الإفراط في شرب الكحول له تأثيرات مدمرة على الصحة، ولو لمرة واحدة فقط
الطب >>>> مقالات طبية
من المعروف أنّ الإفراط في الشرب يشكّل خطراً على السلامة الشخصية نظراً لارتباطه بحوادث السير والإصابات المختلفة. وعلى المدى البعيد، فالإفراط في الشرب يؤذي الكبد وغيره من الأعضاء. لكننا هنا نتحدث عن خطر المرة الواحدة التي قد تقود إلى تأثيرات مدمّرة للصحة، كتسرّب البكتيريا من الأمعاء إلى الدوران الدموي.
بدايةً ما هو الإفراط في الشرب "Binge Drinking"؟
هو، كما عرّفه المعهد الوطني لإساءة استخدام الكحول والإدمان عليه في الولايات المتحدة (NIAAA)، تناول الكحول إلى درجة ترفع تركيزه في الدم إلى 0.08% غ/دل (أي 80 مغ كحول في كل 100 مل من الدم). وعند الشخص البالغ، فهذا يعادل شربه لخمسة مشروبات كحولية فما فوق بالنسبة للرجال، أو احتساء أربعة مشروبات فما فوق بالنسبة للنساء، خلال ساعتين، وكلّ بحسب وزن جسمه (فكلما نقص الوزن كان عدد المشروبات اللازمة لرفع مستوى كحول الدم أقل).
يقول أحد القائمين على الدراسة- وهو أستاذ في كلية الطب في جامعة ماساتشوستس: "لقد وجدنا أن حفلةً كحولية صاخبة من هذا النوع قد تكون كافيةً لتفعيل الجهاز المناعي، الأمر الذي من المحتمل أن يؤثر بصور مختلفة على صحة الأفراد الأصحاء. حفلات أو جلسات الإفراط في الشرب هذه قد تكون أخطر بكثير مما كنا نظنّ سابقاً!".
لوحظ أنّ الإفراط في الشرب ولو لمرة واحدة فقط من الممكن أن يؤثر سلباً وبشكل كبير على الصحة، مؤدياً إلى ارتفاع خطر تسرب البكتيريا من الأمعاء إلى الدم، وبالتالي ارتفاع مستوى السموم (الذيفانات toxins) التي تفرزها تلك الجراثيم في الدم.
وقد أظهرت الدراسة أنّ هذه السموم البكتيرية المسمّاة بالذيفانات الداخلية endotoxins تؤدي إلى تحفيز الخلايا المناعية التي تلعب دوراً في إحداث الحمّى والالتهابات وتخرّب الأنسجة.
ولتقييم أثر الإفراط في الشرب، درست حالة 11 (إحدى عشَرَ) رجلاً و 14 (أربع عشرةَ) امرأةً قاموا بشرب الكحول بمقدار يرفع تركيزه في دمهم إلى 0.8 غ/دل كحد ادنى، ثم أُخذت عينات دم منهم كل نصف ساعة وعلى مدى 4 ساعات، وكذلك أُخذت عينات منهم بعد 24 ساعة.
بالمقارنة بين الرجال والنساء، لوحظ أن تركيز الكحول والذيفانات السامة في دم النساء كان أعلى مما هو عليه عند الرجال.
كما تمت ملاحظة الازدياد السريع جداً لتركيز الذيفانات ضمن الدم، وهذه الذيفانات هي عبارة عن سموم موجودة في الغشاء الخلوي للجراثيم، وتتحرّر منه عندما تتدمّر الجرثومة*. كما لوحظ وجود الحمض النووي DNA الخاص بالجراثيم ضمن الدم، مما يدل على أنها قد اخترقت الأمعاء.
إنّ هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها، ففي دراسات سابقة تم الربط بين الكحولية المزمنة وازدياد نفوذية الأمعاء، مما يسمح للعديد من المواد الضارة بالعبور من لُمعة الأمعاء والانتقال إلى مناطق أخرى من الجسم. كذلك تم ربط النفوذية الكبيرة للأمعاء وارتفاع تركيز الذيفانات السامة في الدم مع العديد من القضايا الصحية المتعلقة بالكحولية المزمنة، ومنها داء الكبد الكحولي "تشمّع الكبد الكحولي".
وبكرا إذا حدا قال لك إنو الكحول ما بيئذي إلا بعد سنين طويلة من الشرب المتواصل، وإنو مرة بالسنة إذا بدو يحتفل وياخد راحته بالشرب مو مشكلة، خليه يقرا هالمقال ويقرّر لحاله!
*يبدو أن الجراثيم المقصودة هنا هي الجراثيم سلبية الغرام G- حيث تكون الأكثر شيوعاً في الأمعاء، لأن السموم (الذيفانات) الجرثومية في هذه الفئة من الجراثيم هي التي تشكل جزءاً من الجدار الخلوي وتتحرر بتدمير الخلية الجرثومية، على عكس الجراثيم إيجابية الغرام G+ التي تفرز الذيفانات إلى خارج الخلية الجرثومية وهي على قيد الحياة، ويمكن للذيفان أن يتسبب بالأعراض المرضية المميزة للنوع البكتيري حتى بغياب الجرثوم الذي أفرزه- أي بشكل مستقل، ولا داعي لتدمير الخلية الجرثومية في هذه الحالة.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: © kmiragaya / Fotolia