ما هي المنطقة الدماغية المسؤولة عن عَمَه تعرُّف الوجوه؟
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
لا شكَّ أنّ قدرة التعرّف على الوجوه تختلف من شخص لآخر.. وذلك يعود لعمل منطقة صغيرة تشبه السيجارة توجد في أسفل الفص الصدغي في الدماغ (الجزء المتوضع فوق الأذن تقريباً) تدعى بالتلفيف المِنْجلي.. وذلك وفق دراسة كان قد قام بها الدكتور جوزيف برافيزي Josef Parvizi؛ عالم الأعصاب و الأستاذ في جامعة ستانفورد..
قد يمتلك 3% من الأشخاص مورثاتٍ لمرضٍ يُعرف باسم عَمَه تعرُّف الوجوه prosopagnosia، وهو عدم القدرة على تمييز وجه معيّن عن آخر على الرغم من سلامة بصرهم و ومراكز الرؤية لديهم، وقد ينتج أيضاً هذا المرض نتيجة أذيّة أو رضٍّ على التلفيف المنجلي في حالات أخرى..
ولدراسة أكثر لتأثير هذا التلفيف في القدرة على التعرف بالوجوه..
وبمساعدة شجاعة من رون بلاكول: وهو مريض مصاب بالصّرع تمت إزالةُ جزءٍ من جمجمته لزرع أقطاب تساعد على علاج مرضه.. تطوّع للقيام بتجربة تثبت الدور الذي يلعبه التلفيف المنجلي في معالجة المعلومات البصرية التي تساهم في التعرف على الوجوه..
مع بقاء المريض صاحياً، استخدم د. جوزيف تياراً كهربائياً خفيفاً (غيرَ مؤلمٍ أبداً)، يسري عبر أقطاب مثبتة على التلفيف المنجلي لتحريض تلك المنطقة، مع سؤال المريض عن أيّ تغيّر يحدث في إدراكه لوجه البروفسور نفسه..
وقد كانت النتيجة مفاجِئةً للمريض و الطبيب على حدٍ سواء، حيث وجد البروفسور أنّ التيار الكهربائي الخفيف الذي طُبِّق على التلفيف المنجلي للجانب الأيمن من دماغ المريض سبّب تغيّر إدراك المريض لوجه البروفسور، رغم بقاء رؤيته لباقي الأشياء المحيطة وحتى جسم البروفسور ثابتةً بدون أيّ تغيير..
ففي اللحظة التي ضغط فيها البروفسور على الزّر، قال المريض: "لقد تحوَّلتَ لشخص آخر، لقد تبدّل وجهُكَ!"
وبمجرد إيقاف التيار الكهربائي.. زال ذلك "التشويش" وعاد إدراك المريض ورؤيتُه لوجه الطبيب إلى ما كان عليه.
إنّ الكثيرَ من وظائف الدماغ ما زالت مجهولةً.. لكن الدراساتِ الجاريةَ و ما تقدّمه من معلومات قد تُسهم يوماً ما بشفاء الأمراض العصبية المختلفة ومنها عَمَهُ تعرّفِ الوجوه..
المصدر:
هنا
حقوق الصورة:
هنا