إن أمر سلامة الأطفال وأمنهم هو واحدٌ من الركائز الأساسية لرعاية التنشئة؛ إذ لا يمكن للأطفال الصغار حماية أنفسهم عندما يكونون عرضةً للخطر غير المتوقع أو الألم الجسدي أو الضغط النفسي (1). وتُساعد إجراءات سلامة الأطفال على الحدِّ من تعرُّضهم للمخاطر؛ فهم مُعرَّضون للحوادث كثيرًا، وتتطلب سلامتهم مناهج مختلفة عن تلك الخاصة بالبالغين (2). تقع مَهمَّة حمايتهم على عاتق الوالدين غالبًا ويبقى الأمر منوطٌ بهم للتعرُّف إلى بعض إجراءات السلامة في منازلهم ومجتمعاتهم.
أبرز المخاطر التي يُمكن للطفل التعرض لها:
مخاطر الإصابات الجسدية: يمكن للأطفال الصغار أن يلمسوا ويبتلعوا الأشياء التي يمكن أن تؤذيهم بمجرد أن يصبحوا في عمرٍ يُمكِّنهم من الحركة، وتكون البيئة غير النظيفة أو غير الآمنة مليئة بالتهديدات المحتملة (1)، مثل الإصابات في المنزل التي تتضمن السقوط والتسمُّم والاختناق والحروق والغرق (3).
مخاطر الإصابات النفسية: يمكن أن يشعر الأطفال الصغار بالخوف الشديد عندما يُهدَّدون بالتخلي عنهم أو معاقبتهم، وكثيرًا ما يُعاقب الأطفال الصغار في مُعظم أنحاء العالم بقسوة عن طريق ضربهم. وتُسبِّب هذه التجارب خوفًا وتوترًا للطفل غيرَ مُسيطَر عليهما، ويمكنهما أن يبرمجا أنظمةَ استجابة الطفل الصغير بطرائق يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عاطفية وعقلية واجتماعية؛ الأمر الذي يعلِّم الأطفال عدم الثقة في البالغين أو التصرف بعدوانية تجاه الأطفال الآخرين (1).
السلامة الجسدية تتمثَّل إجراءات السلامة والوقاية من الإصابة عند الأطفال الصغار بضرورة توقُّع المخاطر والعمل على منعها قبل حدوثها، ولأن الأطفالَ يحبون اللعب والاستكشاف؛ فهم يحتاجون أماكن آمنة من أجل اللعب، وأفراد بالغين لمراقبتهم وتعليمهم ما يفعلون لكي يبقوا بأمان، ومن بعض هذه الإجراءات:
في المنزل:
الاحتفاظ بجميع الأدوية والمنظفات والمنتجات الضارة بعيدًا عن متناول الأطفال.
استعمال الأقفال للخزائن، والأغطية لمقابس الكهرباء.
أن تكون أسرَّتهم بجوانب ثابتة وإبعادها عن النوافذ.
استخدام ستائر دون حبال إن أمكن.
إدارة مقابض أواني الطبخ إلى الجزء الداخلي من الموقد.
استعمال كاشف الدخان.
إبعاد الولاعات عن متناول الأطفال.
الحرص على عدم وضع الأطفال الأشياءَ الصغيرة في أفواههم.
عدم ترك الطفل وحده في حوض الاستحمام أو قريبًا من المياه عمومًا.
خارج المنزل:
استخدام واقي الشمس.
تعليم الطفل أن يبقى بعيدًا عن الشارع.
مراقبة الطفل عن كثب في أثناء اللعب.
أن تكون أربطة الحذاء قصيرة ومربوطة.
في السيارة:
الحرص على جلوس الأطفال دون 13 عامًا في المقعد الخلفي حصرًا.
عدم ترك الطفل وحده في السيارة.
استخدام كرسي سيارة مناسب لعمر الطفل (4,3).
التأديب والسلامة النفسية إن تأديب الأطفال جزء طبيعي من الأبوة والأمومة، وقد يعتقد بعض الناس أن (الضرب الخفيف) لن يتسبب بأيِّ ضرر، وهذا أمر خاطئ! وتكون عملية التأديب في الواقع أكثر فاعليةً عندما يساعد الوالدان الطفلَ على اختيار ما هو صوابٌ بدلًا من إجباره على التصرف بطريقةٍ معينة. وواقعيًّا؛ فإن المعنى المباشر لكلمة (التربية أو التأديب) يعني التعلم والتدريب وليس العقاب. ولا يرغب معظم الآباء والأمهات في إيذاء أطفالهم، ولكن يمكن أن يحدث ذلك في لحظة غضب لا يمكن السيطرة عليها. وغالبًا ما يؤدي فقدان السيطرة -عندما تكون غاضبًا أو محبطًا- إلى عقاب يخرج عن نطاق السيطرة، فإذا كنت تضرب طفلك لتأديبه؛ بعد فترة من الوقت سيتبيَّن أنك بحاجةٍ إلى الضرب أكثر من مرة، وأن مجرد هزه أو نكزه لم يعد يجدي نفعًا، وإن إيذاءَه من شخص يحبه ويثق به لا يجعله يتعلَّم؛ بل يجعله خائفًا وغاضبًا وعدوانيًّا ويسبّب له معاناةً مدى الحياة (5).
المصادر:
1. A Framework for Early Childhood Development [Internet]. Nurturing Care. Nurturing care for early childhood development; 2018. Page:15 Available from: هنا
2. Mexia R. Child safety [Internet]. Encyclopædia Britannica. 2016. Available from: هنا
3. Injury Prevention Starts at Home - ECLKC [Internet]. National Center on Early Childhood Health and Wellness; Available from: هنا
4. Safety and Injury Prevention: Health Tips for Families [Internet]. ECLKC. National Center on Early Childhood Health and Wellness; 2020. Available from: هنا
5. Protecting Children: Information for parents, families and friends [Internet]. Government of Western Australia: Deptartment of Communities; Page: 5, 11, 12. Available from: هنا