الوجه الآخر لتشارلي شابلن.
الموسيقا >>>> تعرف إلى موسيقيي العالم
(Charlie Chaplin)
تراقصت الأضواء متألّقة في سماء تشارلي شابلن الذي اشتُهر بأفلامه الصامتة والساخرة والتي أبدع فيها ببلاغة صمته، ولكن كثيراً ما حجبت هذه الأضواء بريقاً متلألئاً بسبب كونه أقلّ شهرةٍ ولأن الكثيرين كانوا يجهلونه ألا وهو إبداعه في تأليف الموسيقى التصويرية والتي أهملها الإعلام والنّقاد.
ولد تشارلي شابلن في لندن في 16 نيسان/أبريل من عام 1889، لوالدين مغنيين وممثّلين.
تعلّم تشارلي الغناء عندما كان طفلاً من أمه (Lily Harley) حيث كان هذا هو اسمها الفني، وكان أوَّل ظهور له في سن الخامسة عندما حلَّ محل والدتهِ المريضة على خشبة المسرح.
شعرَ أنَّ حبَّه للموسيقى ينبعُ من طفولة غارقة في الأغاني والفالس (waltz)، وكان يجلس لساعات طويلة يعزف على البيانو و التشيلو، كما عَمِلَ في المسرح في مجال الرقص النقري (clog-dancing)، حيث انضمَّ إلى الفرقة الراقصة "فتيان اللانكشاير الثمانية" وفي عام 1908 انضم إلى فرقة فن التمثيل الإيمائي فريد كارنو (Fred Karno).
على الرغم من أنَّه لم يخضع للتدريب الموسيقي ولم يستطع قراءة النوتة الموسيقية، استطاع شابلن أن يُبدع في التأليف الموسيقي بفضل أذنهِ الموسيقية وموهبته الفطرية، وعن طريق اعتماده على المساعدين الموسيقيين في ترجمة أفكاره إلى موسيقى تصويرية، ويقول الملحن والمايسترو كارل ديفيسCarl Davis) ): "لم يكن شابلن موسيقياً مدرباً تدريباً رسمياً بأي شكل من الأشكال، وكان يعرف العديد من الشخصيات الموسيقية الرائدة في عصره مثل سترافينسكي (Stravinsky )، كاروسو (Caruso )، كاسالز (Casals) وغيرهم".
تظهر عبقرية شابلن الموسيقية واضحة وجليّة في الموسيقى التصويرية المُصاحبة لأغلب أفلامه الصامتة منها والناطقة، والفيلم الوحيد الذي ربما لم تبرز فيه عبقريّته الموسيقية بأقصاها هو (The Great Dictator).
من أهم الأفلام التي تبرز فيها هذه العبقرية : كونتيسة من هونغ كونغ (Countess from Hong Kong).
فاز شابلن بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية عن فيلمه الشهير (Limelight) الذي وضَع فيه خلاصة عَبقريته في كتابة القصة والإخراج والإنتاج والموسيقى التي كأغلب مُؤلفاته لم تقتصر شهرتها على كونِها موسيقى تصويرية لقصة الفيلم ذي النهاية المأساوية أوعلى رقصة الباليه الشهيرة فيه، بل تعَدّتها لتصبح واحدة من أشهر مقطوعات الموسيقى الرومانسية والتي حملت اسم الفيلم نفسه، ومن ثم لحناً لأغنية (Eternally).
نرى أنَّ موسيقى شابلن عنصر مكمل لمفاهيم أفلامه، فإنَّه يصرُّ أن تكون الموسيقى التي يؤلفها بسيطة، أنيقة، رومانسية، وملائمة للمشهد، كما أن هناك موسيقى خاصة للمشاهد الكوميدية النشطة التي تضيف الحماس والإثارة للمشهد كما هو واضح في فيلمه ((A Dog's Life.
في فيلم Modern Timesبرع شابلن بأغنيَته الفكاهية (Titina) إلى جانِب رائِعته الموسيقية (Smile)التي نحت من خلالها ابتِسامة أمَل على وجوه البَشر وأدّاها الكثير من المغنين من ضمنهم مايكل جاكسون، كما تمَيّز فيلم (A King In New York) بمقطوعته الساحرة (Mandolin Serenade) التي باتَت من كلاسيكيات آلة الماندولين الإيطالية.
أبدع شابلن بموسيقى فيلم (The Kid) الذي يعبر عن جوهره، هذا الفيلم الممزوج بالعِبَر والفكاهة في آنٍ واحد، فقام بتأليف وتوزيع الموسيقى لتتناغَم مع القصة الموجعة للقلب.
كانت الموسيقى المرافقة للحظات المأساوية حزينة ومؤلمة تساعد على إظهار الشفقة والإنسانية ولكنها تؤدي الغرض من الكوميديا التي تظهر على الشاشة، وفي مشاهد أخرى كان هناك موسيقى تعبر عن المطاردة.
كما ظهر مزج في الألحان حيث قام بإضافة لحن مصاحب للحن آخر وكانت هذه التقنية واضحةً جداً في سباق البحث عن الذهب، خصوصاً في المشهد المشهور الذي يظهر فيه الصعلوكِ الصَغير.
لا يخفى على أحد بأنَّ شابلن كان أوّل من أرسى دعائم مدرسة الموسيقى التصويرية للأفلام بشكلها الحديث، فسبر أغوار هذه الموسيقى وشخّص حساسية وأهمية دورها بما يتناسب مع متطلبات العمل السينمائي، وكرّس الكثير من وقته لتتبوّأ هذه الموسيقى مكانة رفيعة في طاقته الإبداعية، فقد أعطت أفلامه المعنى الرائع للموسيقى وأظهرتها بأثواب ترفلُ جمالاً. كما اتَّسم شابلن بالصدق فكان عاشقاً محبّاً لما يؤمن به من أعمال وهذا ما ترك بصماتٍ في سرّ خلود موسيقاه.
شابلن في مشهد من فيلمه (Modern Times) الذي يحتوي على موسيقى لطيفة ومألوفة
Image: getty images
التُقِطَت له صورة مع عازف الكمان الكبير( Yascha Heifetz)
Image: http://www.gettyimages.com/detail/news-photo/american-violinist-jascha-heifetz-with-film-comedian-news-photo/3246335
من مؤلفاته:
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا