اضطراب الشخصية الحدِّية (Borderline Personality Disorder - BPD)
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية الحدية (borderline personality disorder - BPD) هو اضطراب في الصحة العقلية يؤثر في الطريقة التي ترى وتشعر بها تجاه نفسك والآخرين، مسببًا مشكلاتٍ في أداء الحياة اليومية. يتصف اضطراب الشخصية الحدية بوجود مشكلات في نظرة الشخص لنفسه (الصورة الذاتية)، وصعوبة في إدارة المشاعر والسلوكيات، ونمط من العلاقات غير المستقرة (1).
صورتك الذاتية.. أهدافك.. وحتى ما تحب وتكره؛ قد تتغير غالبًا بطرائق مُربكة وغير واضحة؛ إذ يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية إلى أن كونهم شديدي الحساسية. ذلك أنَّ تفاصيلَ بسيطةً قادرةٌ على تحريض ردة فعل هائلة، وعند الغضب يجدون صعوبةً في العودة إلى الهدوء مجددًا (2).
في اضطراب الشخصية الحدية؛ تشعر بمشاعر قوية غلَّابة، لا تستطيع التفكير على نحو سليم أو البقاء واقعيًّا. قد تفعل أمورًا جارحةً أو تتصرف بطرائق خطيرة أو غير مناسبة تجعلك تشعر لاحقًا بالذنب أو العار. تشعر بنفسك عالقًا داخل حلقة مفرغة من المستحيل تخطيها! وعلى الرغم من ذلك؛ فإن الاندفاع العنيف في الغضب وتقلب المزاج المتكرر قد يُبعد الآخرين عنك، حتى لو كنت راغبًا في تكوين علاقات حب دائمة (2).
غالبًا ما يبدأ اضطراب الشخصية الحدية في المرحلة المبكرة من البلوغ وقد تتحسن تدريجيًّا مع التقدم في العمر (1).
كيف تتعرَّف الإصابةَ باضطراب الشخصية الحدية؟
إن كنت تمر بحالات تعبِّر عنها هذه العبارات:
إن وجدتَ في ذاتك عديدًا من هذه الجمل؛ فمن المحتمل أنك تعاني اضطرابَ الشخصية الحدية، ولكن على الرغم من ذلك؛ فأنت بالتأكيد تحتاج إلى مقدم رعاية مختص لإعطاء تشخيص رسمي، لأن تشخيص اضطراب الشخصية الحدية قد يكون مربكًا أو متداخلًا مع العديد من الاضطرابات الأخرى (3).
أعراض اضطراب الشخصية الحدية:
الخوف من التخلي: غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية مذعورين من أن يُتخلى عنهم أو يُتركوا وحيدين، حتى في أبسط التفاصيل.. فمثلًا يمكن للتأخر بالعودة إلى المنزل أن يحرض ذعرًا شديدًا، وهذا ما يؤدي إلى جهد مضني لإبقاء الشخص الآخر أكثر قربًا. ولكن للأسف، فقد يكون لهذه الجهود تأثيرٌ عكسي يؤدي إلى ابتعاد الآخرين عنه (3).
العلاقات المتقلِّبة: إذ يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية إلى خلق علاقات مكثفة ولكن قصيرة الأمد، قد تقع بالحب بسرعة، من ثم يخيب أملك بسرعة! علاقاتك إما مثالية وإما مروِّعة دون حلول وسطية. قد يُصاب أصدقاؤك وعائلتك بصدمات عاطفية نتيجةً للانتقال السريع من التقييم المثالي إلى الغضب والكره (3).
الصورة الذاتية غير واضحة أو متقلبة: يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية صعوباتٍ تتعلق باستقرار شعورهم بالذات؛ إذ يمرون بتقلبات تشمل ارتفاعًا وهبوطًا بالكيفية التي يشعرون بها حيال أنفسهم؛ لحظةً يشعرون بالرضا أنهم أشخاص جيدون، ولكن ربما يشعرون في اللحظة الأخرى بأنهم أشخاص سيئون أو حتى أشرار (4،3).
تأرجُحات شعورية شديدة (Extreme emotional swings): إن عدم الاستقرار العاطفي (الشعوري) هو أحد السمات الأساسية للإصابة باضطراب الشخصية الحدية. ويصف المصابون ذلك، كما لو أنهم -عاطفيًّا- في لعبة السفينة الدوَّراة. على سبيل المثال، الانتقال من شعور جيد إلى الشعور بالإحباط أو الحزن الشديد في خلال دقائق.
هذه التغيرات المزاجية قد تدوم بضعَ دقائق أو أيام، ولكنها غالبًا شديدة (3،4).
السلوك: يرتبط اضطراب الشخصية الحدية بميلٍ إلى الانخراط في سلوكيات خطيرة جدًّا ومندفعة، مثل التسوق غير العقلاني، أو شرب كميات كبيرة من الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو سوء استخدام الدواء، أو الجنس الخطير غير الآمن، أو اضطرابات الطعام، كذلك قد يتورطون في سلوكيات مؤذية للذات أو محاولات انتحارية (3).
غضب عارم: يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية غضبًا شديدًا وحالاتٍ مزاجيةً قصيرة الأمد. وقد يواجهون مشكلةً في التحكم في النفس بمجرد التعرض لمحرضات الغضب، فتصدر عنهم تصرفاتٌ مثل: الصراخ، ورمي الأشياء، أو الانفجارغضبًا.
ومن المهم ملاحظة أن هذا الغضب لا يُوجَّه دائمًا للخارج، فقد يكون المصاب -في كثيرٍ من الأحيان- غاضبًا من نفسه فقط (3).
الأمراض المترافقة عادةً مع اضطراب الشخصية الحدية:
نادرًا ما يُشخَّص اضطراب الشخصية الحدية بمفرده، والأمراض التي يمكن أن تترافق معه:
ما هي أسباب اضطراب الشخصية الحدية؟
مثل باقي الأمراض النفسية؛ فإن أسباب اضطراب الشخصية الحدية ليست مفهومة بالكامل، إلى جانب العوامل البيئية؛ كتاريخ الطفولة من سوء المعاملة أو التجاهل، ولكن قد يرتبط اضطراب الشخصية الحدية بـ:
- الأسباب الجينية: تشير بعض الدراسات على التوائم والعائلات إلى أن اضطرابات الشخصية قد تكون موروثة أو ترتبط ارتباطًا وثيقًا باضطرابات الصحة العقلية الأخرى بين أفراد الأسرة.
- تشوهات الدماغ: أظهرت بعض الدراسات تغيراتٍ في مناطق من الدماغ مسؤولةً عن تنظيم المشاعر والاندفاع والعدوانية. إضافة إلى خلل ممكن في بعض المواد الكيمائية في الدماغ التي تؤدي دورًا في تنظيم المزاج مثل السيروتونين (1).
المصادر:
1- Borderline personality disorder [Internet]. mayoclinic. 2019 [cited 6 May 2020]. Available from:
هنا
2- Borderline personality disorder [Internet]. mayoclinic. 2019 [cited 6 May 2020]. Available from:
هنا
3- Smith M، Segal J. Borderline Personality Disorder (BPD) [Internet]. helpguide. 2019 [cited 6 May 2020]. Available from:
هنا
4- 4Salters K. Understanding Borderline Personality Disorder (BPD) [Internet]. verywellmind. 2020 [cited 6 May 2020]. Available from:
هنا