القلب الشبح
الطب >>>> مقالات طبية
بتجيبو قلب خنزير أو جرذ وبتنقعو بشوية منظفات لحتى تنغسل كل الخلايا وتروح ويبقى بس الهيكل الاساسي، بعدين بتروحو بتجيبو خلايا جذعية وبتحقنوا فيه وبتأمنولو أكسجين ودم وبتتركو .... بعد فترة بتكون الخلايا رجعت غطتو وصار قلب نظامي
بالواقع القصة مو بهالسهولة ولا فيكن تطبقوا بالبيت بس بالنسبة للعلماء هالوصفة مجربة ومطبقينا ع ارض الواقع
22 مليون شخص يعانون من مشاكل قلبيّة حول العالم، وقد حاول الباحثون على مدى سنين طويلة إيجاد طريقة لإصلاح أضرار النسج القلبيّة، فحاول بعضهم حقن خلايا جذعيّة مباشرة في مكان الضرر، في حين ابتكر بعضهم الآخر صفائح صغيرة من النسج يُمكنها تغطية مكان الإصابة، إلّا أنّ حجم هذه الصفائح كان صغيراً، كما أنّ تغذيتها أمرٌ صعب.
لذا حاول العلماء إيجاد طريقة لصناعة قلب جديد بالكامل كوسيلة لإصلاح إصابات القلب، وكبديل عن انتظار قلوب المتبرّعين لعمليّات زراعة القلب.
أجرى العلماء تجربتهم على قلب جرذ قاموا بغسله ببعض المنظفات، حيث أُزيلت جميع خلاياه بعد 12 ساعة مُخلّفة ورائها قلباً كـ"القلب الشبح" ذو قوام هلاميّ يحتوي أوعية دمويّة وبعض المواد الموجودة عادة في الوسط المحيط بالخلايا فقط.
وإذا تخيّلت القلب كشريحة لحم، فما بقي منه هو الغضروف، أي ما بقي هو الشيء أسفل الخلايا الذي يدعم الخلايا ويُبقيها متماسكة مع بعضها.
إنّ لهذا القوام الهلاميّ المتبقيّ خواصّ ميكانيكيّة شبيهة بالخواصّ الميكانيكيّة للقلب السليم واللازمة لعمليّتيّ الإنقباض والانبساط.
ثمّ قام العلماء بحقن خلايا قلبيّة مأخوذة من جرذ حديث الولادة وقاموا بوضعه في وسط خاصّ، فتجمّعت الخلايا المزروعة حول الأوعية الدمويّة. فلاحظ العلماء بعد فترة أنّ هذه الخلايا نمَت وقامت بتغطية القلب من جديد، وبعد ثلاثة أيّام حصل ما كانوا ينتظرونه، فقد بدأ القلب بإحداث تقلّصات مجهريّة صغيرة جداً استجابة لتيّار كهربائيّ.
وبعد عدّة أيّام أخرى، زادت التقلّصات وأصبحت واضحة بالعين المجرّدة، وأصبح القلب يضخّ 2% من الكميّة التي يضخّها القلب السليم.
قد تبدو الـ 2% شيئاً ضئيلاً، لكنّ حقيقةَ أن يقوم هذا القلب بالنبض مرّة أخرى بعد كلّ المراحل التي مرّ بها هو أمرٌ مدهش وإنجاز لا يُمكن الاستخفاف به، كما أنّ هذه العمليّة مازالت في بداياتها حيث لم يحاول العلماء الحصول على أفضل نتيجة ممكنة بعد.
وقد حاول العلماء تطبيق هذه التقنية على قلب الخنازير، وأعضاء أخرى كالكبد والكلية والرئة، فعادت جميعها بنتائج واعدة، لكنّ العضو الوحيد الذي فشل العلماء بتطبيق التقنية عليه هو الدماغ، فقد تحوّل إلى عضو هش جداً وغير متماسك بعد عمليّة الغسل.
ولم يُعرف بعد ما إذا كان الجهاز المناعيّ للمريض سيتقبّل هذا القلب الجديد، ولكن يأمل العلماء أن تنخفض نسب الرفض للعضو الجديد بشكلٍ ملحوظ إذا ما أُخذت الخلايا المستخدمة في إعادة تصنيع القلب من المريض نفسه، وبالتالي تجنّب الأعراض الجانبيّة للأدوية التي تستعمل ضد رفض الأعضاء والتي قد تُسبّب ارتفاع الضغط أو حتى الداء السكريّ.
المصادر: هنا
هنا
مصدر الصورة: Courtesy of Doris Taylor