موافقة FDA على استخدام دواء RLF-100 استنشاقاً في التجارب السريرية على مرضى COVID-19
الكيمياء والصيدلة >>>> تراخيص جديدة
وقد مُنِح (RLF-100) -وهو أحد صيغ أفيبتاديل (Aviptadil)- عديد الببتيد المعويّ البَشَريّ المصطنع الحائز على التّرخيص بصفته دواءً ذو فعالية وعائية "VIP"- الموافقة على اختبار التّقصّي السّريع (Fast Track Designation*)، وترخيص إدارة الأغذية والأدوية (FDA) (1) للاستعمال الإسعافي (Emergency Use IND**).
الملاحظات الأولى:
أعلنت منظمة (Relief) في الثّاني من آب (أغسطس) 2020م أنّ عقار ((RLF-100 (aviptadil) أبدى فعاليةً في إظهار التّعافي السّريع لفشلِ الجهاز التّنفّسي لدى الحالات المرضيّة الأكثر حرجاً من مصابي (COVID-19). وفي الوقت نفسه أفاد باحثون مستقلّون أنّ (aviptadil) منع تكاثر فيروس كورونا (SARS) في خلايا الرّئة البشريّة والوحيدات (3).
وقد نشرَ أطبّاءُ من (Houston Methodist Hospital) التّقريرَ الأوّلَ عن التّعافي السّريريّ السّريع النّاتج عن الاستعمال الطارئِ لهذا العقّار. ويصِفُ التّقريرُ رجلاً يبلغ من العمر 54 عاماً أُصيبَ بمرضِ (COVID-19) في أثناء علاجه من رفض زراعة رئتين له؛ ولكن في غضون أربعة أيامٍ من تطبيق الأفيبتاديل نُزِع عنه جهاز التّنفّس الاصطناعي، وشُوهِدت نتائجُ مماثلةٌ لاحقاً في أكثر من 15 مريضاً عولجوا به تحت الاستعمال الطارئ وبروتوكول الوصول الموسّع للـ FDA (وهو مفتوحٌ للمرضى الذين يعانون مرضاً شديداً بحيث لا يمكن قبولهم في المرحلة الثّانية والثّالثة من تجربة الـ (FDA) الجارية) (3).
ولوحِظ أيضاً لدى مرضى (COVID-19) ذوي الحالات الحرجة والمعالَجون بالأفيبتاديل؛ تحسّناً سريعاً في نتائج فحوص الإنتانات الرّئويّة الكلاسيكيّة بالأشعة السينية (X-ray)، مصحوباً بتحسنٍ في أكسجة الدم وانخفاض متوسّطه 50% أو أكثر في العلامات المخبريّة المرتبطة بالالتهاب المرافق لـ (COVID-19).
وقد تستند النتائج السّريريّة إلى دليلٍ على أنّ (VIP) يُثبِّط تكاثر فيروس (SARS-CoV-2) في خلايا الرّئة البشريّة والخلايا المناعيّة (الوحيدات). وقد بلِّغ باحثون برازيليون عن هذا، وأفاد الباحثون عينهم عن دراسة حالة (case-control)؛ إذ كان لدى مرضى (COVID-19) الذين خرجوا عن أجهزة التّنفّس الصّناعيّ مستوياتٍ دمويّة من (VIP) أعلى بكثيرٍ من أولئك الذين تُوفّوا بسبب فشل الجهاز التّنفّسي (3).
عن (VIP) وإصابات الرّئة:
اكتشفَ الدكتور الراحل سامي سعيد عام 1970م عديد الببتيد المعويّ الفعّال ((Vasoactive Intestinal Polypeptide (VIP) لأوّل مرّةٍ. على الرغم من اكتشافه لأوّل مرّةٍ في الأمعاء، إلّا أنّه من المعروف الآن أنّه يُنتَج في جميع أنحاء الجسم ويتركّز على نحوٍ أساسيٍّ في الرّئتين.
وأُثبِت في أكثر من 100 دراسةٍ محكَّمةٍ أنّ للـ (VIP) نشاطاً قويّاً مضادّاً للالتهاب، ومضادّاً للسيتوكين في النّماذج الحيوانيّة التي تعاني ضيقَ تنفّسٍ وإصابةَ رئةٍ حادّةٍ والتهاباتٍ. والأهمّ من ذلك أنّ 70٪ من الـ (VIP) في الجسم مرتبطٌ بخليّةٍ نادرةٍ في الرّئة تُدعى الخليّة السّنخية من النّمط الثاني (Alveolar II)، التي تُعدّ ضروريةٌ لنقل الأكسجين إلى الجسم. ويتمتّع (VIP) بتاريخٍ طويلٍ (20 عامًا) من الاستعمال الآمن في تجاربَ بشريّةٍ متعدّدةٍ لمرضِ السّاركوئيد، والتّليّف الرّئويّ، والرّبو/الحساسيّة، وارتفاع ضغط الدم الرّئويّ (1).
استعمال (VIP) لعلاج (COVID-19):
إذ يؤدّي مهاجمة فيروس (SARS-CoV-2) للخليّة السّنخيّة من النّوع الثّاني ((Alveolar Type II (ATII) عبر مستقبِلها السّطحي (Angiotensin Converting Enzyme 2-ACE2) إلى فشلِ الجهاز التّنفّسي، والإمراضيّة، والوفيّات المتكرّرة بالـ (COVID-19). ومن المعروف أن الببتيد المعويّ الفعّال في الأوعية (VIP) يستهدف مستقبل (VPAC1) لخلية (ATII)، ويحمي هذه الخليّة من جميع أنواع الإصابات، بما في ذلك استنشاق الدخان، والتّعرّض لأحماض المعدة، والعوامل الممرضة. ويمنع (VIP) أيضاً -في الدراسات السّريريّة وغير السّريريّة- موت الخلايا المبرمَج، ويثبّط السّيتوكينات، ويخفّض مستويات (TNFα)، ويعكس نسبة (CD4/CD8)، ويخفّف السّعال وضيق التّنفّس (2). وإلى الآن لا تُوجد علاجاتٌ مقترحةٌ لـ (COVID-19) -بخلاف RLF-100- تستهدف هذه الخلايا الهشّة من النّوع الثّاني خاصّةً (1).
عن الدراسة الجارية:
ستُعالَج مجموعةٌ من مرضى (COVID-19) المعتدل أو الشّديد -حسب تعريف الـ FDA- والذين لم يصابوا بفشلٍ في الجهاز التّنفّسي برذاذ (RLF-100) وبجرعة 100 ميكروغرام 3 مراتٍ يومياً مع الرّعاية المعياريّة، مقابل مجموعةٍ ستُعالَج بالدواء الغُفل والرّعاية المعياريّة. وستكون النتيجة الأوليّة التي ستُقاس هي التّقدّم في شدّة المرض (أي من معتدلٍ إلى شديدٍ أو حَرِجٍ، أو تقدّمٍ من شديدٍ إلى حرجٍ) على مدار 28 يوماً. أمّا المعايير الثّانوية فستكون قياس أكسجة الدم عن طريق مقياسِ التّأكسج النّبضي (Pulse Oximetry)، وضيق التّنفّس، وتحمّل الجهد، ومستويات (TNFα IL-6)، والسيتوكينات الأخرى (2).
وسيشارك 288 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 85 عاماً في هذه الدراسة المعشّاة، متعددّة المراكز، رباعيّة التعمية، المضبوطة بشاهد. (2)
يقول البروفيسور (Jonathan Javitt) الرّئيس التّنفيذيّ ورئيس مجلس إدارة شركة (NeuroRx): "لم يُظهِر أيُّ مضادٍّ فيروسيٍّ آخر شفاءً سريعاً من العدوى الفيروسيّة وتثبيطًا مخبريّاً لتكاثر الفيروس. ونحن نجري تجاربَ مضبوطةً بالغفل لمعرفة إذا ستُؤكَّد النتائج التي لوحِظت في دراسات (case-control وopen-label) لدى مرضى (COVID-19) الأخفّ. وستُجري لجنة مراقبة البيانات المستقلّة خاصتنا تحليلاً مرحليّاً لهذه البيانات في نهاية هذا الشهر." (3).
*(Fast Track): هي عمليّةٌ مصمّمةٌ لتسهيل تطوير الأدوية والتعجيل بمراجعتها لعلاج الحالات الخطيرة وتلبية الحاجة الطبّيّة غير المُلبّاة، والغرض من ذلك هو الحصول على أدويةٍ مهمّةٍ للمريض بأسرع وقت، وهي تعالج مجموعةً واسعةً من الحالات الخطيرة (4).
**(Emergency Use IND): تسمح إدارة الأغذية والأدوية (FDA) بترخيص استعمال دواءٍ تجريبيٍّ في حالة طوارئ حين لا يُتاح الوقت لتقديم طلب دواءٍ جديدٍ استقصائيٍّ (IND) وفقًا لقانون التّنظيم الفيدرالي (21CFRً). ويُستعمل أيضاً للمرضى الذين لا يستوفون معايير بروتوكول الدراسة الحالي، أو في حالة عدم وجود بروتوكول دراسةٍ معتمدٍ (5).
المصادر:
2- Inhaled Aviptadil for the Treatment of Moderate and Severe COVID-19 - Full Text View - ClinicalTrials.gov [Internet]. Clinicaltrials.gov. 2020 [cited 12 August 2020]. Available from: هنا
3- RLF-100 (aviptadil) clinical trial showed rapid recovery from respiratory failure and inhibition of coronavirus replication in human lung cells - NeuroRx [Internet]. NeuroRx. 2020 [cited 12 August 2020]. Available from: هنا
4- Fast Track [Internet]. U.S. Food and Drug Administration. 2020 [cited 16 July 2020]. Available from: هنا
5- Investigational New Drug (IND) Application [Internet]. U.S. Food and Drug Administration. 2020 [cited 12 August 2020]. Available from: هنا