الخيانة وردة الفعل- بين الرجال والنساء
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
تميّز الرجال الأسوياء جنسياً من بين الجميع بكونهم الأكثر احتمالاً لأنْ تثير الخيانة الجسدية غضبهم أكثر من غيرها، حيث طُلِب من الخاضعين للدراسة أن يتصوروا قيام الشريك بمطارحة الفراش مع شخص آخر دون وجود عواطف أو مشاعر تجمع بينهما (خيانة جسدية)، ثم أن يتصوروا وقوع الشريك في الحب مع شخص آخر دون وجود علاقة جسدية (خيانة عاطفية)، وقد اتضح أن 54% من الرجال الأسوياء جنسياً أزعجتهم الخيانة الجسدية أكثر من وجود رابط عاطفي بين الشريكة والطرف الثالث. 35% فقط من النساء السويّات جنسياً كنّ قد انزعجن من الخيانة الجسدية أكثر من انزعاجهن من الخيانة العاطفية. أما بالاعتماد على السن؛ فإن الخيانة الجسدية كانت أكثر إزعاجاً من الخيانة العاطفية بالنسبة للمشاركين الأصغر سناً مقارنة بالمشاركين الأكبر سناً، وذلك بغضّ النظر عن الجنس والميول الجنسية.
ترواحَت رُدود الأفعال حِيَال الخيانة المُحتملة بدءاً من الشعور بالغيرة وانتهاءً بإظهار المزيد من الوِدّ والاهتمام بالشريك في محاولة لاستعادتِه. وبما أنّ الغيرة قد تعمل على إشعال الفتيل لارتكاب تصرفات عنيفة وخَطِرة؛ وجب علينا أن نفهم الأمور الأكثر إثارة للغيرة. وبغضّ النظر عن كون الخيانة جسدية أو عاطفية، فهي تُؤذي الرجال والنساء بكافة ميولهم، والأمر يعتمد فقط على ما يرون أنه أكثر إيذاءً لهم. لكن لمَ تثير الخيانة الجسدية سخط الرجال أكثر من الخيانة العاطفية؟ قد تكمن الإجابة خلف المشكلة التي يواجهها الرجال والتي لن تواجهها النساء يوماً، وهي الشكوك حول الأبوّة. يبقى سؤال "من هو الوالد؟" بارزاً في ظل الخيانة الجسدية، وتبقى الشكوك تساور الرجل حول كون الطفل يعود إليه. إن تصوّر الرجل بأن المرأة التي ستنجب أطفاله تطارح الفراش مع شخص آخر يشكّل للرجل تهديداً غريزياً، حتى لو لم يكن الرجل يخطط للإنجاب مع شريكته، وحتى وإن كانت الشريكة غير قادرة على الإنجاب، فهذه الغريزة ستبقى موجودة دوماً.
الفرضيّة الأُخرى هي أنّ الرجل السوي قد اعتاد على أن يعتقد أنّهُ بحاجة للكفاءة الجنسية كموطن للقوة. نحن نرى هذا الأمر في مملكة الحيوان، فالأسد يفرض سلطته على أُنثاه لأنها ضمن ملكيّته. هذا الأمر مُشابه لما يحدث بين البشر لكنه ذو ستار أكثر أناقة، فقد تأثرت ردود الأفعال تجاه الخيانة الجسدية مقابل الخيانة العاطفية بعوامل اجتماعية وبيئية وشخصيّة.
من جهة أُخرى لم يبدِ الأشخاص ذوي الميول الجنسيّة الأُخرى نفس القدر من الانزعاج، وتشابهت ردود الأفعال لدى مثليي الجنس وثنائيي الجنس، رجالاً ونساء، إلى حد كبير حيالَ الخيانة الجسدية والعاطفية. إلا أن Frederick يؤكد أنّ البحث ليس كافياً بعد لتفسير السبب وراء عدم امتلاك الرجال ذوي الميول الجنسية الأخرى لردة الفعل القوية التي تنشأ لدى الرجال الأسوياء جنسياً.
المصادر:
هنا