د. أنور فتح الرحمن أحمد دفع الله لقب أفضل مترجم في تيد العالمية
المكتب الإعلامي >>>> مقابلات
** حبذا لو تحدثنا عن بدايتك في سنين عمرك الأولى قبل دخولك الجامعة ؟
" إسمي أنورفتح الرحمن أحمد دفع الله،ولدت في مدينة بورتسودان ، الميناء الرئيسي للسودان في الثالث والعشرين من ينايرفي عام 1978 وحصلت على تعليمي المدرسي في مدارس داني الكمبوني الابتدائية والأهلية المتوسطة وسعيد باوارث وبورتسودان الثانوية الحكومية...وكنت أشارك في الأنشطة المدرسية وفي نادي الحي الذي أقطنه، حي الشاطيء- بورتسودان من أنشطة ليالي ثقافية وغيرها. "
** ماهو مؤتمر (تيد) وماذا يقدم ؟
" تيد (بالإنجليزية: + (TED)
هي اختصار لتكنولوجيا وترفيه وتصميم. تيد سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشرالافكار الجديدة والمتميزة للعالم وترعاها "مؤسسة سابلنج الأمريكية" وهي مؤسسة غير ربحية خاصة شعارها "أفكار تستحق الانتشار".
أسس المؤتمر المهندس المعماري ورجل الأعمال ريتشارد وورمان عام 1984 وقامت مؤسسة سابلنج بامتلاك المؤتمر عام 2001 نظير مبلغ 15 مليون دولار أمريكي. "
** ماهي "مؤسسة سابلنج الأمريكية" صاحبة مؤتمر تيد وماهدفها من تمويل هكذا مؤتمرات ؟
" المؤسسة تمّول المؤتمرات من التذاكر التي تُباع بأسعار مرتفعة نسبيا ( 8500 دولار لمؤتمر تيد السنوي وتيد العالمي) وقرابة الألف دولار لمؤتمر تيد مباشر. أضافة لوجود رعاة من الشركات الكبرى مثل بي أم دبليو و سيسكو ورولكس وغوغل ومايكروسوفت وغيرهم... "
** ما علاقة دراساتك لهندسة الحاسوب والماجستير والدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات بتخصصك في الترجمة لمؤتمر تيد ؟
" ما جذبني لمؤتمر تيد كانت محادثة أرسلها لي زميلي إبراهيم موسى عن الإحصاء...
تخصصي الدقيق هو حماية خصوصية المستخدمين قبل و خلال عمليات التنقيب في البيانات.
Privacy preserving Data Mining
وقد كانت تلك المحادثة رائعة حقا من قبل عالم الإحصاء الإنجليزي بيتر دونللي حول الإحصاء وهيئة المحلفين. وكانت أفضل تسويق لعلم الأحصاء شاهدته من عالم عبر محادثة تيد.
لذا أستطيع القول بأن محادثات تيد ومؤتمراتها ذات الطبيعة متعددة التخصصات
Multi-disciplinary
أغلبها إن لم تكن كلها، متعلقة بمجال تخصصي الذي هو أيضا تقاطع عدة تخصصات، منها تعليم الآلة، والذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات والخوارزميات والشبكات العصبية والاحصاء. "
** ماهي الأسباب التي دفعتك للترجمة لمؤتمر(تيد) ؟
" لدي شغف مؤكد ومستمر منذ أول يوم استخدمت الانترنت عام 1998 بنشر المعرفة والترجمة أحد أهم أدوات نشر المعرفة. حينما شاهدت تلك المحادثة عام 2009، أول ما خطر ببالي هو أن أقوم بترجمتها ونشرها على أوسع نطاق..قادني فضول الباحث الى موقع TED.com ومنه تعرفت على مشروع كان منطلق حديثا وهو مشروع الترجمة المفتوح التابع لتيد...
والذي يعتبر من أنجح مشروعات حشد المصادر Crowd-Sourcing على الانترنت...ويشارك فيه ما يزيد على 17 ألف مترجم متطوع من جميع التخصصات...أكثر ما يجمع بينهم عدم التخصص في الترجمة وشغفهم الشديد بنشر المعرفة والأفكار.
أنا سعيد وفخور كوني جزء من مسيرة تطوير المشروع عبر المشاركة مع زملائي وزميلاتي المتطوعين في ورش عمل لتطوير المشروع ومناقشة مستقبله. وقد تم ميلاد العديد من المبادرات من ورش العمل هذه، منها منسقي الترجمة في اللغات المختلفة (يقوم منسق اللغة بالمصادقة النهائية على جودة الترجمة بعد أن يترجم المتطوع ويدققها مراجع آخر). وأحد السمات الرائعة التي يتسم بها مبادرات تيد هي الإنفتاح والسماع لأصوات المشاركين عبر تضمينهم في التطوير ودعوتهم للمؤتمر وتكريمهم بصورة مفرحة. "
** ماهدفك وطموحك من العمل بالترجمة والتطوع مع (تيدكس) ؟
" الهدف الكبير هو نشر المعرفة لكل من يحب التعلّم. لا أستطيع حصر هدفي من العمل بالترجمة والتطوع مع تيد/تيدأكس في نقاط محددة، فكل يوم تكبر الصورة...وكل ترجمة أو تدقيق أو مصادقة ترجمة ينبثق عنها شيء جديد... وأنا أشعر بالتطوّر في أفكاري وسعة أفقي مع كل ترجمة أشارك فيها... واذا كان أحد تعريفات الذكاء هو فهم العلاقة بين الأشياء (كالماء يتجمد بالبرودة مثلا) فانا أشعر بأنني أذكى كل يوم عبر هذه الترجمات...فالمتحدثون يأتون من كل العالم وبخلفيات من كل مشارب الحياة ويقدموا أفضل ما لديهم. إنها رحلة مستمرة للتعلّم. طموحي أن يستفيد من عملنا المتواضع في الترجمة كل من يستطيع الاستفادة...وأن نعمل جميعا على نشر الأفكار التي تستحق الانتشار. "
** قمت بخطوة (تيداكس الخرطوم ) بعد حصولك على رخصة (تيد) ماذا فعلت وماذا قدمت ؟
" بعد أن أنهيت عدد مقدّر من الترجمات، تم استضافتي في لقاء على مدونة تيد، شاهد ذلك اللقاء منظّم مؤتمر تيدأكس سيول (العاصمة الكورية الجنوبية)، فراسلني ودعاني للانضمام لمجتمع تيدأكس سيول، كان ذلك في نوفمبر 2009، ولم تكن لديّ فكرة عن مؤتمرات تيدأكس، فطلبت منه أن أقدّم تقديم بسيط عن السودان، فوافق على ذلك بكل ترحاب...
حضرت اللقاء الذي احتفى بنجاح أول مؤتمر تيداكس سيول... وقدمت عن السودان وذكرت أنني أول سوداني يدرس في مرحلة الدكتوراة في مجال علوم الحاسوب في كوريا الجنوبية.كانت منظمة مؤتمر تيدأكس جامعة يونساي متطوعة في فريقهم، فبادرت بدعوتي للحديث في مؤتمرهم الأول...وقد كان.
بعدها دُعيت لحضور مؤتمر تيد 2010 الأم في كالفورنيا وتم تكريمنا...وهناك قابلت مؤسسة برنامج تيدأكس (الجنوب أفريقيا لارا شتاين) وسألتني إن كنت أرغب في تنظيم مؤتمر تيدأكس في السودان...فقلت لها : "بالطبع" حالما أنتهي من الدكتوراة. دُعيت مرة أخرى للحديث في مؤتمر تيدأكسسيول عام 2010 وأنا على مشارف الانتهاء من الدكتوراة.
وقمت بالتبشير بمؤتمر تيدأكس الخرطوم في محادثتي قبل ميلاد المؤتمر الفعلي. وقد كان أن نظمنا منذ مارس 2011 أكثر من 14 مؤتمر تيدأكس في الخرطوم. قدمت مؤتمرات تيدأكس خرطوم وشباب الخرطوم الكثير من النجاحات والأفكار والمبدعين والمبدعات...على سبيل المثال، قام فريق تيدأكس العالمي باختيار تصميم المسرح - الذي صممه مصمم عمار حجر- لتيدأكس الخرطوم 2011 كأحد أفضل التصميمات من بين آلالاف التصميمات الواردة من كل انحاء العالم. وكذلك تم اعتبار محادثة عالم السياسة السوداني طارق هلال كأحدى المحادثات التي ينبغي على كل مواطن أمريكي مشاهدتها قبل الانتخابات الامريكية عام 2010.
ومن مؤتمر تيدأكس شباب الخرطوم، تم اختيار المتحدثة اليافعة وفاء الأمين من قبل الأمم المتحدة وتم دعوتها لتمثّل الشباب في مؤتمر الأمم المتحدة عام 2012. وهناك قرابة ال 20 رخصة تيداكس في السودان حاليا، من جامعات الى مدن والخ... "
** هل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط سبب لتراجع العلوم أم يجب أن تكون دافع لتطورها ؟
" لتراجع العلوم دور كبير في تراجع المنطقة بكل تأكيد...لكن الصراعات أيضاً دافع لتطور المنطقة... ربما لا نرى تطورات علمية ملموسة بالقدر الكافي لمجمل ذكاء المنطقة...لكن أعتقد ان هناك الكثير مما لم نره وأخطأه الاعلام."
** ما رأيك بالمستوى العلمي في المنطقة العربية ؟
" المستوى العلمي في المنطقة العربية متواضع...و بكل أسف المنطقة فقيرة من ناحية الإنتاج العلمي وبراءات الاختراع وعدد الحاصلين على جوائز علمية مرموقة مثل نوبل و تيد وغيرها...
أعتقد أن علينا دور كبير لنلعبه هنا في عصر الانفتاح المتاح الآن. تعاني كثير من الجامعات ومراكز البحث ضعف في الميزانيات و هجرة و هروب الأدمغة و شبه انعدام الحرية الاكاديمية والبحثية وضعف الإدارات العليا وعليه ضعف السياسات التي ترسم ملامح المستقبل.
ما عدا قليل من المبادرات الجادة هنا وهناك، الأغلبية لم تقرر بعد أن البحث العلمي مهم للغاية لتعكس ذلك في الميزانية السنوية المرصودة له.حتى في أشياء يفترض أنها خاصة بالمنطقة ومواردها الحضارية أو التاريخية أو البشرية أو الطبيعية أو غيرها... فهناك "اكتشافات" من المنطقة و حول المنطقة غير مبرر أن تأتي من خارج المنطقة!
على سبيل المثال، قام باحث سويسري أسمه تشارلز بونيه بقضاء 45 عاما ينقب في شمال السودان واكتشف حضارة كرمة التي تعتبر أول وجود حضري في شمال أفريقيا ، وأورد أن عدد الاهرامات في السودان أكثر من عددها في أي مكان آخر في العالم...لكن السودانيون آخر من يعلم ذلك ناهيك عن بقية العالم العربي أو العالم ككل! لا أريد الخوض في تفاصيل، فهي مثل الجري في حقل الألغام. لكن هناك مبادرات جيدة جدا ينبغي رعايتها والاهتمام بها حتى تُستدام وتتواصل. "
** ما رأيك أيضاً بالمستوى العلمي الذي تقدمه المواقع العربية ؟
" المستوى العلمي الأصلي قليل. ولكن لا غرابة في ذلك لأنه انعكاس للواقع! هل يستقيم الظل والعود أعوج؟ "
** مبادرة الباحثون السوريون تجمع من الباحثين السوريين من كل أنحاء العالم ما رأيك بهذه الخطوة ؟
" كوني مؤسس لمبادرة الباحثين السودانيين عام 2009، أفهم بكل وضوح أهمية هذه الخطوة الرائعة والممتازة... للسوريين قدم السبق والريادة في مناحي كثيرة ولهم أفضال لا ينكرها أي شخص ليس فقط على العالم العربي ، بل كل العالم...وأعتقد أنها شيء مفيد للغاية...أتابع منشورات الصفحة وأسعد أيضا حينما أرى أي شاب أو شابة تقوم بنشرها والاستفادة منها. الى الأمام. "
** ما هي نصيحتك للشباب العربي لتطوير المجتمع علمياً وفكرياً ؟
" نصيحتي لهم هي الانفتاح وعتق عقولهم من ظلمة الانغلاق والتصلّب والتطرف وآحادية الرأي وكل ما يذهب عقولهم.
نحن بحاجة للفكر...مزيد من الفكر و مقارعة الحجة بالحجة. نصيحتي للشباب هو أن يتحسسوا مكانهم في العالم، فكل واحد منهم لديه دور وينبغي ان يخلّف أثرا وراءه. لا أتعب من تكرار أن الشغف يولّد النجاح ولو بعد حين...أتبعوا شغفكم وما حكّ ظهرك سوى ظفرك. "
** كلمة أخيرة لكم وشكراً لوقتكم ؟
" شكرا لكم على جميل الاستضافة وأتمنى أن نستطيع كمجتمعات التعاون لما فيه الخير لنا جميعا. أتبعوا شغفكم...أتبعوا شغفكم.... أتبعوا شغفكم. "
حاوره واعد المقابلة ناجي عبيد