طرق غير متوقعة تؤذي بها ذاكرتك
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
قد تكون الحبوب المنومة، بغض النظر عن نوعها، الأسوأ من حيث تأثيرها الدوائي على الذاكرة. حيث تحفز الأدوية المنومة على السير خلال النوم أو على الأكل خلال النوم، وحتى على القيادة أثناء النوم. وبالرغم من انتشار فكرة الحبوب المنومة بين الناس الا أنها، وحسب الدّراسات، لا تساعدنا على النوم فعلياً. فقد تبين أنها تسبب فقدان الوعي ذاته الذي تسببه الغيبوبة أو تناول الكحول المفرط؛ فالحبوب المنومة لا تفقدنا فقط فوائد النوم وإنما تقلل من قدرتنا على التذكّر.
ومن الأدوية التي تؤثر أيضاً على الذاكرة، هنالك الأدوية المهدئة التي تعطى في حالات التّوتر أو الارتعاش والرجفان والتشنّجات العضلية. من هذه الأدوية الأتيفان (لورازيبام)، الليبريوم (الكلورديزبوكسايد). تعمل هذه الأدوية على تهدئة الأعصاب من خلال تثبيط عمل النواقل العصبية والمناطق الدماغية التي تعمل على تحويل الذكريات من ذكريات قصيرة الأمد إلى ذكريات طويلة الأمد. ونظراً لتأثيرها الضار هذا ينصح الصيادلة بتخفيف جرعات هذه الأدوية بأن تكون أقل ما يمكن ولأقصر فترة ممكنة.
كما تمتلك أدوية تخفيض الكوليسترول كالـ (الأتورفاستاتين وسيمفاستاتين) نفس الضرر، وببساطة فإن الكوليسترول ضروري لعمليات التّعلم والتّذكر، وخفض مستوى الكوليسترول في الدم يخفض مستوى الكوليسترول في الدماغ أيضاً، وبالتالي تآكل الاتصالات بين الخلايا العصبية.
الشقيقة:
الصداع الناتج عن الشقيقة هو صداع طويل الأمد، ومن الممكن أن يسبب الغثيان والإقياء والحساسية للضوء، وألماً نابضاً في جهة واحدة من الرأس. أظهرت الدراسات الجديدة تأثير صداع الشقيقة على ضياع الذاكرة عند مريض الشقيقة، حيث تعاني الذاكرة من تدهور في الذكريات المرئية والمحيطية لمدة يومين بعد حصول الهجمة، ولكن دون أن تؤثر على الذكريات المتعلقة بالعمل والانتباه. وقد أظهرت الدراسة أيضاً حصول ضياع كامل للذاكرة لدى بعض المرضى دام لعدة ساعات، دعي هذا الاضطراب العصبي بـ "فقدان الذاكرة المحيطية العابر"
كما وجدت دراسة أخرى أن الشقيقة ارتبطت بخطر أكبر للإصابة بالعته (الخرف)، وبشكل أدق، فإن تراكم حدوث العته كان أكبر بـ 1،48% بين المرضى المصابين بالشقيقة مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منها.
التّوتر:
يسبب التوتر زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، وغالباً ما يكون التوتر المستمر بداية للسكري وللأمراض القلبية لدى الكثير من الناس. فما علاقة التوتر بالذاكرة؟ تظهر التجارب على الفئران نسباً عالية من الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر كمسبب لفقدان الذاكرة قصيرة الأمد. حيث يُستهلك هذا الهرمون في المشابك العصبية في القشرة خلف الجبهية المتعلقة بالذاكرة قصيرة الأمد في الدماغ. وهذه المشكلة تتفاقم مع التقدم بالسن؛ حيث كلما زاد السن زاد تعرض المشابك العصبية للكورتيزول وبالتالي ازداد تأثيره على الذاكرة. لكن على الرغم من ذلك فإن بعض الفئران الهرمة ذات الكورتيزول المنخفض أظهرت فقداً أقل للذاكرة، مما يقترح أن إعادة ضبط الكورتيزول قد يساعد في استرجاع الذكريات مستقبلاً.
زمرة الدم:
الأشخاص الذين يملكون زمرة الدم AB هم أكثر عرضة للمشاكل الوعائية نتيجة لارتفاع البروتين الثامن VIII، وهو أحد البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم. في دراسة أخرى دامت ثلاث سنوات وجد أن أصحاب الزمرة AB يعانون من مشاكل الذاكرة أكثر بضعفين من أصحاب الزمرة الدموية O. أجريت الدراسة على 495 متطوع يعانون من مشاكل بالذاكرة أو بمعالجة الأفكار، وتمت مقارنتهم مع 587 متطوع آخر من نفس الأعمار لا يعانون من أي مشاكل معرفية. كانت النتيجة ان الأشخاص الحاملين للزمرة الدموية AB معرضون لمشاكل الذاكرة واللغة والانتباه أكثر وبنسبة 82%. كما أن النسبة كانت أعلى لدى أولئك المصابين بالعته مقارنة بالمجموع العام. هذه النتائج ما زالت جديدة ولم تثبت بشكل كامل بعد.
النتائج التي حملتها الدراسة لن تكون جديدة لمن يعلم تأثير جريان الدم على فقد الذاكرة في الدماغ، حيث أن أي مشكلة وعائية لدى أصحاب الزمرة الدموية AB ستؤدي لجريان أقل للدم إلى خلايا الدماغ مؤدية إلى أذيات معرفية. على الرغم من ذلك يبقى من المبكر جداً أن نستنتج أن أصحاب الزمرة AB هم بخطر أكبر بقليل للإصابة بالعته لاحقاً.
فيتامين B12:
يحتاج الجسم لفيتامين B12 لصنع كريات الدم الحمراء والأعصاب، وصناعة الحمض النووي أيضاً. لا يقدر جسمنا على صناعة هذا الفيتامين لوحده، ولذلك فهو بحاجة للحصول عليه من مصدر غذائي مثل اللحم والبيض أو المكملات الغذائية. إذا لم يحصل الجسم على كمية كافية من هذا الفيتامين فإن النقص الحاد يؤدي إلى فقدان الذاكرة وقد يؤدي إلى العته إذا لم تعالج الحالة، وبما أن الحصول على كميات زائدة من B12 لا يعكس اتجاه المرض (لا يتراجع المرض بعد حدوثه)، لذلك وجب فحص هذا الفيتامين بشكل دوري نظراً لأهميته. تقول منظمة الغذاء والصحة العالمية أن 3 أشخاص من كل 100 بالغين فوق عمر ال 50 يعانون من نقص جدي في فيتامين B12، بينما يعاني الخُمس من مستويات قريبة جداً من الحد المؤدي لعوز الفيتامين.
المصدر:
هنا