علاج جيني يعطي أملًا في علاج التهاب الشبكية الصباغي
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم المورثات والوراثة
أظهر علاجٌ جيني للشبكية نتائج واعدة في علاج "التهاب الشبكية الصباغي - Retinitis pigmentosa" المعروف اختصارًا بـRP، وذلك استنادًا إلى نتائج إحدى الدراسات للطورين الأول والثاني من التجارب السريرية -الأولى من نوعها- على المرضى الذين يعانون من "التهاب الشبكية الصباغي المرتبط بالصبغي إكس -x-linked retinitis pigmentosa"، الناتج عن طفرات في المورثة (RP GTPase regulator، والمعروفة اختصارًا بـRPGR. (1)
ما هو التهاب الشبكية الصباغي؟
هو تنكس أولي في مستقبلات الضوء (العصي والمخاريط) يؤدي إلى تضييق في مجال الرؤية، وينتهي بموت خلايا العصي ثم المخاريط لاحقًا، وهذا يعني فقدانًا شديدًا ومبكرًا للنظر وغالبًا ما تبدأ تظاهرات المرض في العقود الأولى من الحياة (1،2).
ويكون المسبب في قرابة 70-90% من حالات XLRP طفرات في المورثة RPGR التي تعبر عن البروتين الموافق Retinitis Pigmentosa GTPase Regulator أو RPGR وهو أحد البروتينات المشكِّلة لأهداب متخصصة تربط بين الأقسام الداخلية والخارجية لمستقبلات الضوء.
وهكذا، فإنَّ الطفرات المحدثة على هذه المورثة تؤدي إلى إحداث خلل في عمل تلك الأهداب الرابطة وفي وظيفة البوابة الهدبية التي تتحكم في وصول كل من البروتينات الغشائية والبروتينات المنحلة إلى القسم الخارجي من المستقبل الضوئي (2).
ولا يوجد في وقتنا الحالي علاج لالتهاب الشبكية الصباغي المرتبط بالمورثة RPGR، وعلى الرغم من وجود أدلة على فعالية بعض العلاجات المجرَّبة على النماذج الحيوانية وجدواها، ولكن؛ لم يُبلَّغ عن فعالية العلاج الجيني الذي يستهدف مستقبلات الضوء المتنكسة لدى الإنسان بعد، ولكنَّ العلاج الجيني باستخدام ناقل الفيروس المرتبط بالفيروس الغدي Adeno Associated virus vector -الذي يرمز لنسخة من البروتين RPGR- يمثِّل أحد أكثر استراتيجيات العلاج الواعدة احتمالًا كما بينت النتائج الأولية للدراسة (1).
وقد طُبِّقت في الدراسة تراكيز متزايدة من العلاج الجيني على عدد من المرضى المتطوعين عن طريق حقن الناقل AAV8- coRPGR تحت الشبكية ومتابعتهم مدة ستة أشهر، وقد لوحظ حدوث استجابة متعلقة بالجرعة فيما يخص اكتساب الوظيفة البصرية؛ إذ إنَّ المرضى الذين تلقوا تراكيز منخفضة من الناقل لم تُشاهد لديهم استعادة للوظيفة البصرية مشاهدةً واضحة.
وقد أشار المرضى جميعهم إلى حدوث تحسن في وضوح الرؤية بالإضافة إلى زيادة في نطاق الرؤية وذلك خلال شهر واحد من بدء التجربة.
ولكن؛ يجدر بالذكر أنَّ معظم المرضى عانوا من حالات التهاب متفاوتة الشدة تالية للعلاج الجيني سُيطر عليها بالاستعانة بالكورتيكوستيروئيدات الفموية (1).
وهكذا، فإنَّ النتائج الأولية لهذه الدراسة السريرية تباينت تبعًا لعدة عوامل منها تراكيز جرعة الناقل المطبقة، واختلاف مراحل التنكس في شبكية المرضى، وأيَّة تأثيرات جانبية أخرى متعلقة بالالتهاب.
ولكنَّ أهم ما في هذه الدراسة أنَّها بيَّنت أمان العلاج الجيني وإمكانية تجاوز الآثار الجانبية وعدم وجود تحفيز لرد فعل مناعي، وهنا يبرهن العلاج الجيني نفسه مجددًا بأنَّه يمثِّل أملًا كبيرًا لملايين المرضى لإمكانية تصحيح عديد من الأمراض الجينية المستعصية وعلاجها (1).
هامش: الفيروس المرتبط بالفيروس الغدي AAV هو عبارة عن فيروس يمكن هندسته لإيصال المادة الوراثية للخلايا الهدف، وقد حاز على قدر هائل من الاهتمام في مجال العلاج الجيني؛ نظرًا لإمكانية تصنيع سلالات مأشوبة منه؛ إذ تفتقد لأيَّة جينات فيروسية ممرضة وتحتوي على تسلسل الــDNA المرغوب، وقد برهن على كونه من أكثر استراتيجيات الإيتاء الدوائي للمادة الوراثية أمانًا وفعالية (3).
المصادر: