البدانة قد تعيقك أثناء أداء عملك!
الطب >>>> مقالات طبية
شملت هذه الدراسة 32 شخصاً نصفهم من البدناء و النصف الأخر من ذوي الأوزان الطبيعية، فتبيّن أن الأشخاص غير البدناء قادرون على التحمل مدة أطول بمعدل 60% مقارنة بالبدناء ،حيث ترتبط البدانة أيضاً بنقص القوة الجسدية وعدم الراحة و الانخفاض في مردود العمل. هذا ولم يكن لكبر السن تأثير على التحمل سواء إيجابياً أم سلبياً ،و قد أظهرت هذه الدراسة أيضاً أنّ الظروف المريحة التي تتوفر في أماكن العمل حاليّاً غير فعّالة على الأغلب لدى الأشخاص البدناء .
بالنسبة لنقص القدرة على التحمل لم يكن واضحاً أيهما يأتي أولاً: صعوبة الحركة وإجراء التمارين الرياضية (والتي ترتبط بزيادة الوزن) أم السمنة التي تنقص من النشاط الجسدي . فالدراسة لم تستطع تحديد السبب وراء نقص القدرة على التحمل و لكنها أوضحت أنّ هنالك ارتباطاً ما بين الاثنين.
ووفق الدراسات الحديثة هناك اليوم ما يزيد عن 1.5 مليار شخص في العالم مصنّفون على أنهم زائدو الوزن حيث أن معدّل السمنة ازداد بمعدل الضعف في الثلاثين عاماً الماضية .
و ما يجب التنويه إليه أن البدانة تؤثر على عمل العضلات وتنقص من تدفق الدم وتنقص أيضاً من كمية الأكسجين و الطاقة التي تصل للعضلات، فعند تقلص العضلة بشكل مستمر لفترة من الزمن فإنّ الأشخاص البدناء يصابون بتعب عضلي أسرع من غيرهم بكثير .
هذه الدراسة أكثر ما تنطبق على المهن التي تتطلب تكراراً في العمل، أما المهن الأخرى التي تتطلب لياقة جسدية عالية وتتضمن تنوعاً في النشاطات الجسدية مثل التمريض، الشرطة و الإطفاء أو حتى وظائف تسليم البريد و غيرها فقد لوحظ أنّ هذه المشاكل أقل تواتراً فيها.
ووفقاً للأبحاث الأمريكية فإن العمّال البدناء يحتاجون أوقات استراحة قصيرة متعددة خلال العمل فهذه الاستراحات تمكّن العضلات من استعادة طاقتها الكاملة والوقت المطلوب للاستراحة وذلك يختلف حسب نوع العمل و النشاط الجسدي إلا أنّ بضعة ثوان قد تكون كافية لأن تستعيد العضلات عافيتها.
من أجل هذه الدراسة تم تقسيم المشتركين إلى 4 مجموعات كل مجموعة تحتوي 8 أشخاص، وذلك بالاعتماد على العمر ودرجة البدانة:
– غير بدناء شباب.
– بدناء شباب .
– غير بدناء كبار السن .
– بدناء كبار السن.
الشباب بين 18 و25 عاماً وكبار السن بين 50 و65 عاماً.
حددت درجة البدانة على أساس ال BMI والذي هو رقم لتقدير كتلة الجسم والذي يحسب اعتماداً على الوزن و الطول.
المشاركون قاموا بثلاث مهمات مختلفة تضمّنت الضغط على شيء، ثني الأكتاف وتركيب قطع معدنية صغيرة على لوح مثقّب. وطلب منهم الاستمرار حتى الشعور بعدم القدرة على استكمال المهمة. وعند التوقف قام المشاركون بتقدير درجة عدم الراحة على مقياس من 10درجات.
وفي نفس الوقت أخذ الباحثون بعين الاعتبار معاناة المشاركون في الماضي من إصابات قد تؤثر على أدائهم للمهمات إلّا أنهم لم يعيروا اهتماماً لإصابة هؤلاء المشاركين بارتفاع الضغط الشرياني أو السكري حيث أنّ هذه الأمراض قد ترتبط بالبدانة أيضاً.
وقد أوضح عدد من الباحثين أن نقص التحمّل لدى الأشخاص البدناء كان ناجماً عن نقص القدرة على القيام بالتمارين بالإضافة للبدانة بحد ذاتها و أنّ الأشخاص البدناء لديهم صعوبة بسيطة في أداء الأمور وخصوصاً التي تتطلب تحريك جسدهم أو ذراعهم. و تبيّن أن بعض الأشخاص زائدي الوزن معرضين للإحساس بالتعب والرغبة بالإبطاء في العمل قبل غيرهم. وبيّنوا أنّ الطريقة الوحيدة لحلّ هذه المعضلة أياً كانت البدانة مسببة للتعب أم التعب مسبب للبدانة هو عن طريق التمارين الرياضية وخصوصاً تمارين التحمّل وليس مطلوباً القيام بتمارين شديدة و طويلة حيث تكفي 30 دقيقة مرتين بالأسبوع لتزيد القوة وتقلل الجهد اللازم لأداء العمل بسبب المرونة المكتسبة وتقلّل الشعور بعدم الراحة و بعدم القدرة على التحمل .
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
SHI TOU
هنا