(هابل)؛ ثلاثون عامًا وهو عين الأرض في الفضاء
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
لابد أنك شاهدتَ صورة أو عدة صور للفضاء الخارجي بألوانها البرَّاقة وأشكالها المدهشة، وربما توقفتَ أمام بعضها متأملًا الكون البعيد بعينك تارةً وبخيالك تارةً أخرى متسائلًا عن كيفية تمكننا نحن البشر رؤية كل هذا، في الواقع نحن هنا للحديث عن إحدى عيون البشر في الفضاء التي لم تتمكن من تصوير الكثير من المشاهد الرائعة للكون فحسب بل رفدتنا بالبيانات الضخمة التي أسهمت بفهم أفضل لما يحيط بنا سواء كانت أجرامًا قريبة أم مجرات بعيدة، مقراب "هابل" الفضائي وهو يحتفل بعيد ميلاده الثلاثين ما يزال في طور العمل.
عندما وجّه "غاليليو" منظاره إلى السماء في عام 1610 لرصد حلقات كوكب زحل وجد صعوبة في رؤيتها ولكن مع تطور العدسات وتحسن كفاءتها عبر الزمن، تمكن العلماء من رؤية الكثير من الأجرام الفلكية سواء كانت كواكب مجموعتنا الشمسية أم المجرات البعيدة، لكن وجود الغلاف الجوي للأرض يشكّل مانعًا لدخول الضوء ومن ثم صعوبة في الرصد للمراقبين على الأرض. لذلك وضعت المقاريب الضخمة في المرتفعات للحصول على صور أوضح لأن الغلاف الجوي أقل ثخانة هناك (1).
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية اقترح العالم الفلكي "ليمان سبيتزر Lyman Spitzer" إطلاق تلسكوب فضائي للتغلب على قيود الرصد الأرضي استغرق الأمر عدة عقود من الزمن حتى حصلت الفكرة على دعم الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Science، لاحقًا؛ انتقلت الفكرة إلى وكالة ناسا المؤسسة الوحيدة القادرة على تنفيذ فكرة كهذه، سُميَ المقراب باسمِ هابل (Large Space Telescope (LST تخليدًا لذكرى عالم الفلك Edwin Hubble إدوين هابل (1).
لينطلق المقراب الفضائي في الرابع والعشرين من شهر نيسان (أبريل) من عام 1990 على متن المكوك الفضائي "ديسكفري" بتكلفة كلّية بلغت 1.5 مليار دولار (1)، وأرسل أول صورة لهُ بعدها بعدة أيام وكانت ضبابية وهي مشكلة عزاها الفريق إلى خلل في المرآة الرئيسية للمقراب. أصلح رواد الفضاء هذه المشكلة في شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 1993، واستمرت عمليات إصلاح المقراب وتطويره عبر أربع مهمات فضائية إضافية في خلال الفترة بين 1997 وحتى 2009؛ إذ زوَّد الروادُ المقرابَ بأقوى أدوات هابل وأهمها (2).
لمقراب هابل دور كبير في التقدم العلمي في مجال أبحاث الفضاء حديثًا، ولعل أشهرها ما حدث في أواخر التسعينات من القرن الماضي عندما درس علماء الفضاء مشاهدات انفجار السوبرنوفا (وهو نجم قد انفجر، يزداد سطوعه بقوة لعدة أشهر) (3) التي قادت إلى اكتشاف أن معدل تمدد الكون في تسارع، الذي قاد بدوره إلى افتراض وجود طاقة غامضة سميت بالطاقة المظلمة (2).
لم تقتصر أهمية المقراب على اكتشافاته الفردية فحسب بل على تأكيد النتائج التي وصلت إليها المقاريب الأخرى، تكمن قوة مقراب هابل في موقعه إذ يدور فوق معظم الغلاف الجوي الأرضي فهو يقع على ارتفاع 560 كيلومتر ويدور حول الأرض كل ساعة ونصف، يمتلك قدرة على التقاط تفاصيل الأجسام الخافتة على الرغم من صغر حجمه، ويتمتع بقدرة على رصد الأطوال الموجية بدءًا من فوق البنفسجية حتى تحت الحمراء (4).
ولمزيد من المعلومات يمكنكم متابعة مقالاتنا السابقة المرتبطة بهذا الموضوع
هنا
هنا
هنا
هنا
المصادر:
1. Redd N. Hubble Space Telescope: Pictures, Facts & History [Internet]. Space.com. 2020 [cited 23 April 2020]. Available from: هنا;
2. Wall M. Happy 30th, Hubble! Science Channel celebrates space telescope icon with special tonight. [Internet]. Space.com. 2020 [cited 23 April 2020]. Available from: هنا;
3. SUPERNOVA | meaning in the Cambridge English Dictionary [Internet]. Dictionary.cambridge.org. 2020 [cited 23 April 2020]. Available from: هنا;
4. Livio M. Astronomy: Hubble’s legacy. Nature News 2015;520:287. هنا.