديثة التي ليس لها علاقة بالفضاء في الواقع، مثل السيارات ذاتية القيادة والمراحيض التي تقوم بإعادة تدوير النفايات العضوية، ستكون مفيدة بشكلٍ لا يصدق في الفضاء، وستقدود لتخفيض تكاليف إقامة قاعدة على القمر بشكلٍ كبيرٍ.
وفقاً للأوراق البحثية السابقة الذكر فإن القاعدة القمرية تستطيع أن تأوي 10 أشخاص لمدة سنة كبداية، ويمكن لها أن تنمو لتصبح مستعمرة شبه مكتفية ذاتيًا تأوي 100 شخص بغضون عقدٍ من الزمن، وهذا يتطلّب بالطبع إعادة تدوير للمواد الإستهلاكية الداعمة للحياة بدلاً من الإستمرار بالتزوّد بالمؤونة من الأرض، التقنيات المستعملة ضمن محطة الفضاء الدوليّة تقدّم لنا مثالاً حيًّا على ذلك، فإعادة التدوير المتّبعة على الهواء والماء تُقلّل من إعادة الإمداد لهذه المواد بنسبة 80%.
(معلومات إضافية عن محطة الفضاء الدولية هنا )
يمكن ايصال الأشخاص والمعدات إلى القمر عن طريق مركبة محمولة على الصاروخ Falcon Heavy الخاص بشركة SpaceX، المعدّات سوف تكون كثيرة فقط في أوّلِ رحلة، بينما ستؤمّن الطباعة ثلاثية الأبعاد معظم ما سيحتاجونه من أدواتٍ لاحقاً.
أمّا مكان القاعدة فسيكون على الأغلب عند الحافة الخارجية لأحد قطبيّ القمر حيث تتعرض هذه المناطق لأشعة الشمس أكثر من بقية أجزاء سطح القمر، مما سيساعد على عمل المعدات التي تعتمد على الطاقة الشمسية، والطاقة التي سنحصل عليها من جراء ذلك، تستطيع تشغيل روبوتات بإمكانها الحفر ضمن الفوهات القمرية عند القطبين واستخراج كميات كبيرة من الجليد، وهذا الماء يمكن استعماله لاحقًا كوسيلة دعم للحياة وتوفير الأكسجين. أمّا "روّاد القمر" فسيعيشون في أماكن شبيهة بالكبسولات الفضائية القابلة للنفخ والمزوَّدة بمعداتٍ خاصة لمقاومة الإشعاعات، كما أنها تحوي مساحات واسعة بداخلها، وتتصف بسهولة النقل والتخزين، ويمكن لهذه الكبسولات أن توفّر أماكن مناسبة لزراعة المحاصيل الأساسية بمساعدةِ المراحيض التي تقوم بإعادة تدوير المخلفات البشرية إلى طاقة ومياه نظيفة وعناصر مُغذّية للمحاصيل، كما في مشروع المرحاض الأزرق المموّل من مؤسسة غيتس.
Image: bigelowaerospace
أما فيما يتعلق بالمواد الغذائية التي لا يمكن زراعتها والتجهيزات التي لايمكن صناعتها بوساطة الطابعات ثلاثية الأبعاد، فيمكن إرسالها من الأرض إلى القمر سنوياً باستخدام صورايخ Falcon 9 القابلة لإعادة الإستخدام، وبكلفة لا تتجاوز 350 مليون دولار لكل رحلة.
ومع أن كلفة الـ 10 مليار دولار تتجاوز ميزانية ناسا لرحلات الفضاء والتي تبلغ حوالي 3-4 مليار دولار في السنة، إلّا أن هذه التكلفة سيُدفع أغلبها لمرةٍ واحدة فقط، ويمكن العمل على إنجازها جنبًا إلى جنب مع الخطط المتعلقة بكوكب المريخ.
ما جاء بكل تلك الاوراق البحثية يمكن تلخيصه بما يلي: “التمويل لمّ يعد العقبة الأساسية. لقد حان الوقت لنعود إلى القمر، لكنَّ هذه المرة سنعود لنبقى”
وبدورنا نقول لكلّ الحالمين أبحروا في الأحلام لأنها أقرب مما تتصورون!
أما أصدقائنا الذين ما زالوا ينكرون الهبوط على سطح القمر، والذين سيرفضون هذا المقال كما هي العادة، نُهديهم هذا المقال: هنا
المصادر: هنا
هنا