Gianni Schicchi
الموسيقا >>>> سلسلة الأوبيراهات
Gianni Schicchi هي الأوبرا الكوميدية الوحيدة لمؤلفها بوتشيني Puccini وكانت هذه الأوبرا آخر ما أكمله بوتشيني قبل وفاته (3).
تُعد Gianni Schicchi إحدى ثلاث أوبرات ذات مشهد واحد one-act كتبها بوتشيني تحت عنوان (Il Trittico (2.
تعاون بوتشيني مع Giuseppe Adami على كتابة "Il Trittico"، إذ كُتبت على شكل عرض أوبرالي لقصيدة دانتي الشهيرة "الكوميديا الإلهية"، وتعرض مصير ثلاث أرواح بعد الموت.
تعرض أوبرا Gianni Schicchi الأحداث التي أودت بروح بطلها إلى الجحيم (2) حيث تدور أحداثها في جو مفعم بالجشع والتواطؤ.
يروي بوتشيني قصة عائلة جشعة في القرن الثالث عشر في فلورنسا بإيطاليا تسعى للسيطرة على أملاك قريبهم الغني "بوزو دوناتي Buoso Donati " الذي مات للتو (2,4).
يقع أفراد العائلة في حيرة من أمرهم بعد أن عرفوا أنه ترك ثروته الكبيرة لرهبان الكنيسة، فيبدؤون الجدال عمَّ سيفعلون بشأن الوصيّة، إلى أن يقترح الشاب "رينوتشو Rinuccio" الاستعانة ب"جاني سكيكي" وهو والد حبيبته "لوريتا Lauretta".
يصرّ "رينوتشو" على أن ذكاء "جاني" وحنكته سوف تنقذ الموقف وسط رفض العائلة التي لا تعلم أن "رينوتشو" قد أرسل في طلب "جياني" مسبقاً (1).
يصل "جاني" و"لوريتا" على حين غرّة وتبدأ سلسلة من الحوارات الغاضبة التي تظهر مدى الضغينة التي يكنها "سكيكي" لعائلة "دوناتي"(1)، لدرجة ِأنه يقرر المغادرة، لكن "لوريتا" تقنعه بالبقاء بطريقة عاطفية، حيث تطلب "لوريتا" من والدها أن يساعدها على الزواج من "رينوتشو" في الaria الشهير
"O mio babbino caro"، والتي تعني "أوه يا والدي العزيز" وتروي له عن حبها له وخاتم الزفاف الذي تنوي شراءه، وأنه يجب أن يرأف بها ويساعدها لأنه إذا ضاع حبها لريتشينو الذي يعذبها سوف تُلقي بنفسها من أعلى الجسر القديم إلى "أرنو" Arno (نهر في إيطاليا) (4,1).
بعد قراءة الوصيّة، يسأل "جاني" الأقرباء إن كان أحد خارج هذه الغرفة قد عرف بوفاة "بوزو"؟ فيجيبون بالنفي، ليحذّرهم بضرورة عدم إخبار أحد كائنا من كان، وفي هذه الأثناء يقرع الطبيب الباب مستأذناً للدخول لمعاينة " بوزو"، يتجمع الأقارب أمام الباب محاولين منعه بشتى الطرائق من الدخول، وفجأة يتحدث "جياني" المختبئ خلف الستارة للطبيب بصوت مرتجف مقلدا صوت "بوزو" على أنه بخير ويطلب أن يتركه ليرتاح الآن(1).
وبعد ذهاب الطبيب يقترح "جاني" خطته الماكرة بانتحال شخصية "بوزو دوناتي" وإقرار وصية جديدة تناسب مطالبهم. يقتنع الأقارب بالخطة ويبعثون وراء كاتب العدل الذي يأتي إلى غرفة "بوزو دوناتي" ظاناً منه أنه هو، لكن "جاني" كان قد ارتدى ثياب نومه وقبعته ونام في فراشه منتحلاً شخصيته، ومن سرير المرض أقرّ لكاتب العدل وصيته الجديدة، التي كانت تقضي بترك القسم الأكبر من الميراث، متضمناً البيت الذي هم فيه، لصديقه العزيز " جاني سكيكي" (4).
يفقد الأقارب صوابهم ويعتريهم غضب شديد جداً، فيسرقون كل ما يقدرون على حمله من البيت قبل أن يطردهم "جاني" منه الذي أصبح الآن مالكاً له، ويبقى هو في البيت مع ابنته "لوريتا" وزوجها "رينوتشو"(4).
وهنا نأتي لمشهد النهاية الرائع الذي ينظر فيه الزوجان المتحابان من النوافذ المطلة على فلورنسا التي تغمرها أشعة الشمس في منظر غاية في الروعة ويغني كل منهما عن حبهما وعن جمال فلورنسا، أما "جياني" فيعود إلى غرفة النوم حاملاً الأثاث الملقى على الأرض، فيبتسم، ويخلع قبعته، ويستدير مخاطباً الجمهور قائلاً:
أخبروني يا سادة، هل من الممكن أن تذهب ثروة "بوزو" إلى غايات أفضل من ذلك؟ بسبب هذه الحيلة، لقد تمت إدانتي للجحيم، فليكن كذلك، لكن مع كل الاحترام للأب العظيم دانتي، إذا كنت قد استمتعت، فامنحني عقاباً مخففاً!
ثم ينحني للجمهور مصفقاً (1).
الاستماع إلى الأوبرا كاملة :
المصادر: