التزاحم على حجز لقاح كورونا
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
ومن المتوقع أن يبدأ توزيع اللقاح في نهاية العام الحالي وبداية العام القادم، ذلك بعد أن يخضع لتجارب سريرية واسعة النطاق من المرحلة الثالثة للتجارب لتقييم فعاليته وسلامته، علمًا أن روسيا أعلنت الموافقة على اللقاح للاستخدام المحدود، قبل الانتهاء من تجارب المرحلة الثالثة (2).
هنا يُطرح السؤال: ما نسبة سكان العالم الذين يجب إعطاؤهم اللقاح للسيطرة على المرض؟
من الصعب تحديد ذلك دون معرفة مدى فعالية اللقاح، لكن النسبة بين 60 و70 % تقريبًا من الأشخاص الذين يحتاجون إلى تناول اللقاح للتحصين من الفايروس، ومن ثم منع انتشاره بسهولة، وهذا ما يدعى باسم (مناعة القطيع).
لكن هذه النسبة ليست بقليلة، فهي تعادل المليارات من الأشخاص حول العالم، ذلك في حال كان اللقاح فعَّالًا بما يكفي (3).
وقد حذر العلماء والعاملون في القطاع الصحي من تزاحم الدول الغنية لحجز جرعات مسبقة من اللقاح، بالتزامن مع دخولها مراحل التجارب السريرية (4)؛ إذ حجزت الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف شهر آب 800 مليون جرعة من عدة أنواع من اللقاحات في مرحلة التطوير، مع إمكانية طلب مليار جرعة أُخرى من اللقاح (2).
كذلك ارتفع عدد صفقات المملكة المتحدة ليحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة لحجز جرعات من اللقاح مع أبرز الشركات الطبية الواعدة؛ إذ عَقدت صفقة بـ60 مليون جرعة مع الشركتين (Sanofi/ GSK)، وأمنت نفسها بعقد صفقات مع (University of Oxford/AstraZeneca) و ( BioNTech/Pfizer) (4)، لتكون الدولة الأعلى شراءً بالنسبة لعدد السكان، فقد بلغت 340 مليون جرعة؛ أي ما يعادل ٥ جرعات لكل شخص (2).
و يأتي في المرتبة الثالثة الاتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى إبرام صفقات ثنائية مع شركات الأدوية لتأمين جرعات من اللقاح لأوربا؛ إذ جرى الحديث عن شراء 300 مليون جرعة من اللقاح التجريبي من الشركتين (Sanofi / GSK) (4).
وقد أُطلاقتْ إحدى المبادرات العالمية تدعى COVAX التي تسعى إلى تأمين ملياري جرعة لقاح؛ مليار مخصص لـ92 دولة ذات دخل منخفض أو متوسط، التي تعادل نصف سكان العالم، والمليون جرعة الأخرى مخصصة ل ٧٥ دولة ذات دخل أعلى وهي التي سوف تدفع ثمن اللقاحات (2).
يوضح الرسم البياني أبرز تلك الدول:
Image: https://trello-attachments.s3.amazonaws.com/5c988e4c7d24495d5cace65e/5f67a77518d5fb2cd4e3de8a/86b6a40964331a20acdf91c3394cb4f8/image.jpeg
وقد صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس قائلًا: "إنَّ الطلب الزائد والمنافسة على العرض يخلقان فعلًا نزعةً وطنية للقاحات ومن ثم خطر التلاعب بالأسعار … هذا ما ندعوه فشل السوق الذي لا يمكن حله إلا عبر التضامن العالمي واستثمار القطاع العام والمشاركة." (4).
المصادر:
2. The unequal scramble for coronavirus vaccines — by the numbers [Internet]. Nature.com. 2020 [cited 22 September 2020]. Available from: هنا
3. Aschwanden, C., 2020. The false promise of herd immunity for COVID-19. Nature,. هنا
4. Ren G. Scramble To Preorder COVID-19 Vaccines May Leave Poorer Countries Behind - Health Policy Watch [Internet]. Health Policy Watch. 2020 [cited 22 September 2020]. Available from: هنا