الكذب تحت مجهر العلم
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
قد تنجح الكذبة ولكن ذلك لأننا ندرك أن ذلك السؤال أو غيره كان طلباً للمجاملة أو اختباراً لمقدار الحب والوفاء!
يقول عالم الأعصاب Sam Harris في كتابه 'الكذب'، أنه حتى في مثل هذه الحالات يجب دائماً أن نقول الحقيقة لأننا عندما نكذب نحجب الواقع عن الطرف الآخر وهذا غالباً ما يؤذيهم بطرقٍ لم نقصدها.
قمثلاً قد يتصرّف هؤلاء الناس بناءً على كذبنا، أو قد يخفقون في حلّ مشاكلهم الّتي كان من الممكن حلّها فقط لو أعطيناهم معلومات صريحة وواقعية!
كما يقول Harris إن كذبةً بيضاء صغيرة قد تقود في أغلب الأحيان إلى كذبة سوداء كبيرة: "قريباً جداً سنرى أنفسنا نتصرف كمعظم الناس، نخبئ الحقيقة أو حتى نكذب جهراً دون حتى أدنى تفكير بالكارثة، والثمن قد يكون باهظاً جداً".
يعتبر الحلّ العمليّ لهذه الظاهرة بالتفكير بوسيلةٍ لإيصال الحقيقة سالمة. فقد لاحظ Harris في بحثه أن أغلب أشكال الكذب بما فيها 'الكذب الأبيض' كانت في محاولة لمداراة مشاعر الآخرين وخصوصاً في العلاقات الاجتماعية الضعيفة.
بالطبع معظمنا لا يقصد الأذى بكذبته، الا أننا نخفي الحقيقة لنشعر نحن ومن حولنا بالراحة.
يقول الاقتصاديّ Dan Ariely أننا نكذب بمعدل 10%، ففي تجربة أجراها على عينة من الناس عن طريق اعطائهم نقوداً مقابل كل جوابٍ صريحٍ يدلون به، تبيّن أن مقدار الكذب قلّ عند زيادة المال ولكن بشكلٍ طفيف.. فالكذب برأيه هو شكلٌ من خداع النفس يمكننا من خلال كذباتٍ صغيرة من رفع معنوياتنا مع بقاء الشعور بالنزاهة! ولكن هذا لا ينطبق على الكذبات من النوع الأكبر.
من جهةٍ أخرى، اختبر أخصّائيون نفسيّون فرضيّة أنّ "النّاس أكثر استعدادا للكذب عندما يستطيعون تبرير كذبهم لأنفسهم" ونشروا بحثهم تحت عنوان 'الصدق يحتاج لوقت (وقلة التبريرات)"'' في مجلة الـ Psychological Science عام 2013.
حيث طلب الباحثون من المفحوصين دحرجة قالبٍ ثلاث مرات بحيث لا يرى الفاحصون الرقم الّذي يظهر! وطلبوا منهم أن يخبروهم بأول رقم يظهر على القوالب ليعطوهم مقابله نقوداً (كلما كان الرقم أكبر كلما زادت النقود :$ !!) ولكن رؤية المشاركين للأرقام الثلاثة أعطتهم الفرصة بتعديل الرقم الأول بهدف إعطاء الفاحصين أكبر رقم ظهر! لأنه ظهر بالفعل ولكن ليس أول مرة... نعم لقد كانت هذه كذبتهم المبررة!
وقد كان على بعض المفحوصين إعطاء نتائجهم خلال 20 ثانية فقط بينما أُعطي بعضهم الآخر وقتاً غير محدود. وعلى الرّغم من أن كلتا المجموعتين كذبتا، إلا أن أولئك الذين منحوا وقتا أقل كانوا أكثر استعدادا للكذب..
وفي تجربةٍ أخرى كان على المفحوصين دحرجة القالب مرة واحدة ثم إعطاء الرقم، وكالتجربة السابقة كذب أصحاب الوقت المحدود بينما لم يكذب الّذين امتلكوا وقتاً للتفكير.
تقترح التجربتان أن الناس مرشحون أكثر للكذب عندما يضغطهم الوقت، ولكن عندما لا يكون الزمن عاملاً مؤثراً يكذب الناس فقط إذا كان لديهم مبرر لكذبهم.
ربما علينا إعطاء وقتٍ أكبر لأنفسنا وللناس من حولنا والتفكير مليّاً فيما سنكذب وكم وعلى من وإلى متى سيؤثر هذا الكذب...
رأيي الشخصي: (هذا رأي شخصي غير مبني على أسس علمية ولا يمثل مبادرة الباحثون السوريون بل يمثل صاحبه فقط)
المشكلة مو بالكذب بحد ذاته كمبدأ إلا أن المشكلة تكمن في التواتر والنمطية... لازم نعترف أنو أغلبنا ما بيعيش بدون هالكذبات البيضا ومتل ما بيقول الدكتور هاوس "الكل يكذب". يمكن هي طبيعتنا كبشر وصعب تتغير بسبب أسلوب التربية العام العالمي مهما اختلفت تفاصيلو بين مختلف البلدان والحضارات، اتحدنا جميعاً كبشر بحاجتنا بكتير أحيان للكذب لنصلح شي معين أو نجامل أو نخبي حقيقة مؤذية و"غير مفيدة"... أنا ما بشوف بهالمقال دعوة للقضاء النهائي عالكذب لأنو متل البحث عن المدينة الفاضلة أنا بشوف أنو لازم نفكر شوي وناخد وقتنا قبل كذبة ونوازن بين الكذب والحقيقة بالنهاية الكون كلو قائم ع توازن القوى المتباينة والمتصارعة من توازن سوائل الجسم لتوازن الخير والشر وغيرها ...!
وأنتو شو رأيكن متابعينا؟
هنا