هل كنت تتخيل بأن العمل قد يتحول إلى إدمان؟
علم النفس >>>> الصحة النفسية
عَرّفه عالم النفس "واين أوتس" بأنّه "الإكراه أو الحاجة الملحة إلى العمل باستمرار"، وفي محاولةٍ للتوفيق بين وجهات النظر المتنوعة حُددت القواسم المشتركة الرئيسة في التعريفِ الآتي:
"هو الشعور بالحاجة الماسّة إلى العمل بسبب ضغوطٍ داخليةٍ وأفكارٍ خارجيةٍ مستمرةٍ عن العمل حتى في أثناء عدم مزاولته، إضافةً إلى العمل بما يفوق المطلوب من العامل، على الرغم من العواقب السلبية الناتجة" (1).
ماهي أعراض هذا النوع من الإدمان؟
بالطبع يختلف إدمان العمل عن إدمان المخدرات المعروفة أعراضه، ومن غير المرجح أن تَنتُج عنه المخاطر الجسدية والعواقب القانونية نفسها، ولكن قد يشترك إدمان العمل مع غيره من أنواع الإدمان في بعض السلوكيات (2). فمن العلامات التحذيرية التي تُعدُّ من سمات إدمان العمل (2):
إذ تنطوي العلامات السابقة على عنصرٍ سلوكيٍّ وآخر نفسي. يشمل المكون السلوكي العمل الشاق والمفرط مدةً طويلة، في حين يشمل المكون النفسي الهوس بالعمل (إكراه الذات على العمل، على الرغم من عدم الاستمتاع به)، وقد أظهرت الأبحاث وجود روابط بين إدمان العمل وبعض أنواع الشخصيات، مثل الشخصية التنافسية التي تسعى دوماً نحو الإنجاز، إضافةً إلى أولئك الذين تظهر عليهم أعراض الوسواس القهري (3).
هل يمكن أن يتحوّل عملُ ما تحبه إلى إدمانٍ يؤثر سلباً فيك؟
تماماً مثل أي شخصٍ يعاني إدمان المخدرات، فإنَّ المدمن على العمل يحقق نشوةً نتيجة قيامه بذلك، مما يقوده إلى الاستمرار بتكرار السلوك الذي يمنحه هذه النشوة، ولا يستطيع مدمنو العمل إيقاف هذا السلوك على الرغم من النتائج السلبية التي تؤثر في حياتهم الشخصية وصحتهم الجسدية أو العقلية (4).
بما أنَّ هذ الإدمان ينطوي على إمضاء وقتٍ أطول في العمل، فهل يُعدُّ إدمان العمل ظاهرةً إيجابيةً أم سلبيةً على الصعيد الوظيفي؟
في الواقع لا تزال هذه الظاهرة مثيرةً للجدل ما إذا كانت إيجابيةً أم سلبية، فقد أكد البعض بأن إدمان العمل يبدأ بمستوى معين من الجهد مقابل بعض النتائج الإيجابية، مثل الرضا عن العمل والحياة، ولكن ذلك يستمر على المدى القصير. وتَظهر النتائج السلبية على المدى الطويل متمثلةً بسوء الحالة الصحية ومشكلاتٍ في العلاقات الاجتماعية وغيرها (1).
وفي سياق حوارنا عن ذلك، يختلف إدمان العمل عن العمل المُنتِج انطلاقاً من الدوافع الكامنة وراءه، فالعامل المُنتج يندفع إلى عمله لأنه يجد فيه المتعة، بينما يُجبَر مدمن العمل على عمله نتيجة الإكراه الذاتي (1).
إذاً، ما هو السبيل للخروج من حالة الإدمان هذه؟
يمكن للعلاج النفسي أن يقلل من الساعات التي يقضيها الشخص في العمل ويترافق ذلك مع زيادة إنتاجيته (5)، وقد يكون من المفيد اتباع النصائح الهامة الآتية (4):
وفي الختام نطرح على أنفسنا السؤال الجوهري الآتي: "هل يُعدُّ مدمن العمل شخصاً مُنتجاً في عمله؟"
يُمضي مدمنو العمل وقتاً أطول في التفكير والانخراط في العمل أكثر من العامل العادي، وعموماً يرتفع معدل إدمان العمل في المجتمع الطبي نتيجة ساعات العمل الطويلة وصعوبة تفويض المهام، ولكن قد لا يعود ذلك بالنفع عليهم بالضرورة، وذلك بسبب تركيزهم على إبقاء أنفسهم مشغولين بدلاً من كونهم مُنتجين (1,3). كذلك يجد مدمنو العمل صعوبةً في العمل ضمن فريق، مما يجعلهم أقل فاعلية، وهذا يشمل أيضاً العمل المتمثل بالأنشطة مثل الرياضة والموسيقى والفن بعيداً عن مفهوم العمل مدفوع الأجر(5).
المصادر:
2_Sussman, Steven. “Workaholism: A Review.” Journal of Addiction Research & Therapy, U.S. National Library of Medicine, 10 Jan. 2012, www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3835604/?fbclid=IwAR1O7vFiy1EISfM3qVY3gecEK7nOHJgbcCS0TYlg_WX_Jl_9BklXr-oBvLM
3_Workaholism – a 21st-century addiction | The Psychologist [Internet]. Thepsychologist.bps.org.uk. 2020 [cited 28 October 2020]. Available from: هنا
4_Work Addiction: Symptoms, Diagnosis, and Treatment [Internet]. Healthline. 2020 [cited 28 October 2020]. Available from: هنا
5_Workaholic [Internet]. ScienceDaily. 2020 [cited 28 October 2020]. Available from: هنا