الجراحة الروبوتية
الطب >>>> مقالات طبية
الروبوت الجراحي هو مجموعةٌ تكنولوجيَّة متكاملة تتضمن أذرعاً متخصصةً لإمساك الأدوات وكاميرا ثلاثيَّة الأبعادِ إضافة إلى جهاز مخصص يحتوي أدوات التحكم بالأذرع الآلية وشاشة مراقبة.(1) عملُ أغلب الجراحات الروبوتية حالياً بنظامِ دافنشي الجراحيَّ، لكن غيرها من الشركات تعمل على نشر أنواع أخرى من هذه الأجهزة، بعضها قد أُقِرَّت الموافقة عليه في أوروبا (6)(7)
وافقت هيئة الغذاء والدَّواء (FDA) على العملِ بجاهز دافنشي في عام 2000، وقد انتشرت بسرعةٍ في الولايات المتَّحدة وأوروبا على نطاق واسع من الحالاتِ الجراحيَّة.(2)
شاعت الجراحة الروبوتية في الجراحات البولية والنسائية في حين لاقى انتشارها بعض الشك في البداية فيما يخص الجراحة العامة. لكن مع مرور السنين زاد استخدامها في مختلف العمليات باختلاف تعقيدها.
سنركّز في مقالنا على الجراحة الروبوتية في البطن والحوض، لكن هناكَ العديدُ من الحالات الأخرى الّتي استُخدمت فيها التقنية الروبوتية مثلُ عمليَّة مجازات الشرايين التَّاجية، واقتطاع النَّسيج السرطاني من أجزاءٍ حسَّاسة من الجسم كالأوعية والأعصاب، واستبدال المفاصل، وإصلاح الدَّسام التاجيّ في القلب، وغيرها.(4)
ما آليّة عملِ نظام الجراحة الروبوتية؟
يُحدِث الجرَّاح شقوقاً صغيرة في المكان المحدَّد لبدء العملية، ثم يُدخِل أدوات دقيقة وكاميرا ثلاثيّة الأبعاد يوصلها بأذرع الروبوت، ثم يذهب إلى جهاز التحكم والشاشة ليُكمل تنفيذ الأجزاء الرئيسية من العملية.(1)
لتقريب الوصف نتخيَّلُ ما يحدث في لعبة الفيديو، عندما نضغط على زر التحكُّم يترجم الأمر باللّحظة نفسها على الشاشة، الجراحة الروبوتية شبيهة بهذا الأمر إذ يقلِّد الروبوت حركات يد الجرّاح عن طريق أداة التحكم.(1)
ما يؤرِق المريضَ أحياناً هو مَنْ سيجري العملية له، هل هو حقاً الروبوت؟ في الحقيقة الروبوت لا يفكر ولايمكنه اتّخاذ قرارٍ أو الإتيان بأيةِ حركةٍ دون أوامر الجرّاح فهو مجموعة من التقنيات التي تَستجيبُ للأوامر المطروحة عليها وتنفذُّها فقط، فالجراح يدير العمليّة طوال الوقت.(1)
يستطيع أيُّ جراحٍ تأدية حالات جراحيّة روبوتية لكنه يحتاج تدريباً دقيقاً ومتواصلاً(1)، ويبقى خيار العملية الجراحة نتاج نقاش بين المريض وطبيبه لاختيار الطريقة الأنسب لحالته سواء كانت جراحة روبوتيّة أم غيرها. إضافة إلى أنَّ الجراحة الروبوتية ليست متوافرة في جميع المراكز الصحيَّة حول العالمِ.(2)
لا تحتاج الجراحة الروبوتيَّة لتجهيزات واستعداد خاصّ من طرف المريض. ويحمل هذا النوع من الجراحة مخاطر مثل أيِّ عمليَّة جراحية أُخرى (2) كالإنتان والنَّزف وإصابة أعضاء أخرى، وقد يترافق مع مشكلات تنفُسية وقلبية وغيرها.(4)
لنتَّحدث قليلاً عن أكثر الجراحات الروبوتيّة شيوعاً:
الجراحة الروبوتيّة النسائيّة؛ إذ كان خيارَ الجراحة الروبوتية مفضَّلاً لحالات نسائيّة عديدةٍ مقارنة بالجراحة التقليديّة الّتي قد تسببُ ألماً حوضياً مزمناً لفترات طويلة بعد الجراحة، وندباً أكبر ونزفاً أكثر خلال العملية يحتاج عادةً نقل الدم. تساعد الجراحة الروبوتيّة على تفادي هذه المشكلات.(5)
مجال البروستات الجراحيّ أيضاً؛ إذ يميل الأطّباء لاستئصالٍ جذريّ للبروستات مع النُّسج المحيطة بصفته علاجاً فعَّالاً في سرطان البروستات. فباستخدام الروبوت في هذا النمط من العمليات يحتاج الجرَّاح شقاً صغيراً فقط في البطن، ويحصل معه على تحكُّمٍ أعلى في دقّة الاستئصال، وهو ما يساعد لتقليل خطر أذية الأوعية أو القناة المنويَّة والأعصاب الدَّقيقة المُحيطة بالنّسيج الورميّ، إضاقة إلى حاجةٍ أقل لنقل الدم، ووقتُ استشفاء أقصر، وألم أقل.(5)
وأصبح الجرَّاح يستطيع تأدية معظم العمليّات على المثانة من خلال إجراء شقٍ وحيد في السُّرة، والدخولِ بالأدوات والكاميرا ثلاثيَّة الأبعادِ لإنجاز العملية، وهو ما يعده الجرَّاحون تجربة جيدة جداً للمريض والطبيب بدلاً من الشقوق العديدة والمشكلات النَّزفية وغيرها بالطريقة التقليديّة المفتوحة.(5)
ما زالت الجراحة الروبوتية على الرغم من سنواتها الـ20 في بداية حياتها وما زالت الدراسات تصدر عن نتائج استخدام هذه التكنولوجيا. تختلف الآراء، لكن عندما يستخدمها المختصون، يصعب إيجاد اختلاف في وقت الجراحة أو في النتائج الجراحية أو الورمية عند المرضى مقارنة بالجراحة التقليدية أو التنظيرية على الرغم من التكلفة زائدة عند استخدام الروبوت. (8)
المصادر:
1.هنا
2.هنا
3. هنا
4.هنا
5.هنا
6. هنا
7. هنا
8. هنا