ما النصفُ جنسانيّة (Demisexualit)؟
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
كثيرةٌ هي المصطلحاتُ التي تعكس التَّوجَّه الجنسيّ لكلِّ فرد، وقد تختلف أيضًا من مجتمعٍ إلى آخر ومن منطقة إلى أُخرى، ولا يقتصرُ الأمرُ على المصطلحاتِ المُتعارف عليها والمتداولة (كأن تكون مغايرًا أو مثليًّا أو ثنائيّ الميول الجنسيّة….)؛ بل تتعدّاها لتشمل أطيافًا مختلفةً ذات توجّهات عديدة (1,2,3).
أحدُ هذه المصطلحات ما يُعرف بالنصف جنسانيّة (Demisexuality)؛ حالةٌ يمكن وصفها بأنَّها تقعُ في المنتصف بين (الجنسانيّة sexuality واللاجنسانيّة asexuality).
وفقًا لمركز موارد النصف جنسانيّة (Demisexual Resources Centre)، فإنَّها تعرَّف بأنها حالةُ الأفرادِ الذين يعبّرون عن انجذاب جنسيٍّ فقط، وحصرًا بعد تكوينِ رابطة عاطفيّة (emotional bond) مع الشخص الآخر (1).
يشعرُ غالبيّةُ الناسِ بالانجذاب الجنسي لأشخاصٍ عشوائيين يلتقون بهم في الأماكن العامة أو في العمل أو المدرسة، والذي يكون مقتصرًا على الانجذاب الجسدي اللحظي، إلّا أنَّ الوضعَ لدى (نصف الجنسانيين) يكونُ مختلفًا، فالانجذاب من النظرة الأولى غير موجود لديهم ويحتاج حتّى يتكوّن -بل يأتي بعد- اتّصالًا روحيًّا عاطفيًّا عميقًا، وفي حال الشعور بالانجذاب الجنسي، فقد يختارون الانخراط في نشاطٍ جنسيٍّ، لكن الرَّغبة في الغالب تكون أضعف. وفي بعض الحالات قد لا تتطوّر أبدًا رغم الارتباط العاطفي (3). وبعضهم يكون اهتمامهم -بأيِّ نشاطٍ جنسيٍّ- قليلٌ جدًّا إلى شبه معدوم (1).
ما نوع الرابطة العاطفية التي يحتاجها (النصف جنسانيين) للشعور بالانجذاب الجنسيّ؟
ليس بالضرورة أنْ تكون هذه العلاقة علاقة حبٍّ متبادلٍ أو حتى علاقة رومانسيّة؛ بل يمكن أنْ تكون صداقة مقرّبة (2) منذ عدّة سنوات عند بعضهم، أو مجرّد رابطة قويّة تشكّلت حديثًا مع صديقٍ جديدٍ نتيجة السفر معًا مدّةَ أسبوعٍ مثلًا (1).
ومن الجدير ذكره أنّه لا يمتلك الأشخاصُ النصفُ جنسانيين جنسًا معيّنًا يجذبهم على نحو خاص؛ أي يمكن أنْ يكون الشخص نصف جنساني وفي الوقت نفسه مثليّ الميول الجنسيّة (Homosexual)، أو غيريّ الميول الجنسيّة (Heterosexual)، أو ثنائي الميول الجنسيّة (Bisexual)
(2).
المصادر: