العادة؛ هل يمكننا تخيل قوتها؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
في علم النفس، يشير مصطلح (العادة) إلى عملية تفعيل موقف معين لرد فعل أوتوماتيكي من خلال تفعيل الصلة بين السياق والعمل (context–action) التي تتكون عن طريق تجارب سابقة (3).
كذلك يمكن تعريف العادة بأنها فعل يُؤدَّى على نحو متكرر واعتيادي؛ فلكي يصبح فعلٌ ما اعتياديًّا فيجب بالضرورة أن يكون قد استمر فترةً من الوقت، ويمكن أن يشير مصطلح العادة أيضًا إلى العملية التي يُحرِّض فيها التعرض لإشارة ما، فعلَ استجابة غير واعية للتصرف وفق الرابط المتعلَّم مسبقًا بين الإشارة والفعل (3).
ما هو تشكل العادة (Habit formation)؟
إن تشكل العادة هو عملية تغدو خلالها أفعالٌ جديدة تلقائيةً (automatic).
يمكن أن يكون تغيير العادات القديمة صعبًا، وغالبًا ما يكون تشكيل العادات الصحية أصعبَ مما قد نرغب؛ وذلك لأن الأنماط السلوكية التي غالبًا ما نكررها مرتبطةٌ في مساراتنا العصبية (2).
ولكن يمكن أن نشكل عاداتٍ جديدةً ونحافظ عليها؛ فمن خلال التكرار يمكن أن تُكسر حتى العادات الطويلة الأمد التي تشكل تحديًا للصحة وسلامة الجسد (2). إذ يمكن لتطور العادة أن يؤدي دورًا رئيسًا مهمًّا في التخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها (3).
أنواع العادة:
تمتد أنواع العادة لتشمل عديدًا من المجالات الواسعة، منها: إمضاء الوقت في تصفح وسائل الإعلام، وأنماط الشراء، إضافة إلى السلوكيات الصحية.
وأشارت الدراسات إلى العديد من الأفعال المتعلقة بالصحة والتي تُنفذ اعتياديًّا؛ مثل اتباع الحميات، والنشاط البدني، وتناول الأدوية، وغسل اليدين (3).
ما هو تأثير العادة؟
يمتلك تأثير العادة (أو بتعبير أدق؛ التحريض الناتج عن العادة) تأثيرًا قويًّا في الحفاظ على السلوك، إذ يجب للعادة أن تستمر حتى لو تلاشى الدافع بسبب الصلة بين الموقف وردة الفعل عليه، وطبيعتها الأوتوماتيكية (3).
على سبيل المثال، بدأ شخص ما عملًا جديدًا خارج البلدة؛ ربما سوف يقرر ركوبَ الدراجة باستمرار، وذلك غالبًا ما سوف يخلق عادةَ ركوب الدراجة، ويدفع تلقائيًّا سياقُ الذهاب إلى العمل صباحًا استخدامَ الدراجة دون النظر إلى أي من البدائل المتاحة، ذلك أنَّ هذا الشخص المتعوِّد على ركوب الدراجة سيعتمدها حتى في الظروف الجوية القاسية أو عند علمه بأعمال البناء التي ربما تحدث على طريقه المعتاد إلى العمل (3).
العادة والإدمان:
تدل سلوكيات الروتين الشديدة والثابتة بإفراط على العديد من الاضطرابات: مثل الإدمان واضطراب الوسواس القهري (obsessive-compulsive disorder - OCD) واضطراب طيف التوحد.
فالإدمان -على سبيل المثال- يُعرَّف بأنه اضطراب معقد يشمل تغييراتٍ في نشاط الدماغ في العديد من مناطقه؛ مثل منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) واللوزة الدماغية (amygdala)(1).
وتشير الدراسات -موثقةً بأدلة قوية فيما يخص الأشخاص المدمنين إضافة إلى الحيوانات- أن نماذج من الإدمان في أثناء تعاطي المخدرات وفي الاستمرار القهري لتعاطي المخدرات والبحث عنها عند وجود محرّضات التعاطي، تُشابه العادة، وذلك على الرغم من العواقب السلبية (1).
قوة العادة موجودة دائمًا لارتباطها إيجابيًّا مع تكرار السلوك، وربما تملئ الفجوة بين الانتباه والسلوك، ولكن يمكن لتطور العادة أن يؤدي دومًا دورًا رئيسًا مهمًّا في التخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها (3).
للاطلاع على خطوات تغيير العادات السلبية: هنا
خطوات بناء العادات الصحية: هنا
المصادر:
1.Smith K، Graybiel A. Habit formation [Internet]. ncbi. 2016 [cited 9 May 2020]. Available from: هنا
2.Habit Formation [Internet]. psychologytoday. 2020 [cited 9 May 2020]. Available from:هنا
3.Gardner B، Rebar A. Habit Formation and Behavior Change [Internet]. oxfordre. 2019 [cited 9 May 2020]. Available from: هنا