هل البدينون أقوى من ذوي الوزن الطبيعي حقًّا؟
الطب >>>> مقالات طبية
من المعروف أنّ البدانة لها تأثيرات سلبية واضحة في معظم أجهزة الجسم ومن بينها الجهاز العضلي الهيكلي، ولكن؛ هل من الممكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية فيه؟
وجدت دراسات أنّ المرضى ذوي مشعر كتلة الجسم الأكبر يكونون أفضلَ -على نحو كبير- في تمارين القوة وأكثرَ تحفزًا لأدائها مقارنةً بالتمارين الهوائية، وبذلك؛ يمكن أن تكون جزءًا قيّمًا في برامج النشاط الفيزيائي لزائدي الوزن أو البدينين. كذلك تبيّن أنّ الكتل الشحمية وغير الشحمية لزائدي الوزن أكبر منها لدى ذوي الأوزان الطبيعية؛ مما يكسبهم قوة بدنية أكبر (1).
وقد وُجِد أنّ مشعر كتلة الجسم الأعلى يترافق مع كتلة عضلية أكبر وزيادة في القوة الصرفة وسعة الطاقة الإنتاجية (2)؛ إذ يزداد إنتاجها بتأثير البدانة عن طريق زيادة الطلب في العضلات الداعمة للوزن (3).
ولكن عند أخذ كتلة الجسم بعين النظر؛ أظهر الأفراد البدينون ضعفًا وظيفيًّا عضليًّا (2)، فقد كان أداء العضلات في الأفراد البدينين منخفضًا (3)؛ إذ إنّ البدانة تترافق مع تحددّ وظيفي في أداء العضلات، وزيادة قابلية تطور إعاقة وظيفية في الحركة والقوة، إضافةً إلى الرعاش، وهي تسبب تحددًا في التوازن الديناميكي أيضًا.
عمومًا، إنّ البدينين -بغض النظر عن عمرهم- يمتلكون قوة عضلية مطلقة أكبر مقارنةً بالأشخاص غير البدينين؛ مما يقترح أن الشحم الزائد يعمل منبهًا مديدًا للعضلات المعاكسة للجاذبية (كالعضلة الرباعية الرؤوس الفخذية وربلة الساق)، وهذا ما يزيد من حجم العضلة وقوتها، في حين أنّه عند مقارنة القوة العضلية الأعظمية مع كتلة الجسم يبدو الأفراد البدينون أضعف من غيرهم (4).
وفي دراسة كان هدفها تحرّي تأثيرات البدانة والعمر في قوة القبض والبسط في الورك والركبة والكاحل، كانت القوة الصرفة بين الأفراد البدينين أكبر في حركات الثني الظهري وبسط الركبة وثني الورك مقارنةً بالأفراد ذوي الوزن الصحي. كذلك وُجِد انخفاضٌ في القوة منسوبةً إلى وزن الجسم لدى الأفراد البدينين في كل المفاصل، وغالبًا ما يرجع هذا النقص في التناسق إلى الآلية البيولوجية -التي لا تزال غير واضحة- المسؤولة عن هذه المفارقات في القوة، والتي من الممكن أن تكون متأثرة بالتقدم في العمر أيضًا (5).
المصادر: