الأكوابونيك؛ سمك مع الخضار يقدمه المعماريون
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
نظامٌ يجمع تربية الحيوانات المائية والزراعة المائية (زراعة النباتات في الماء) في بيئة تكافلية، وتُستخدم فيه المياه من أحواض السمك لتوفير العناصر الغذائية للنباتات؛ إذ تحوِّل بكتيريا النتريت/ النتريت فضلات الحوض لتغذية النباتات، وتساهم النباتات في تنقية المياه في الحوض أيضًا.
صُمِّم النظام ليعتمد على الطاقة المتجدِّدة (الطاقة الشمسية)، ويعتمد على الإسالة الطبيعية عوضًا عن المضخَّات قدر الإمكان (1).
ولكن كيف استفاد المعماريون من هذا النظام؟
نعرض لكم فيما يأتي مشروعين من مشاريع مكتب معماري الزراعة، وقد اعتمدوا فيها على هذا النظام.
المشروع الأول؛ المكاتب البيئية:
Image: Nguyen Thai Thach
في رحلةٍ للبحث عن مكتبٍ للإيجار في هانوي بفيتنام ليكون مكتبًا هندسيًّا معماريًّا لمجموعة معماريين من فيتنام وإيطاليا، لاحظ المعماريون أنَّ كثيرًا من الشرفات غير مستخدمة، ربما بسبب الضجيج والتلوث في الخارج أو بسبب الخوف من السرقة، فأطلقوا عليها اسم "الأماكن الميتة".
Image: courtesy of farming studio
وبعد بحثٍ دؤوبٍ عن حلول معمارية لإعادة استخدام هذه الشرفات واستغلالها، اعتمدت المجموعة نظام شجرةِ العوارض الفولاذية (The steel girder-tree system) لخلق فضاءٍ مزدوج لمساحة الشرفة، ويعمل النظام بوصفه حاجزًا يقي من الشمس والأمطار.
Image: Nguyen Thai Thach
واستُفيد من الأبواب الزجاجية بأكبر قدرٍ ممكنٍ لتوفير الإضاءة الطبيعية والتهوية، وخلق مناخٍ بيئيٍّ مُصغَّر يعمل على تقليل الآثار الضارة للمناخ والبيئة المحيطة.
وطُوِّر النظام ليعتمد الأكوابونك ويستغل المساحة بأكبر قدر ممكن، وحقَّق التصميم المعتمد على العوارض الفولاذية حمايةً أعلى وأمانًا من السرقة، وسهولةً في التركيب، وإعادة الترتيب حسب رغبة المستخدم (2).
Image: © 2018 Farming Architects
المشروع الثاني؛ المكتبة البيئية (Vac-Library):
Image: Nguyen Thai Thach
اشتهر في فيتنام نظام إنتاجٍ متكاملٍ مكوَّن من ثلاثة عناصر؛ البستنة وتربية الأحياء المائية وتربية الحيوانات، وأطلقوا عليه اسم (VAC) المشتق من ثلاث كلمات فيتنامية تعني حديقة وبركة وقفص، وتستفيد هذه الأنظمة من جميع الموارد الطبيعية المتاحة على نحوٍ فعَّال من أرض وهواء وماء وطاقة شمسية، إضافةً إلى المنتجات المعاد تدويرها.
اعتاد الناس في هانوي خلق مساحاتٍ بيئيةٍ صغيرة في منازلهم، وضعوا فيها أحواض مائية صغيرة، ومساحات زراعة بسيطة لزراعة الخضار نتيجة تلوث الخضار في المدينة، ممَّا جعل موضوع الزراعة في المنازل السكنية أمرًا حتميًّا، واتبعوا غالبًا أساليب عفوية في تصميم هذه المساحة التي قد تكون شرفة أو حديقة.
كيف تدخَّل مهندسو مكتب معماري الزراعة لتكوين مساحات تجمع بين البيئة الريفية والحضرية؟
بهدف نقل البستنة الفيتنامية التقليدية وتربية الأحياء المائية والحيوانات من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية على نحوٍ عصري، أعاد المعماريون تصميم (VAC) ليمكن تنفيذه في المناطق الحضرية.
وإضافةً إلى الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية، هدف التصميم إلى اختبار إمكانية استخدام أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات في البيئة الحضرية.
بماذا تميَّزت هذه المكتبة؟
Image: Nguyen Thai Thach
تميَّزت المكتبة بنظامٍ إنشائيٍّ مستوحىً من استخدام الإطارات الخشبية، ويساعد هذا الأنموذج في إنشاء هيكلٍ مرنٍ قابلٍ للتكيف، ويسمح بتقسيم المكتبة إلى مناطق وظيفية مختلفة تهدف إلى استغلال المساحة لتنويع نشاطات الأطفال بين اللعب والقراءة.
سيتعرَّف الأطفال أنَّ أسماك الحوض ليست فقط حيوانات أليفة، بل يمكن الاستفادة من فضلاتها في تغذية الخضروات، وكيف يمكن توفير المياه للخضروات ثمَّ ترشيحها مرةً أخرى إلى البركة، وحتى الدجاج الموجود يُستفادُ من بيضه للغذاء ومن فضلاته في السماد (3).
Image: Nguyen Thai Thach
Image: Nguyen Thai Thach
يشكِّل الأكوابونيك أملًا كبيرًا لإنتاج المحاصيل العضوية المستدامة، وتربية الأحياء المائية والاستغلال الأمثل للمياه؛ إذ يُعاد تدوير مخلَّفات الأسماك واستخدامها لنمو النبات بدلًا من رميها في المحيط، ويُعاد تدوير المياه في نظامٍ مغلق ممَّا يقلِّل استهلاك هذا المورد ويسمح باستغلاله على نحوٍ أفضل.
المصادر: