تبدو سرعة التحدث باللغة الإسبانية أعلى منها في اللغة الفيتنامية، ولكن هذا لا يجعلها أكثر كفاءةً، فقد أظهر باحثون تابعون للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) وجامعة (لومير ليون 2) أن اللغات البشرية لها القدرة نفسها من الفعالية في نقل المعلومات حتى لو كانت تختلف في سرعة التحدث بها. وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج عندما قارنوا تسجيلات صوتية بـ17 لغة لـ15 نصًا قصيرًا تصف الحياة اليومية قرأها بصوت عالٍ 10 متحدثين أصليين لكل لغة، وقاس الباحثون لكل لغة معدل الكلام –أي عدد المقاطع في الثانية– ومتوسط كثافة المعلومات للمقاطع المنطوقة (كلما كان من السهل التنبؤ بلفظ مقطع معين من المقطع السابق، قلَّ كمُّ المعلومات التي يُفترض أن يقدمها ذلك المقطع). ووجد الباحثون أن معدلات الكلام المرتفعة تتوافق مع معلومات أقل كثافة مثل اللغة الإسبانية، في حين ترتبط معدلات الكلام الأبطأ بكثافة أكثر في المعلومات كما هو الحال غالبًا في اللغات الأسيوية النغمية مثل الصينية والفيتنامية. وعن طريق ضرب معدل الكلام بكثافة المعلومات، تُظهر جميع اللغات –بغض النظر عن اختلافها– أن انتقال المعلومات كان بمعدل يُقارب 39 بتًّاً في الثانية، وهذا يشير إلى معدل مثالي مُحتمل لمعالجة الدماغ البشري للُّغة.