سرطان البروستات:

يعتبر سرطان البروستات أشيع السرطانات التي تصيب الذكور، وهو ثاني أشيع سبب للوفاة عند مرضى السرطان الذكور (بعد سرطان الرئة)، يصيب السود أكثر من البيض، ويزداد معدّل حدوثه مع التقدم بالعمر.

في البداية دعونا نتعرف على غدة البروستات؛ موقعها ووظيفتها:

تتوضّع غدّة البروستات أسفل المثانة وتحيط بالإحليل البروستاتيّ prostatic urethra، تحاط بمحفظة ، ويفصلها عن المستقيم لفافة تدعى "اللفافة الدينونفيلييه Denonvilliers aponeurosis" أو الحاجز المستقيمي المثاني.

تقوم هذه الغدة بإفراز سائل يقوم بتغذية وحماية النطاف، ففي أثناء القذف تقوم البروستات بالتقلص دافعةً بهذا السائل إلى الإحليل حيث يختلط مع النطاف ليشكّلا معاً ما يسمى بالسائل المنوي.

حسناً إذاً ، ما هي الأعراض التي يسببها سرطان البروستات؟

في الحقيقة إنّ المراحل الباكرة من سرطان البروستات تكون بدون أعراض وعادةً ما يتم التشخيص هنا من خلال المسح الدوري screening لهذا السرطان (عن طريق قياس عيار المستضدّ البروستاتي النوعي في الدم PSA، مع إجراء المسّ الشرجي أو ما يعرف بفحص DRE)، أما في المراحل المتقدمة يشتكي المريض من أعراض مختلفة نذكر منها:

• عدم القدرة على التبوّل (احتباس البول).

• ضعف الرشق البولي، أو التبوّل بشكل متقطع.

• صعوبة البدء بعملية التبوّل.

• زيادة عدد مرات التبول (ولكن بكميات بول قليلة) وخاصة في الليل .

• بيلة دموية (أي وجود الدم في البول).

• عسرة التبول أي ألم أو حرقة في أثناء التبول.

إن الأعراض البولية السابقة تنتج عن المرض المُوضَّع (أي قبل انتشاره بعيداً) نتيجة ضغط السرطان على الإحليل مما يؤثر على جريان البول فيه فيتظاهر بالأعراض سابقة الذكر*.

أما الأعراض التي يعاني منها المريض عند انتشار السرطان فتشمل:

• فقد الشهية ونقص الوزن: كحال جميع السرطانات، حيث أن الخلايا السرطانية التي تتكاثر بسرعة تستهلك جزءاً كبيراً من طاقة ومغذّيات الجسم.

• فقر الدم.

• ألم عظمي مع أو بدون كسور مرضية (أي الكسور التي تحدث بدون رضّ أو برضّ خفيف) وسببها النقائل (metastases) العظمية.

• أعراض عصبية ناتجة عن انضغاط الحبل الشوكي (تحدث عندما تضغط النقائل الورمية الفقرية على النخاع الشوكي)، حيث تسبب شللاً في الطرفين السفليين وانفلات مصرّات.

• ألم ووذمة في الطرفين السفليين نتيجة انسداد العود الوريدي واللمفاوي عند وجود نقائل إلى العقد اللمفاوية (حيث تتضخم هذه العقد وتضغط على الأوعية الوريدية واللمفاوية).

ومن أهم الاختلاطات التي تصيب مرضى سرطان البروستات: "القصور الكلوي" الذي ينتج بسبب ارتشاح (infiltration) الورم في الفوهات الحالبية فيقوم بسدّها، أو نتيجة النقائل إلى العقد اللمفاوية خلف البريتوان التي تضغط بدورها على الحالب مانعةً مرور البول من الكلية إلى المثانة.

الآن من هم أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا السرطان؟

لمعرفتهم يجب أن نتعرف على عوامل الخطورة التي تجعل الشخص (في حال وجودها) مؤهّباً أكثر من غيره للإصابة بهذا المرض:

1. التقدم بالعمر: حيث تزداد نسبة الإصابة كلما تقدمنا بالعمر، ومعظم المرضى يتم تشخيصهم بعد سن الـ 50.

2. القصة العائلية لسرطان البروستات: فالطفرات التي تسبب سرطان البروستات يمكن توارثها.

3. العِرق (السلالة): فالأمريكيون الأفارقة (السود) هم الأكثر عرضة للإصابة في الولايات المتحدة.

4. الإصابة بالفيروس الحليمومي البشري HPV وفيروس إبشتاين بار EBV.

كيف يتم تشخيص سرطان البروستات ؟ يتم التشخيص من خلال:

1. المسّ الشرجي (Digital Rectal Examination):

حيث يقوم الفاحص بجسّ غدة البروستات عبر المستقيم ويقوم بتحديد وجود ضخامة أو وجود عُقيدات (nodules) يقوم بتحديد صفاتها من حيث الحجم والقوام والقساوة ودرجة الإيلام.

2. عيار مستوى المُستَضِدّ النوعي للبروستات PSA (وهو أحد البروتينات التي تفرزها البروستات) حيث يرتفع عياره عند معظم المرضى، ولكن هناك نسبة حوالي 25% من المرضى يكون عيار الـ PSA لديهم أقل من 4 نانوغرام/مل (أي ضمن الطبيعي).

3. الخزعة (Biopsy): وهي خزعة موجهة بالإيكو عبر المستقيم.

هل يمكن الوقاية من سرطان البروستات؟

في الحقيقة لا يمكن الوقاية من سرطان البروستات، ولكن يمكن كشفه مبكراً عن طريق إجراء المسح الدوري لكشف الإصابة، حيث يقوم الشخص بإجراء فحص سريري (مس شرجي) إضافة إلى اختبار عيار PSA.

متى ينبغي البدء بالمسح الدوري؟

قامت الجمعية الأمريكية للسرطان بوضع التوصيات الخاصة بالمسح وهي:

• الذكور بعمر 50 سنة ممن لديهم مأمول حياة (أي العمر الذي نتوقع أن يعيشه الشخص، ويتم تحديده بناء على عوامل مثل العمر والأمراض الأخرى) أكثر من 10 سنوات.

• الذكور الأمريكيين الأفارقة بعمر 40-45 سنة ، والذكور الذين لديهم قرابة من الدرجة الأولى؛ شخص أصيب بسرطان بروستات بعمر أصغر من 65 سنة.

• الذكور بعمر 40 سنة ممن لديهم أكثر من قرابة من الدرجة الأولى؛ شخص أصيب بسرطان بروستات بأي عمر.

علاج سرطان البروستات:

باختصار سنذكر العناوين الرئيسية للعلاج.

1. الاستئصال الجذري للبروستات.

2. تجريف البروستات عبر الإحليل TURP.

3. العلاج الإشعاعي (الداخلي والخارجي)

4. العلاج الهرموني (العلاج بالحرمان من الأندروجين) وذلك باستئصال الخصيتين أو بإعطاء مضادات الأندروجين.

5. العلاج الكيماوي .

6. المراقبة .

*بعض الأعراض المذكورة يمكن أن تنتج أيضاً عن ضخامة البوستات الحميدة (غير السرطانية)، كزيادة عدد مرات التبول أو ضعف الرشق البولي.

المصادر:

هنا

هنا

مصادر الصورة:

هنا

هنا