كيف تؤثر الموسيقى على حياتنا
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
كلّنا مدركون أنّ الموسيقى والجو العام المحيط بنا يتماشيان مع بعضهما البعض، فمثلاً: في عشاء رومانسي هادىء، نستمع إلى الموسيقى الهادئة، في حين نستمع إلى موسيقى قوية ومفعمة بالحيوية عند أدائنا لعملٍ بدني أو عند التدريب أو مصادقة الآخرين في مجموعات، أما المزارعون والذين يعملون على زيادة الإنتاج فهم يعزفون الموسيقى لحيواناتهم.
وتلخَّص الموسيقى التي تؤثر علينا بعناصر أساسية هي: السرعة Tempo والإيقاع Rhythm، وطبقة الصوت أو النغمة pitch واللحن melody والانسجام (التناغم) Harmony.
*السرعة و الإيقاع:
تؤثّران على إدراكنا تأثيراً مادياً فورياً، حيث أنّ إيقاع أي شيء يوحي لنا بالحركات التي تتكرر كثيراً أو قليلاً لتحديد هذه الطبيعة المتكررة للنبضات الضمنية، بالرغم من أنّ سرعة المقطوعة الموسيقية قد تكون بطيئة وهادئة.
- تميل الموسيقى إلى أن تكون فيها سرعات ثابتة وغالباً ما تكون مقاسةً بعدد النبضات في الدقيقة (أي عدد الأزمنة الموسيقية في الدقيقة، فإذا كانت سرعة المقطوعة 60 مثلاً فهذا يعني أن كل زمن موسيقي يعزف فيها مدته ثانية واحدة، وإذا كانت 120 هذا يعني أن الزمن مدته نصف ثانية، وهكذا).
- وكما تشهد الملاحظات اليومية البسيطة فإنّ أكثر أنواع الموسيقى تكون سرعتها في المجال 50-200 نبضة في الدقيقة، مثلها مثل الحد الأقصى لنبضات قلوبنا.
سرعة الموسيقى:
- إنّ سرعة أي مقطوعة موسيقية تعادل تقريباً نبضة القلب التي تتماشى مع الحالة العاطفية أو الانفعالية التي يودّ المؤلّف التعبير عنها أو إيصالها لنا.
- أقل من 60 نبضة في الدقيقة غالباً ما تكون موسيقى هادئة جداً ومتعمقة وحزينة (أو ربما كئيباً).
- (60-80) نبضة في الدقيقة تكون هادئة ومريحة.
- (80-100) نشيطة باعتدال {على نحو هادىء}.
- فوق ال100: متحمّسة ونشيطة جداً ومهيّجة.
- السرعة الأكثر شيوعاً هي في المجال (80-120) نبضة في الدقيقة.
فالموسيقى والحركة ترتبطان ارتباطاً وثيقاً، وبوسعنا تشبيه الموسيقى بأنّها حركة عبر الزمن، وبهذا فنحن نربط أنفسنا بالموسيقى بصورة لا شعورية كلما أردنا الكلام أو المشي أو الركض أو الرقص أو امتطاء الأحصنة، وغيرها من النشاطات.
**النغمة أو طبقة الصوت Pitch:
لها تأثيرها الخاص على إدراكنا، حيث تعتمد على كيفية فهمنا للأصوات والموسيقى المزوّدة بالمقاييس الأساسية من العالي والمضيء والمبتهج والسعيد، إلى المنخفض والمظلم والحزين والمشؤوم.
عموماً، تُحدِث الأشياء الكبيرة مع بعضها البعض ضجةً شديدة عالية؛ سواء أكانت أعمدة طويلة من الهواء أو أوتاراً طويلة في آلة موسيقية أو وعاءً كبيراً أو خطواتِ حيوانٍ ضخم، أو أي شيء كبير آخر (وهنا تكون طبقة الصوت الناتجة منخفضة). وعلى العكس من ذلك، فالآلات الموسيقية الأصغر والأعمدة القصيرة من الهواء والأوتار الصغيرة للآلات الموسيقية وخطوات الحيوانات الصغيرة تُحدث ضجّةً أعلى (وبالتالي طبقة صوت عالية).
يكون لحنٌ ما مفضلاً على غيره إذا كانت الأصوات فيه قريبةً من بعضها البعض مع فواصل زمنية متنوعة متناغمة ومنسجمة فيما بينها، وإذا كان الإيقاع مماثلاً لإيقاع الكلام. وغالباً ما نعتبر اللحن جيداً إذا كان بمقدورنا أن نؤدّيه غناءً أو دندنةً أو صفيراً.
***يتألف اللحن Melody من تسلسل خطي من النغمات، حيث يجب أن تدوم النوطات notes لفترات لا هي بالقصيرة جداً ولا بالطويلة جداً، وألّا تبلغ الحدّ الأقصى من الزمن وفي الوقت ذاته لا تكون هناك قفزات غير ملائمة بينها.
ومع أن الآلات الموسيقية بإمكانها أن توسّع هذه الحدود بشكل ضئيل، ولكن الألحان تبقى أقرب ما تكون إلى الجمل التي صُمّمت أدمغتنا إلى أن تتكلّمها وتسمعها.
**** الانسجام (التناغم) Harmony:
هو عندما ندمج النغمات من مختلف الطبقات الصوتية، مع بعضها بطريقة تفضي لإصدار الأصوات المنسجمة والنغمات المتآلفة major chords.
- و تكون هذه النغمات المنسجمة حاضرةً دائماً بدرجات متفاوتة في جميع النوطات، كما تساعد نسبُها (الأنصاف والأرباع والأثلاث... ) في إعطاء الأصوات رنّاتها وألوانها الفريدة.
المصدر: هنا