اللاارتخائية (Achalasia)
الطب >>>> معلومة سريعة
السبب الدقيق للاارتخائية غير معروف، ويوجد عدة نظريات عن أسبابها كالاشتباه بوجود عدوى فيروسية أو استجابات مناعية ذاتية، وفي حالات نادرة بسبب اضطرابات وراثية، ولكن يعتقد الباحثون أنها قد تحدث بسبب فقدان الخلايا العصبية أو ضمورها في المريء المسؤولة عن تنظيم الضغط والاسترخاء في المعصرة المريئية السفلية، وذلك عبر ناقلات عصبية مُنبِّهة (الأستيل كولين، المادة P) أو مثبِّطة (نتريك أوكسيد، الببتيد المعوي الوعائي).
ويسبب فقدان هذه الخلايا خللًا في التوازن بين التثبيط والتنبيه يؤدي في النهاية إلى فشل استرخاء المعصرة (1,2,3)، وإصابة المريء بالشلل والتوسع مع مرور الوقت وفقدان القدرة على دفع الطعام والسوائل نحو المعدة وتجمعه في نهاية المريء (2,3).
تظهر أعراض اللاارتخائية تدريجيًّا وتتفاقم مع مرور الوقت، وتشمل:
- عسرة بلع (الأكثر شيوعًا)، وهي عدم القدرة على البلع، يصفها المريض ببقاء الطعام أو الشراب عالقًا في الحلق.
- قلس (ارتجاع) المواد الطعامية و اللعاب.
- التجشؤ.
- التقيؤ.
- خسارة الوزن.
- شعور بحرقة المعدة.
- قد تسبب المواد الطعامية تشنج الحنجرة، نوبات من السعال (الليلي)، الالتهاب القصبي والرئوي، ضيقًا في التنفس.
- ألم صدري (1,2,3).
قد يحدث تشخيص خاطئ للاارتخائية؛ وذلك بسبب تشابه الأعراض مع أعراض الاضطرابات الهضمية الأخرى، ويعتمد التشخيص على:
- قياس ضغوط المريء: يقيس هذا الاختبار تقلصات عضلات المريء عند البلع، والتنسيق والقوة التي تمارسها عضلات المريء، ومدى ارتخاء المعصرة المريئية السفلية أو انفتاحها في أثناء البلع.
- الأشعة السينية: تُلتقط صورُ الأشعة بعد شرب سائل (الباريوم) الذي يكسو البطانة الداخلية للمريء ويملؤها؛ وبذلك السماح برؤية ظليلة للمريء والمعدة، وتعطي الصورة الشعاعية الظليلة في حال الإصابة باللاارتخائية مظهر (منقار الطائر)، وتوسع الباريوم في المريء وتراكمه.
- التنظير الهضمي العلوي: وذلك بإدخال منظار ورؤية الجزء الداخلي للمريء وفحصه، وأيضًا جمع عينات نسيجية (خزعات) لفحصها ومراقبة حدوث المضاعفات، واستبعاد وجود السرطان (1,4).
يعتمد العلاج على العمر، والحالة الصحية وشدة اللاارتخائية، ويهدف إلى تخفيف الأعراض من خلال العمل على إرخاء المعصرة المريئية السفلية أو توسيعها لكي تستطيع الأطعمة والسوائل الانتقال بسهولة عبر المريء، وتشمل الخيارات العلاجية المتاحة علاجات غير جراحية و أخرى جراحية.
العلاجات غير الجراحية:
- دوائية (حاصرات أقنية الكالسيوم أو النترات)، لها تأثير علاجي محدود وآثار جانبية شديدة، وتستخدم لدى المرضى المسنين الذين لا يمكنهم الخضوع للعلاجات الأخرى.
- التوسيع بالبالون بواسطة التنظير الهضمي، ويحتاج ما يقارب ثلث المرضى الذين عولجوا بالتوسيع إلى تكراره في غضون 5 سنوات.
- حقن البوتوكس (الذيفان الوشيقي) المباشر في المعصرة السفلية، لكنه لا يستمر أكثر من 6 أشهر، ويوصى به لغير المرشحين للتوسيع بالبالون أو الجراحة.
تتضمن الخيارات العلاجية الجراحية البضع العضلي للمعصرة المريئية السفلية "عملية هيلر"، والبضع العضلي عبر المنظار الفموي، لكن يبقى استئصال المريء هو الملاذ الأخير لبعض المرضى (1,4).
المصادر: