أهمية اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة
المكتب الإعلامي >>>> حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
تؤثر التغييرات في المجتمعات الحالية في تجارب الطفولة، ويتضاءل وقت اللعب في الهواء الطلق؛ مما يُسهم في تطوير أنماط حياة منفصلة عن العالم الطبيعي (1).
ويحدث هذا التضاؤل في فرص اللعب في الهواء الطلق نتيجةَ العولمة والتوسع التكنولوجي والنمو الحضري، إضافة إلى تنامي ثقافة الخوف من الحوادث المحتملة التي قد تحدث وتؤثر في موقف الوالدين تجاه اللعب في الهواء الطلق (1).
يُعد اللعب أمرًا مهمًّا للغاية من أجل تحقيق نمو الأطفال الأمثل؛ إذ اعترف به مفوضيةُ الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بوصفه حقًّا لكل طفل، تخرق الممارسات غير الإنسانية هذا الحق؛ كعمالة الأطفال واستغلالهم، والحرب والعنف.
وحتى أولئك الأطفال الذين حالفهم الحظ بما يكفي لوجود موارد وفيرة، والذين يعيشون في سلام نسبي؛ قد لا ينالون فوائد اللعب الكاملة بسبب أسلوب الحياة المتسارع والمضغوط الذي قد يسهم في الاكتئاب، وقد يكون مصدرًا للتوتر النفسي والقلق، ويتجلى ذلك ظاهريًّا عن طريق تجنب الطفل المدرسة، إضافة إلى أعراض جسدية مرضية (3).
يبدأ اللعب في وقت مبكر من حياة الطفل، وقد يستمر البشر في اللعب وهم بالغون، ولكن لِلَّعب في مرحلة الطفولة الأهمية الأكبر في التأثير بالإنسان، فما أهم فوائد اللعب في الطفولة؟
1. يتيح لهم استكشاف حواسهم.
اللعب الحسي؛ هو اللعب الذي يحفز حواس الطفل كاللمس والتذوق والشم والسمع والبصر والحركة والتوازن، ويعلمهم كيفية معالجة ما يختبرونه عن طريق حواسهم، ويساعد الأطفال على البَدْء بفهم العالم من حولهم منذ سن مبكرة.
2. يساعدهم على تنمية الوعي المكاني.
يستخدم الأطفال حواسهم لتكوين فكرة عن شكل الأشياء التي يتعاملون معها وحجمها ووزنها؛ بَدءًا باللعب بالمكعبات، وصولًا إلى الشعور بأشياء ذات أنسجة مختلفة عند استكشاف الخارج.
3. يمكن أن يقلل خطر الإصابة بقصر النظر (2).
4. يسمح لهم باختبار السلوكيات المحفوفة بالمخاطر بطريقة آمنة.
غالبًا ما يتجاهل مجتمع اليوم أهميةَ المخاطرة من أجل تعلم الأطفال ونموهم، إذ تقودنا ثقافة الخوف إلى الاستخفاف بقدرات الأطفال؛ ما يخلق بيئة تعليمية أكثر "خطورة" لا يتاح فيها تعلم البقاء بأمان عن طريق التجارب؛ فمن الضروري بناء رؤية أوسع للمخاطر نظرًا إلى الآثار الإيجابية المرتبطة بمشاعر النجاح والسعادة عند إتقان تحدٍّ أو مهارة جديدة (1,2).
5. يعزز تنمية المهارات الحركية الكبرى والدقيقة.
6. يساعد الأطفال على الحفاظ على وزن صحي عن طريق الأنشطة البدنية.
7. يساعد الأطفال على التطور عاطفيًّا؛ حتى قبل أن يتمكن الطفل من التحدث، ويساعدهم على تعلم كيفية التحكم في عواطفهم (2).
8- يعزز اللعب القدرات المعرفية والجسدية والاجتماعية والعاطفية؛ إذ يمكن للطفل -بواسطة اللعب- أن يخوض تجارب اجتماعية، ويحل المشكلات، ويفكر بطرائق إبداعية، ويتعاون مع الآخرين، ويكتسب معرفة أعمق عن نفسه وعن العالم، ويعزز اللعب في سن مبكرة الثقةَ بالنفس والاعتمادَ على الذات (1).
9- يستفيد الأطفال من التعرض لأشعة الشمس ومن العناصر الطبيعية والهواء الطلق في أثناء اللعب في الخارج؛ ما يُسهم في نمو العظام وتقوية الجهاز المناعة بسبب التفاعل مع العناصر الطبيعية كالتربة والاحتكاك بالميكروبات غير الضارة، فيُوفر الحماية من الأمراض (1).
10- تُوفر البيئة الخارجية حافزًا فريدًا يجذب انتباه الأطفال واهتمامهم، لأنها توفر إمكانات لا حصر لها للعب؛ كاستكشاف العصي والصخور والزهور والتربة والماء وما إلى ذلك، وهو ما يعزز الفضول والسعي إلى التعلم؛ فالأنشطة المتعلقة باللعب بالتربة والماء أمثلةٌ على فرص التعلم التي تُعَزَّز فيها المفهومات المتعلقة بالرياضيات أو العلوم أو اللغة بطريقة متكاملة، فعلى سبيل المثال: يتمكن الأطفال عند ملء الصناديق وإفراغها عدة مرات من استكشاف المفهومات المتعلقة بالوزن والحجم والوقت، واكتساب مفردات جديدة عند تعبيرهم عن تجاربهم هذه (1).
فإذا كنت تعتقد أن اللعب يلهي أطفالك عن التعلم وعن بناء مستقبل أفضل؛ ربما حان الوقت لإعادة التفكير وتغيير هذا الاعتقاد، ومثلما قال ألبرت آينشتاين "اللعب؛ هو أعلى درجات البحث العلمي".
المصادر: