السجائر الإلكترونية.
الطب >>>> مقالات طبية
تعمل السجائر الإلكترونية (Electronic cigarettes) على مبدأ تسخين مزيج سائل (liquid mixture) يحتوي على مادة النيكوتين، إضافة إلى المنكهات ومواد كيميائية أخرى، لتشكيل هباء جوي (aerosol) يستنشقه المدخنون؛ وذلك بوجود بطارية وعنصر مساعد على التسخين. يطلق على السجائر الإلكترونية عدة أسماء، ولها كثير من التصاميم، كذلك تأتي بأشكال وأحجام مختلفة (1,2).
بدايةً سنعرض عليكم بعض حقائق التبغ المُهمَّة حسب منظمة الصحة العالمية (WHO):
- يقتل التبغ نصف مدخنيه تقريبًا، أي أكثر من 8 مليون نسمة سنويًّا. قرابة 7 مليون منهم مدخنون مباشرة، و1.2 مليون منهم مدخنون سلبيون.
- يعيش نحو 80% من المدخنين في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (3).
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من عدم احتواء السجائر الإلكترونية على مادة التبغ، إلا أن معظمها يحتوي على مادة النيكوتين -الآتية من التبغ-، وهذا ما يجعلها "منتجات تبغيّة tobacco products" حسب إدارة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA).
(4)
ما محتويات السائل داخل السيجارة الإلكترونية؟
- النيكوتين الذي يُسبِّب الإدمان وهو سامٌّ للأجنة، ويمكن أن يعرقل عملية نمو الدماغ لدى المراهقين والبالغين، كذلك يُشكِّل خطرًا على صحة النساء الحوامل وأطفالهن.
- المنكهات المختلفة؛ وهي مواد كيميائية مرتبطة بحدوث أمراض رئوية خطيرة.
- مركبات عضوية متطايرة.
- مواد كيميائية مسرطنة.
- المعادن الثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص (1,2).
تأثير السجائر الإلكترونية:
في صحة أجهزة الجسم:
انعدام عملية احتراق التبغ بالسجائر الإلكترونية ترافقَ مع انخفاضٍ بمعدل المواد السامة والمسرطنة التي يتعرَّض لها المدخن كثيرًا، لكن حالات الوفاة بسبب السجائر ليست جميعها ناجمة عن الإصابة بالسرطان، فغالبية حالات الوفاة بسبب التدخين ناجمة عن أمراض رئوية غير خبيثة أو أمراض القلب والأوعية الدموية. ومن الجدير بالذكر أن الأبحاث لا تزال جارية لمعرفة تأثيرات السجائر الإلكترونية في أجهزة الجسم على المدى البعيد.
في الصحة الفموية:
تؤثر السجائر الإلكترونية على نحو ملحوظ في الأنسجة الفموية. وقد سُجِّلت عدة حالات
عند أطباء الأسنان؛ مثل: الحروق والكسور في العظام السنخية، وحالات اقتلاع السن من مكانه (tooth avulsions)، ناجمة عن انفجار السجائر الإلكترونية بالقرب من الفم.
في الشباب:
يلجأ معظم الشباب حاليًّا إلى تدخين السجائر الإلكترونية لكونها موضة رائجة، ولكن يُعتقد أنهم معرضون لخطر تدخين السجائر التقليدية مستقبلًا (1).
هل السجائر الإلكترونية أقل أم أكثر ضررًا من السجائر التقليدية؟
من الصعب إعطاء إجابة دقيقة عن هذا السؤال، فالخطر يتوقف على عدة عوامل منها ما هو متعلق بالشركات المُصنِّعة ونوع المنتج وخصائصه ومكوناته، ومنها ما هو متعلق بالفرد، من حيث تكرار الاستخدام وكيفيته، وعمر المدخن، إضافة إلى احتمال التلاعب بالمنتج بعد البيع.
تُعدُّ منظمة الصحة العالمية (WHO) منتجات التبغ ضارةً بجميع أشكالها وأنواعها، والحل الأمثل والأكثر أمانًا هو عدم استخدام أي منهما (5).
أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران داخل المخابر ازديادًا في الواسمات الالتهابية عند الفئران التي تعرضت لدخان السجائر الإلكترونية بمعدل ساعة يوميًّا مدة أربعة أسابيع، إضافة إلى ارتفاعٍ في مستويات البروتينات التي تستجيب لحدوث الالتهاب نسبة 10% مقارنة بالفئران التي لم تتعرض لهذا الدخان.
كذلك لاحظ الباحثون انخفاضًا في مقاومةَ كلٍّ من الخلايا الظهاريّة والبالعات السنخيّة والعدلاتِ لبكتريا العنقودياتِ المذهبة بعد التعرض لدخان السجائر الإلكترونيّة.
إنَّ التعرض الشديدَ لدخان السجائر الإلكترونية سامٌ لخلايا الطريق الهوائي، ومُضعف لقدرة الجهاز المناعي على مقاومة البكتريا، بل ويزيد أيضًا من قوة هذه البكتريا وقدرتها على إحداث المرض (6).
المصادر: