(COVID-19) والجهاز القلبي الوعائي
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
على الرغم من سيطرة الأعراض التنفُّسيّة عند الإصابة بداء فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، لكن اللجنة الصحية الوطنية في الصين أعلنت عن بعض الحالات لمرضى ذهبوا إلى مقدم الرعاية الصحية بسبب معاناتهم أعراضاً قلبية مثل الخفقان والشعور بضيق الصدر، عوضاً عن السعال والحمى؛ وشُخِّصَت إصابتهم لاحقاً بـ (COVID-19) (1)
فما علاقة فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) بالقلب؟
يوجد في القلب والرئتين بروتين يدعى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، يتدخل هذا الإنزيم في وظائف القلب وله دور في حدوث ارتفاع التوتر الشرياني والسكري. إضافة إلى أنه قد تبين أن (ACE2) يعمل بوصفه مستقبلاً وظيفياً لفيروسات كورونا (الفيروسات التاجية) متضمنة الفيروس المسبب لحدوث المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS)؛ أي (SARS-CoV)، وفيروس كورونا المستجد؛ أي (SARS-CoV-2)؛ إذ يغزو فيروس كورونا المستجد الخلايا المكوِّنة لبشرة الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين (الأسناخ) مؤديّاً إلى ظهور الأعراض التنفسية. ونظراً إلى وجود (ACE2) كثيراً في خلايا القلب فإنّ ذلك يشكل أساس إحدى الآليات المُقتَرَحة لتفسير الإصابة القلبية المباشرة الحاصلة في سياق (COVID-19)، إضافة إلى احتمال وجود دور للالتهاب الجهازي، فضلاً عن الاضطراب التنفسي والأذية الرئوية ونقص الأكسجة، في إحداث المشكلات القلبية (1,2,3).
من جهة أخرى؛ قد تشكل الأدوية المستخدمة في علاج الإصابة بـ (COVID-19) -ولاسيما الأدوية المضادة للفيروسات- مصدراً للقلق؛ فيمكن أن تؤدي إلى قصور قلبي أو عدم انتظام في ضربات القلب أو غير ذلك، لذلك يجب مراقبة المريض عن كثب في أثناء العلاج (1,3).
في المقابل؛ فإنَّ كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، منها الأمراض القلبية الوعائية مثل ارتفاع التوتر الشرياني أو الداء القلبي الإكليلي، أكثر عرضةً لكل من خطر العدوى بفيروس كورونا المستجد، وخطر تفاقُم ذات الرئة وزيادة شدة الأعراض في حال الإصابة بـ (COVID-19) (1).
علاوةً على ذلك، يبدو أن للإصابة بداء فيروس كورونا المستجد دوراً في زيادة خطر حدوث نقص التروية القلبية أو الاحتشاء لدى المرضى المؤهبين، ويُعتَقَد أن السبب يعود إلى الحالة الالتهابية وإلى القوة الناتجة عن زيادة الجريان الدموي في الأوعية الإكليلية المروية للقلب مما قد يحرض تمزُّق اللويحات العصيدية وحدوث احتشاء قلبي حاد. كذلك قد تبين وجود تداخل بين (SARS-COV-2) وأحد الأنظمة المسؤولة عن المحافظة على التوازن الشاردي في الجسم (نظام رينين - أنجيوتنسين- ألدوستيرون)، فعلى الرغم من أن الاضطرابات الشاردية قد تطرأ في حالة أي مرض جهازي خطير، وتؤدي بدورها إلى اضطرابات في نظم القلب، إلا أنّه من الجدير بالذكر أن نقص البوتاسيوم الذي قد يحدث نتيجة هذا التداخل؛ يزيد من خطر الإصابة بتسرُّعات في النظم القلبي (2).
لا يمكن التنبؤ بالعواقب على المدى البعيد، إلا أنه تبين من خلال متابعة 25 مريضاً أُصيبوا سابقاً بـ (SARS-CoV) مدة 12 عاماً؛ أنّ 68% يعانون فرط شحوم الدم، و44% يعانون اضطرابات قلبية وعائية، و60% يعانون اضطرابات في استقلاب الغلوكوز، وما تزال الآليات غير معروفة على نحو دقيق، إلا أنه وبسبب التشابه البنيوي بين فيروس (SARS-CoV) و(SARS-CoV-2)، فمن الممكن أن يؤدي الفيروس المستجد إلى إلحاق أذية مزمنة بالجهاز القلبي الوعائي (1).
في الختام نشير إلى ضرورة الاهتمام بالصحة واتخاذ الإجراءات الوقائية؛ من تجنُّب للأماكن المكتظة وغسل اليدين على نحو متكرر وصحيح، وكذلك نشير إلى أهمية حرص الأفراد المصابين بأمراض قلبية وعائية على المحافظة على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية المناسبة بانتظام، مع محاولة الابتعاد عن مسببات القلق وإجراء الأنشطة التي تساعد على التخلُّص من التوتُّر (3)
المصادر: