متلازمة ما بعد كوفيد-19
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
وأجريت دراسة لمتابعة 150 حالة غير حرجة من مرضى كوفيد-19؛ إذ استمرت الأعراض لدى ثلثي المرضى لمدة تصل إلى شهرين، ومن بين هذه الأعراض فقدان الشم أو ضيق التنفس أو الوهن.
وأجريت أيضًا دراسة على 120 مريض حرج في المشفى (24 في وحدة العناية المركزية و69 خارجها)، واستمرت متابعة حالتهم على مدى 3 أشهر بعد التشخيص، وقد عانى غالبية المرضى التعب وضيق التنفس (2).
ومن المرجح أن يعاني هذه المتلازمة كبار السن والمصابون بأمراض أخرى مزمنة، ولكن يمكن أن تظهر حتى لدى الشباب الأصحاء أعراض المتلازمة بعد الإصابة بأسابيع أو شهور، إذ لا يمكن حصر المدة التي يمكن أن تستمر فيها هذه الأعراض، لأنها قد تستمر ستة أشهر أو أكثر لدى بعض الأشخاص.
وكما هو الحال مع أعراض مرض كوفيد-19 المرضية المختلفة، فإن متلازمة ما بعد كوفيد-19 تشمل أعراضًا أكثر شيوعًا وهي:
- تعب
- ضيق في التنفس
- سعال
- ألم المفاصل
- ألم الصدر
وتشمل أعراضًا أخرى طويلة المدى وهي(1,3):
- آلام في العضلات أو صداع
- سرعة ضربات القلب
- فقدان حاسة الشم أو التذوق
- مشاكل في الذاكرة أو التركيز أو النوم
- طفح جلدي أو تساقط الشعر
وعلى الرغم من أن المرض يصيب الرئتين في الأساس، إلا أنه يمكن أن يؤدي الى عدد كبير من المضاعفات خارج الرئة أيضًا. وهذا يسبب زيادة خطر حدوث مشاكل صحية على المدى الطويل.
ومن الأعضاء التي قد تتأثر بكوفيد-19: القلب والدماغ والكلى والكبد.
وقد تجعل الإصابة الدم أكثر عرضة لتشكيل الخثرات. فمن الممكن أن تسبب الخثرات الكبيرة احتشاء قلب وسكتات دماغية وصمات رئوية. ويُعتقد أيضًا أن الخثرات الصغيرة التي تسد الشعيرات الدموية في القلب هي سبب الضرر القلبي.
وبالإضافة إلى ذلك، احتاج المرضى الذين تطورت لديهم متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) أجهزة التنفس الاصطناعي والبقاء في وحدة العناية المركزية، وهذا قد يسبب لهم حدوث ندبات دائمة في أنسجة الرئة التي تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي قد تستمر لفترة طويلة بعد التعافي. وهؤلاء المرضى هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بعد نجاتهم.
وقد يتطور لديهم متلازمة التعب المزمن، وهو اضطراب معقد يتميز بالتعب الشديد الذي لا يمكن تفسيره، ويمكن أن يزداد التعب بممارسة نشاط بدني أو ذهني، ولكنه لا يخف بالراحة.
وأخيرًا قد يعاني الناجون من كوفيد-19 آلامًا مزمنة جسدية (3,4).
إذًا، ما سبب هذه الأعراض، وما الذي يجب أن يفعله الشخص الذي يعاني متلازمة ما بعد كوفيد-19؟
إن المعلومات المتوافرة حاليًا غير كافية، ولكن من المحتمل أن هذه الأعراض هي نتيجة اضطراب التهابي؛ إذ يلعب فيروس SARS-CoV-2 دور محفز للمناعة، كما في متلازمة غيلان باريه Guillain-Barré وأمراض المناعة الذاتية الأخرى. ولذلك على المرضى إجراء اختبار للتحري عن الأجسام المضادة للنواة وتكرار الاختبارات بعد 6 أسابيع للتأكد من عدم وجود مرض مناعي ذاتي كامن.
أما بالنسبة للإجراءات:
إن المرضى الذين عانوا من مرض خفيف وعالجوا أنفسهم في المنزل ولكنهم يعانون الآن من أعراض متلازمة ما بعد كوفيد-19: يوصى باستشارة الطبيب الخاص بهم، إذ يمكن لطبيبك تشخيص شدة الأعراض المزمنة، والمساعدة في علاج الأعراض الخفيفة و إحالتك إلى مختص إذا كانت الأعراض شديدة ولاسيما في حال وجود مشاكل في القلب مثل ألم الصدر أو أيَّة مشكلات في الرئة مثل صعوبة عملية التنفس، وفي هذه الحالات يجب اللجوء إلى الإسعاف.
أما في حالة دخولك المستشفى، فسيكون لديك طبيب يتابع حالتك القلبية والصدرية.
ويجب لفهم آلية هذه المتلازمة التعاون بين مختصي القلبية والصدرية والعصبية والبولية والدموية والهضمية والنفسية للتوصل إلى تفسير صحيح وعلاج مناسب (1,5).
المصادر: