قصة الأرض المجوفة الجزء الثاني
منوعات علمية >>>> العلم الزائف
محاولات باتت بالفشل في إثبات أن الأرض مجوفة
جيريمايا رينولدز Jeremiah Reynolds: هو محرر صحفي أمريكي، وبعد وفاة سيمز بفترة وجيزة ساعد رينولدز الحكومة الأمريكية في إرسال بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي وذلك في عام 1838م؛ ولم يجد المستكشفون أي أثر لأي ثقب، ولكن رحلتهم لم تذهب سدى؛ إذ وجدوا أن القارة القطبية الجنوبية ليست مجرد طبقة جليدية تغطي قطب الأرض وإنما هي قارة الأرض السابعة أنتاركتيكا (2).
وفي عام 1846م ادعى الكاتب الأمريكي مارشال غاردنر Marshall Gardner أن الماموث المتجمد الذي عثروا عليه في سيبيريا هو دليلٌ على أن قصة الأرض الجوفاء حقيقية؛ إذ كان غاردنر من الذين آمنوا بوجود الشمس في مركز الأرض واقترح أن الماموث وغيره من الحيوانات المنقرضة تعيش حياة هنيئة في جوف الأرض وأن هذا الماموث عبر طريقه إلى القطب الشمالي عبر الفتحة، ومن ثم تجمد ومات ونقله التدفق الجليدي إلى سيبيريا (2).
سايروس ريد تيد Cyrus Reed Teed: هو خيميائي أمريكي اقترح شكلاً جديدًا للأرض المجوفة؛ إذ اعتقد أن الأرض جوفاء بالكامل وأننا نعيش داخلها؛ وأن هناك شمسًا في وسط الكرة ولكنها نصف مظلمة ونصف مضيئة (2). وفي عام 1869م ربط تيد اعتقاده هذا بالدين؛ إذ ادعى أنه تلقى إلهامًا روحيًا من الآلهة التي أخبرته عن طبيعة الكون وأن عليه تتمة عمل المسيح وأن يوحد العلم والدين معًا (1).
وصف تيد أنموذج الأرض الجوفاء الجديد (العالم من الخارج إلى الداخل) عام 1898م في كتابه نشأة الكون الخلوية The Cellular Cosmogony؛ قائلاً إن الأرض تتكون من حجرة مجوفة داخل كتلة صخرية صلبة بقطر 8000 ميل؛ ونحن نعيش ونمشي على السطح الكروي الداخلي للحجرة ورؤوسنا موجهة باتجاه جوف الأرض، والكون بأكمله يقع داخل الحجرة وقسم طبقات الغلاف الجوي، وحدد موضع الشمس والحقل المغناطيسي (1)؛ والشكل يوضح ما تصوره تيد في مخيلته:
Image: https://www.blackgate.com/wp-content/uploads/2017/01/cellular-cosmogony-model.jpg
وفي عام 1886م أسس تيد "وحدة كوريشان Koreshan Unity" التي تضُم عددًا من المعتقدين بصحة أفكاره واتخذوا بيتًا في مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي مقرًا لهم؛ غيَّر تيد اسمه إلى كوريش (اسمه الحقيقي بالعبرية) ونقل مقره في عام 1894م إلى ولاية فلوريدا، إذ عمل مع الصحفي الأمريكي أوليسيس جرانت مورو Ulysses Grant Morrow على إثبات اعتقاداته (3،1).
أجرى مورو في عام 1896م العديد من التجارب وفي عدة ولايات لقياس أسطح المياه وانحناءات الأرض بهدف إثبات اعتقاد نشأة الكون الخلوية، لكنها رُفضت بالكامل لعدم وجود أي أدلة علمية مقنعة تثبت صحة ملاحظاته وورود الكثير من الأخطاء التجريبية (3،1).
إن المشكلة الرئيسية في فشلهما كانت استنادهم على الهندسة فقط من خلال رسومهم الخيالية للأرض والكون وتجاهل علوم الرياضيات الأخرى والفيزياء. توفي تيد عام 1908م دون أن ينجح هو وصديقه مورو في إثبات صحة أي من تجاربه واعتقاداته (2،1).
النازية الألمانية: تقول بعض القصص التاريخية خلال الحرب العالمية الثانية إن هتلر أرسل بعثة استكشافية إلى جزيرة روجن Rugen الألمانية وذلك في محاولة تصوير الأسطول البريطاني من القسم الداخلي المجوف للأرض بواسطة توجيه كاميرا تلسكوبية إلى السماء ولكن لم ينجحوا في ذلك (2).
مع مرور الوقت أصبحت قصص الأرض المجوفة قريبة من قصص الخيال؛ إذ نشر الكاتب الألماني إرنست زوندل Ernst Zundel كتابًا بعنوان (الأجسام الغريبة -أسلحة النازية السرية-) مدعيًا من خلاله أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استقل هتلر وكتائبه الغواصات هربًا إلى الأرجنتين وأنهم أسسوا قاعدة لأنفسهم في مدخل القطب الجنوبي (الثقب الوهمي) (2).
ولكن مع التطورات العلمية المستمرة لم تعد أفكار الأرض المجوفة صالحة؛ وقد حلق الأمريكي ريتشارد بيرد Richard Byrd مع القوات البحرية الأمريكية عبر القطب الشمالي في عام 1926م وعبر القطب الجنوبي في عام 1929م دون رؤية أي ثقوب تؤدي إلى داخل الأرض؛ إضافة إلى الصور التي التقطوها في الفضاء من قبل رواد الفضاء التي لم يظهر فيها أي مداخل في القطبين، وبذلك تكون انتهت آخر المحاولات في إثبات تجويف الأرض (2).
إن قصة الأرض المجوفة مثلها مثل العلوم الزائفة الأخرى؛ إذ إن مؤيدي هذه القصة يختارون بعناية الجوانب التي يفضلونها بغض النظر عن الكم الهائل من الحقائق والظواهر العلمية التي تتعارض مع اعتقاداتهم الخيالية مستشهدين فقط بالتجارب القديمة غير الموثقة والتي تدعم آراءهم.
تابعونا في الجزء القادم للاطلاع معًا على حقيقة ما يوجد داخل كوكبنا الأرض!
المصادر:
Turning the Universe Inside-Out - Ulysses Grant Morrow's Naples Experiment [Internet]. lockhaven.edu. 2020 [cited 10 April 2020]. Available from: هنا
The UnMuseum - The Hollow Earth [Internet]. Unmuseum.org. 2020 [cited 10 April 2020]. Available from:
هنا
J. Adams K. Life inside the Earth: The Koreshan Unity and Its Urban Pioneers، 1880-1908 [Internet]. Florida; 2010 [cited 10 April 2020]. Available from: هنا