الطاعون الدبلي يدقُّ الأبواب من جديد في الصين
الطب >>>> مقالات طبية
يُقسم مرض الطاعون إلى ثلاثة أشكال رئيسية، تُسببها جرثومة اليرسينية الطاعونية (Yersinia pestis)، وهي الطاعون الدبلي (bubonic) والإنتاني الدموي (septicemic) والرئوي (pneumonic)؛ وذلك حسب منطقة الإصابة في الجسم، وتنتقل هذه الجراثيم أساسًا عن طريق لدغات البراغيث التي تُصاب بالعدوى من القوارض أو دخول الجراثيم مباشرة إلى جرح في جلد المصاب في حال التعامل مع الحيوانات المصابة (1) (2). ويمكن للشكل الرئوي (أخطر الأشكال وأكثرها فتكًا) أن ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية. ويسجل سنويًّا أقل من 5000 إصابة بالطاعون في أنحاء العالم (2). .
إن الطاعون الذي تسبَّب بالموت الأسود في العصور الوسطى هو الطاعون الدبلي، وهو أكثر أنواع الطاعون شيوعًا، وسُمِّي نسبةً إلى تضخم العقد اللمفاوية المرافق له (buboes) وهي التي تتطور عادةً في الأسبوع الأول بعد الإصابة، وتتوضع في المنطقة الإربية، والإبطية والرقبية، ويصل حجمها إلى ما يقارب حجم بيضة الدجاج، وتبدي ملمسًا صلبًا وأملسَ بالجس. وتترافق ضخامة العقد أيضًا مع ظهورٍ مفاجئٍ للحمى والصداع والقشعريرة والشعور بالوهن والألم العضلي (2) (3).
وعلى الرغم من أن الطاعون يعدُّ مرضًا خطيرًا وقاتلًا؛ إلا أنه حاليًّا مرض قابل للعلاج في حال التشخيص المبكر بفضل تطور المضادات الحيوية، ولكن إهمال علاجه يؤدي إلى الوصول إلى مراحل خطيرة والوفاة في خلال عدة أيام (1).
بالعودة إلى الصين؛ أصدرت السلطات تنبيهًا من المستوى الثالث، وهو ثاني أدنى تنبيه في نظامٍ من أربعة مستويات، ويشمل التنبيهُ عدم اصطياد الحيوانات المرتبطة بالمرض أو أكلها أو نقلها، والإبلاغ عن أي حيوان نافق أو مريض في المنطقة، وكذلك الإبلاغ عن الأشخاص القريبين من الحيوانات المصابة ويعانون ارتفاعًا في الحرارة (1)، فيما وضَّحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لاحقًا أنَّ المنظمة لا تُصنِّف الوضع حاليًّا بوصفه عاليَ الخطورة، ولكنها تتابع الحالات عن كثب (6).
للوقاية من المرض؛ ينبغي تقليل مواطن القوارض القريبة من المساكن؛ وذلك بإزالة أكوام الصخور أو الخردة، وارتداء القفازات عند التعامل مع الحيوانات، وكذلك استخدام طارد للبراغيث إذا كنت تشكُّ في وجودها قريبًا منك (4).
تنبغي الإشارة إلى أن الصورة التي جرى تداولها مؤخرًا تعود إلى الطاعون الإنتاني الدموي (Septicemic plague) الذي يُصيب مجرى الدم ويؤدي حمى ونزوفًا، وقد تصل الحالة إلى تموُّت أنسجة الأطراف أو الأنف أو ما يُعرف بالغنغرينا (gangrene)؛ وهو شكلٌ مختلف عن الطاعون الدبلي ولكنه قد يتطور إلى طاعون إنتاني دموي في حال عدم المعالجة (2) (5).
المصادر: