هل يوجد علاقة بين الألم الصدري وارتفاع التوتر الشرياني؟
الطب >>>> معلومة سريعة
قد يتطوّر لدى المريض الذي يعاني ارتفاعاً مزمناً في الضغط الشرياني ما يسمّى بالداء القلبي بفرط ضغط الدم Hypertensive heart disease، و يمثل ذلك التغيرات البنيوية والوظيفية الحاصلة في عضلة القلب نتيجة العمل الزائد الذي تبذله لضخ الدم في مواجهة الضغط المرتفع، و من هذه التغييرات حدوث اضطراب في التروية الدموية للعضلة القلبية؛ ما يعني أن المصابين بالداء القلبي المفرط التوتر أكثر عرضة لاحتشاء العضلة القلبية Myocardial Infarction (Heart Attack) الذي غالباً ما يتظاهر كألم صدري ضاغط أو عاصر أو حارق، وقد ينتشر إلى الظهر والرقبة والفك والطرفين العلويين (أحدهما أو كلَيهما)، بالإضافة إلى قصور القلب واضطرابات نظم القلب و السكتة الدماغية (1,2,3).
من جهة أخرى؛ من الممكن أن يعاني مريض ارتفاع الضغط الشرياني ألماً صدريَّاً حتى إن لم توجد مشكلة في تروية القلب، فقد أظهرت بعض الدراسات أن الشريان الأبهر Aorta (الشريان الرئيسي الذي يخرج من القلب ويوزع الدم إلى أنحاء الجسم) يخضع في حالة ارتفاع التوتر الشرياني المزمن إلى تبدلات تؤدي إلى زيادة صلابته؛ أي نقص في قدرته على التمدد، ما يعني حدوث تمطط سريع لجدار الأبهر عند بذل الجهد وظهور ارتفاع مفاجئ في الضغط الدموي في الأبهر المتصلّب؛ منبهاً بذلك الألياف العصبية الأبهرية الناقلة للألم؛ الأمر الذي يسبب ألماً صدرياً. كذلك فإن زيادة صلابة الأبهر قد تؤثر بطريقة معينة في تروية القلب؛ مساهمةً في ظهور آلام صدرية.(4)
ويكون مرضى ارتفاع التوتر الشرياني في خطر أكبر للإصابة بتسلُّخ الأبهر Aortic Dissection؛ وهو انفصال طبقات جدار الأبهر عن بعضها، ويكون التظاهر الكلاسيكي له ألم صدري شديد مُمَزِّق يبدأ بدءاً مفاجئاً، وعلى الرغم من التطور الحاصل في مجال التشخيص والعلاج؛ فإن وفيات مرضى تسلُّخ الأبهر لا تزال مرتفعة مع الأسف(5).
وقد وُجِد أن النساء اللاتي هن في سن الأياس (الضهي) أو بعده؛ ويعانينَ ارتفاع التوتر الشرياني؛ يكنَّ أكثر عرضة لاضطراب الأوعية الدقيقة المروّية للقلب، وهذا يسبب آلاماً صدرية بدوره أيضاً، وتبيَّن أن لعوز الأستروجين الحاصل في فترة الأياس دوراً مهماً في ذلك (6).
وفي الختام؛ لابد أن ننوه إلى أن الألم الصدري قد يكون عَرَضاً عابراً ناجماً عن تشنج عضلي بسيط؛ أو قد يكون تظاهُراً لمشكلة أكثر خطورةً، ولكن؛ يجب طلب المساعدة الطبية عند حدوثه لاسيما عند مرضى القلب والأوعية كارتفاع التوتر الشرياني، فيجب وصف الألم للطبيب و إخباره في حال وجود أي مشكلة مرضية. إضافة إلى ذلك؛ فمن الضروري أن يلتزم مرضى ارتفاع التوتر الشرياني بالأدوية التي يصفها الطبيب و بالزيارات الدورية للمتابعة.
المصادر: